المنفذ أطلق النار راجلا.. مقتل مستوطنيْن في حوارة والاحتلال يستنفر

قُتل مستوطنان إسرائيليان إثر إطلاق نار استهدفهما -اليوم السبت- في بلدة حوارة قرب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، في حين دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية إلى قرى وبلدات جنوب نابلس بحثًا عن منفذي العملية.

وقالت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري إن مصادر إسرائيلية أكدت مقتل إسرائيليين بعد إطلاق النار عليهما داخل محل لغسيل السيارات على الشارع الرئيسي في بلدة حوارة.

بدورها، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن منفذ العملية وصل إلى موقع الإطلاق مشيا على الأقدام وأطلق النار من مسافة قصيرة.

وعرضت القناة 11 الإسرائيلية تسجيلا مصورا من كاميرا مثبتة في محطة غسيل السيارات، يظهر فيها شخص ينظف سيارة متوقفة ويتسلل شخص آخر من خلفه ويطلق النار من مسافة قريبة جدا على شخصين يجلسان في الناحية الثانية بجانب السيارة، مما يدفع العامل للهرب.

وقالت القناة إن هذا التسجيل -الذي كما يبدو مصدره الجيش- يوثق العملية، حيث إن المهاجم ترجل وأطلق 5 رصاصات ثم لاذ بالفرار، وقد يكون فر بواسطة سيارة نقلته إلى مكان خارج منطقة حوارة.

وأشارت التحقيقات إلى أن الإسرائيليين، وهما أب في الستين عاما ونجله في الثلاثين من العمر من منطقة أشدود، كانا قد مكثا لساعات في بلدة حوارة قبل أن يعودا إلى محطة غسيل السيارات حيث تركا سيارتهما وتجولا في البلدة.

ملاحقة إسرائيلية

من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان على منصة "إكس"، إنه دفع بتعزيزات عسكرية إلى البلدة، وأطلق عملية واسعة لملاحقة مطلقي النار.

وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن وزير الدفاع يوآف غالانت ترأس اجتماعًا طارئًا لتقييم الوضع الأمني مع كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية بعد عملية حوارة.

أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى الجيش بتعزيز قواته على المحاور الرئيسية وفي محيط المستوطنات في الضفة الغربية.

وفي أول تعقيب له على عملية حوارة، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن قوات الأمن تعمل بأقصى قوتها للوصول إلى منفذ العملية وتصفية الحساب معه.

وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية إلى بلدات وقرى جنوب نابلس بحثًا عن منفذي إطلاق النار في حوارة.

وقالت صحف فلسطينية إن قوات الاحتلال أغلقت مداخل قرية حوارة، وشنت حملة اعتقالات وتمشيط ومداهمات في قرى عوريف ومادما وبيتا.

وأفادت مراسلة الجزيرة بأن 23 فلسطينيا أصيبوا خلال مواجهات مع الاحتلال في قرية بيتا القريبة من حوارة، عندما حاولوا التصدي لاقتحام قوات الاحتلال للقرية خلال ملاحقتها منفذ عملية حوارة.

وقال مراسل الجزيرة وليد العمري إن قوات الاحتلال نصبت حواجز على مداخل ومخارج بلدة حوارة جنوب نابلس، وأجرت عمليات تفتيش.

وأظهرت مقاطع مرئية بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اعتقال قوات الاحتلال صاحب المغسلة الذي نُفذت فيه عملية حوارة.

وبعد هذه العملية، ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 33 بالهجمات التي نفذها مقاومون فلسطينيون في الضفة الغربية منذ بداية العام الحالي.

هجمات انتقامية

وفي سياق متصل، هاجم مستوطنون متطرفون بلدة بورين، واعتدوا على البيوت القريبة من مستوطنة "يتسهار"، وكسروا أشجار الزيتون.

وعلى منصات التواصل، أطلق ناشطون فلسطينيون دعوات لسكان حوارة وجميع قرى نابلس لأخذ الحيطة والحذر، تحسبًا لهجمات انتقامية تنفذها عصابات المستوطنين، عقب عملية إطلاق النار في حوارة.

وقال رئيس مجلس بلدة حوارة إنه يتوقع ليلة ساخنة وشديدة الخطورة على بلدة حوارة بعد العملية التي أسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين.

ترحيب فلسطيني

فلسطينيًا، باركت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إطلاق النار في حوارة، ووصفته بالعملية البطولية، مؤكدة أنها نتاج وعد المقاومة الثابت والمستمر بالدفاع عن الشعب الفلسطيني، والرد على جرائم الاحتلال، وحماية المسجد الأقصى من خطر التقسيم والتهويد.

وأكد الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، في بيان صحفي، أن ضربات المقاومة ستبقى متواصلة وممتدة لتشمل جيش الاحتلال والمستوطنين، وذلك من أجل إخفاق مخطط حكومته الفاشية ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.

وشدّد على أن المقاومة الفلسطينية وأبطالها حطموا هيبة جيش الاحتلال، مؤكدا أن الاغتيالات والاعتقالات والملاحقات لن تحدّ من ضرباتهم، بل ستظل موجهة ومسددة دفاعًا عن الأقصى.

كما أشادت حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق النار قرب حاجز حوارة، وعدّته ردًا طبيعيًا ومشروعًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.

وقال المتحدث باسم حركة الجهاد طارق سلمي للجزيرة إن المقاومة تواصل التصدي لسياسة الاحتلال، وستستمر في القتال حتى تحرير الأرض.

من جانبها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة، وإن العدوان الإسرائيلي لا يُقابل إلا بتصعيد المقاومة بكل أشكالها.

هجمات متكررة

وخلال العام الجاري، شهدت حوارة عمليات فلسطينية عدة استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنين، كان أولها في فبراير/شباط الماضي، حين قتل مقاوم فلسطيني مستوطنين اثنين في هجوم مسلح استهدف سيارتهما.

وقد أعدمت قوات الاحتلال المنفذ عبد الفتاح خروشة في جنين، ثم هدمت منزل عائلته في مخيم عسكر شرق نابلس.

وفي مارس/آذار الماضي، أصيب مستوطن في الشارع نفسه بجراح في هجوم مسلح استهدف سيارته، كما أصيب جنديان من جيش الاحتلال في هجوم استهدف قوة إسرائيلية.

وفي يونيو/حزيران السابق، أصيب مستوطن بجراح من نيران أطلقت على سيارته جنوب حوارة.

وفي يوليو/تموز الماضي، أصيب جندي من جيش الاحتلال بجراح في طعن نفذته فتاة فلسطينية على مفرق طرق شمال حوارة، قبل أن تستشهد المنفذة بنيران جنود الاحتلال.

وفي الشهر نفسه، حاول فلسطيني تنفيذ دهس لجنود من جيش الاحتلال على مفرق للطرق شمال حوارة، لكن قوات الاحتلال ألقت القبض عليه. كما تعرضت حافلة مستوطنين لإطلاق نار دون إصابات.

وتشهد الضفة الغربية المحتلة منذ بداية العام توترًا شديدًا إثر تكرار اقتحامات الجيش الإسرائيلي المستمرة للمدن الفلسطينية، وذلك من أجل اعتقال وتصفية من يصفهم بالمطلوبين، بالإضافة إلى هجمات متكررة نفذها مستوطنون إسرائيليون على قرى وبلدات فلسطينية.

في المقابل، يشنّ فلسطينيون بين الفينة والأخرى هجمات بإطلاق نار، وعمليات دهس على جنود إسرائيليين ومستوطنين بالضفة.

المصدر : الجزيرة + وكالات