"حتما سنعود".. من رام الله إلى القدس

الفلسطينيون يحيون النكبة بمسيرات إلى القدس
الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات إلى القدس (الجزيرة)

ميرفت صادق-رام الله

من مخيمي الأمعري والجلزون للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة رام الله، حمل أطفال يرتدون زيا كتب عليه "حتما سنعود" لافتات كتب عليها "القدس عاصمة فلسطين الأبدية"، من أجل المشاركة في إحياء الذكرى السبعين للنكبة بمسيرة انطلقت من وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية باتجاه حاجز قلنديا الإسرائيلي الذي يعزل مدينة القدس جنوبا.

 واختار الأطفال الناشطون في جمعية "عنابة" الخيرية التي تحمل اسم قريتهم المدمرة عام 1948، إحياء ذكرى النكبة بالتنديد بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة الذي تم اليوم الاثنين، والهتاف بحقهم في العودة إلى قراهم المهجرة.

وشارك الأطفال إلى جانب نحو ألفي فلسطيني في المسيرة التي وجهتها الهيئة العليا لإحياء ذكرى النكبة باتجاه مدينة القدس، بينهم قيادات من الفصائل الفلسطينية.

وقبيل انطلاقتها حرق ملثمون فلسطينيون العلمين الأميركي والإسرائيلي استنكارا لقرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس بعد إعلان المدينة عاصمة لإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأعلنت الهيئة العليا لإحياء ذكرى النكبة تنظيم فعالياتها هذا العام تحت شعار "من جيل إلى جيل، وعن العودة والقدس لا بديل". وقال منسقها محمد عليان إن الذكرى السبعين للنكبة تتزامن مع الهجمة الصهيونية والأميركية الساعية لتصفية القضية الفلسطينية تحت عنوان "صفقة القرن".

ووصف عليان قرار الرئيس ترامب باعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارته من تل أبيب إلى القدس في ذكرى النكبة، بالقرار "الوقح والخارج عن الشرعية الدولية التي تقر بالحقوق الفلسطينية، وأن القدس جزء من الأراضي المحتلة عام 1967″.

‪مظاهرة للفلسطينيين ونشطاء إسرائيليين تزامنا مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس‬ (الجزيرة)
‪مظاهرة للفلسطينيين ونشطاء إسرائيليين تزامنا مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس‬ (الجزيرة)

وقال منسق الهيئة إن الحملة الإسرائيلية الأميركية تتصاعد وتستهدف قضية اللاجئين الفلسطينيين بمحاولة إنهاء دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تعد "الشاهد الدولي على استمرار مأساة اللاجئين الفلسطينيين وعجز المجتمع الدولي عن إنصافهم".

وتصدّر المسيرة باتجاه القدس عشرات الشبان الذين ارتدوا القمصان السود وحملوا مفاتيح ضخمة ترمز إلى حق عودة اللاجئين إلى بيوتهم، بينما حملت لاجئة فلسطينية مسنة مفتاح منزل عائلتها في قرية "المجدل" (قضاء عسقلان) المهجرة قبل سبعين عاما، وقالت إنها تحلم بالعودة إليها قبل الممات.

وفي ذروة المسيرة التي انطلقت من وسط رام الله باتجاه مخيم الأمعري للاجئين، وصل المئات من الشبان إلى حاجز قلنديا العسكري حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال أدت إلى إصابة العديد منهم بالرصاص المطاطي، في حين تعاملت فرق الإسعاف مع عشرات حالات الاختناق بالغاز المدمع.

وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن الفلسطينيين سيصلون يوما إلى القدس مهما طال الزمن، وإن نقل السفارة الأميركية إليها لن يسقط حقهم فيها، كما أن المخططات الأميركية لن تسقط حق عودة اللاجئين إلى قراهم المهجرة.

ونظمت فعاليات إحياء النكبة قبيل ساعات من انعقاد اجتماع القيادة الفلسطينية في رام الله لتدارس سبل الرد على نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

ورجح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف في حديث للجزيرة نت أن تقرر القيادة مساء الاثنين إحالة ملفات محددة إلى المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة قادة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم ارتكبوها سابقا.

المصدر : الجزيرة