روسيا تستنكر "ضغوطا غربية" على الهند بقمة العشرين

جانب من فعاليات وصول الرئيس الأميركي جو بايدن (يسار) إلى نيودلهي للمشاركة في قمة العشرين (أسوشيتد برس)

استنكرت روسيا -اليوم الجمعة- ما سمتها ضغوطا مورست على الهند بشأن إدراج موقف الغرب من الحرب في أوكرانيا في البيان الختامي لقمة العشرين التي تستضيفها نيودلهي غدا السبت، في حين شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة إصلاح مجلس الأمن الدولي، وقال إن النظام المالي العالمي الحالي عفا عليه الزمن.

وقد اتهمت وزارة الخارجية الروسية دول مجموعة السبع بممارسة ضغوط على الهند، لتضمين الوثائق الختامية لمجموعة العشرين مواقفها الأحادية تجاه النزاع في أوكرانيا.

وقالت الخارجية الروسية -في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني- إن دول مجموعة السبع، وفي المقام الأول الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، تمارس ضغوطا على الهند.

وأضافت أن هذه الدول تسعى إلى أن يجد نهجها أحادي الجانب بشأن الوضع حول أوكرانيا، انعكاسا في الوثائق الختامية لفعاليات قمة مجموعة العشرين التي تنطلق في نيودلهي غدا السبت، وفق تعبير البيان.

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن الجانب الهندي يحاول في ظل هذه الظروف الالتزام بمسار محايد، معتمدا على التفويض الاقتصادي البحت لمجموعة العشرين.

وأضاف البيان أن الهند رفضت مطالب الغرب بدعوة أوكرانيا للمشاركة في اجتماعات العشرين، وبالتالي منعت الولايات المتحدة وحلفاءها من تخريب الإنجازات العملية المهمة التي حققتها نيودلهي خلال عام من رئاستها لمجموعة العشرين، وفق البيان.

مخاطر الانقسام

وقال الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش إن العالم يواجه مخاطر النزاع مع اتساع الانقسامات بين الدول.

وقال غوتيريش للصحفيين في نيودلهي "إذا كنا بالفعل أسرة عالمية واحدة فإننا نشبه اليوم أسرة تعجز عن أداء وظيفتها على النحو الصحيح".

وأضاف "الانقسامات تتزايد، والتوترات تشتعل، والثقة تتآكل، وكل هذا يهدد بالتشرذم ومن ثم المواجهة في نهاية المطاف".

وتتألف مجموعة العشرين حاليا من 19 دولة والاتحاد الأوروبي، وتشكل نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتضم ثلثي سكان العالم.

لكن الخلافات العميقة بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا وكيفية مساعدة الدول الناشئة على مواجهة تغير المناخ، من المتوقع أن تعرقل التوصل إلى اتفاق خلال الاجتماع الذي يستمر يومين في نيودلهي.

وقال غوتيريش "مثل هذا الانقسام سيكون مقلقا للغاية في أحسن الأوقات، لكنه في عصرنا هذا ينذر بكارثة. عالمنا يمر بلحظة انتقالية صعبة. فالمستقبل متعدد الأقطاب، ولكن مؤسساتنا المتعددة الأطراف تعكس عصرا مضى".

وأضاف أن "البنية المالية العالمية عفا عليها الزمن، ومختلة وظيفيا، وغير عادلة. إنها تتطلب إصلاحا بنيويا عميقا، وبوسعنا أن نقول الأمر نفسه عن مجلس الأمن الدولي".

الغياب والحضور

وقد وصل بالفعل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى نيودلهي اليوم الجمعة، للمشاركة في قمة زعماء مجموعة العشرين.

لكن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيتغيب عن القمة، في وقت تتصاعد فيه التوترات التجارية والجيوسياسية مع الولايات المتحدة والهند التي تشترك مع الصين بحدود طويلة ومتنازع عليها.

كما أدت الحرب في أوكرانيا إلى إبعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الحضور.

وسيمثل الصين رئيس الوزراء لي كه تشيانغ، بينما يمثل روسيا وزير الخارجية سيرغي لافروف.

المصدر : الجزيرة + وكالات