تسجيل مسرب.. إيتمار بن غفير يحذر المستوطنين: تسريع أجندة التطرف قد يأتي بنتائج عكسية

حذر زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير أنصاره من محاولة المضي بسرعة كبيرة في تنفيذ أجندته، وقال في تسجيل صوتي سُرب أمس الأحد إن بعض التشريعات المزمعة قد تأتي بنتائج عكسية.

ووعد رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي إيتمار بن غفير بمنصب وزير الأمن الداخلي، وهو حقيبة وزارية جديدة تملك سلطات موسعة على الشرطة في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة.

وبثت إذاعة الجيش الإسرائيلي تسجيلا من اجتماع داخلي لحزب "القوة اليهودية" يناقش فيه أحد نواب الحزب مشروع قانون يقترح ترحيل من يعبرون عن تضامنهم مع المقاومين الفلسطينيين.

ورد إيتمار بن غفير -الذي أكد صحة التسجيل- "لنفترض أن يأتي صباح الغد فرد من أسرة ويشيد بعمل الدكتور غولدشتاين، هل سيتعين طردهم خارج البلاد؟"

ويقصد بن غفير بذلك باروخ غولدشتاين، وهو مستوطن ارتبط بحركة "كاخ" اليهودية المتطرفة -وهو الذي نفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994- ودفع الهجوم إسرائيل إلى حظر الحركة التي كان بن غفير ينتمي إليها يوما.

وأضاف بن غفير في التسجيل "كل مشروع قانون تقترحونه ستكون له تداعيات وتأثيرات واسعة للغاية، وإذا كنتم تدركون هذه التأثيرات وتعرفون ما الذي يتعين القيام به، فأنا معكم. ولكن أولا يتعين أن يتم استيعاب كل شيء".

ظهور مقلق

وأثار بزوغ نجم إيتمار بن غفير قلقا في الداخل والخارج، وهو مستوطن من الضفة الغربية يتضمن سجله إدانات في عام 2007 بالتحريض ضد العرب ودعم جماعة يهودية متطرفة موضوعة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة، إلا أنه يقول إن "مواقفه أصبحت أكثر اعتدالا".

ولا يزال تعيين بن غفير في انتظار الانتهاء من تشكيل حكومة ذات أغلبية برلمانية، وأظهر استطلاع أجرته القناة 12 التلفزيونية أن 49% من الإسرائيليين سيؤيدون تعيينه مقابل 46% يرفضون ذلك.

وقوبل موقف بن غفير باستخفاف من الفلسطينيين، وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي "بن غفير يريد أن ينتقل من شخص "عنصري إرهابي إلى شخص يمتلك الصلاحيات الرسمية لكي يحول العنصرية والكراهية والحقد ضد العرب إلى سياسة رسمية حكومية من خلال تبوئه مناصب رسمية".

ويواصل زعيم حزب الليكود نتنياهو المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة جهوده للتوصل إلى اتفاق مع شركاء حكومته المقبلة.

المسجد الأقصى

وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من تغيير "الوضع القائم" في المسجد الأقصى بعد توقيع اتفاق الشراكة بين نتنياهو وبن غفير.

وقالت الوزارة إن الاتفاقيات التي وقعت بينهما تعطي بن غفير "صلاحيات واسعة لممارسة سياسته ومواقفه الاستعمارية العنصرية ضد المسجد الأقصى المبارك وسعيه لإحداث تغييرات جذرية واسعة النطاق على الواقع التاريخي والقانوني القائم".

ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى "إبداء أعلى درجات الاهتمام واليقظة والحذر من المخاطر التي تشكلها تلك الاقتحامات بما يرافقها من أداء طقوس تلمودية في باحات المسجد، خاصة في ظل حكم نتنياهو وبن غفير وأتباعهما".

وتحشد جماعات "الهيكل" المتطرفة أنصارها لتنفيذ اقتحامات جماعية واسعة للمسجد في عيد "الحانوكاه" (الأنوار) الذي يحتفل به اليهود في 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل لمدة 8 أيام.

المصدر : الجزيرة + وكالات