مجزرة فلوريدا تحيي الجدل حول تقنين حيازة السلاح

Students and others chant at a rally calling for more gun control three days after the shooting at Marjory Stoneman Douglas High School, in Fort Lauderdale, Florida, U.S., February 17, 2018. REUTERS/Jonathan Drake
مظاهرة احتجاجية بمدينة فورت لودرديل بولاية فلوريدا أمس السبت تطالب بتحرك فوري للمشرعين لإقرار شروط صارمة لحيازة السلاح (رويترز)

حرّك مقتل 17 شخصا (14 طالبا وثلاثة عمال) وإصابة آخرين، في إطلاق نار بمدرسة مارغوري ستونيمان دوغلاس الثانوية في باركلاند جنوب ولاية فلوريدا الأربعاء الماضي، الجدل القديم الجديد حول تقنين حيازة السلاح.

وشارك مئات من تلاميذ المدارس في احتجاجات بشوارع مدينة فورت لودرديل بولاية فلوريدا أمس السبت -منهم ناجون من حادث إطلاق النار- للمطالبة بتحرك المشرّعين بشكل فوري لإقرار قوانين عاجلة وصارمة بخصوص شروط حيازة السلاح.

ولم يلتفت المحتجون لاعتراف مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) بتقصيره في مسؤوليته لأنه لن يعيد الضحايا إلى الحياة مجددا. وكان المكتب أبلغ في يناير/كانون الثاني الماضي بمعلومات تحذر من سلوك الطالب نيكولاس كروز -الذي قيل إنه مضطرب عقليا وعصبيا- المفصول من المدرسة نفسها حيث ارتكب جريمته ببندقية مرخصة، فضلا عن سجله العنيف في المدرسة مع المعلمين.

وقد دعت شبكة التعليم العام لمسيرة احتجاجية يوم 14 مارس/آذار المقبل. كما طالب كثيرون بتعميم هذه الاحتجاجات في كل أنحاء الولايات المتحدة، واستغلال يوم 20 أبريل/نيسان ذكرى مقتل 12 طالبا ومعلما بمدرسة كولموبين الثانوية بولاية كولورادو عام 1999 للضغط على المؤسسة التشريعية للتحرك.

 الطالب المفصول نيكولاس كروز قتل 14 طالبا وثلاثة عمال بمدرسة في فلوريدا بسلاح مرخص وقيل إنه يعاني من اضطراب عقلي
 الطالب المفصول نيكولاس كروز قتل 14 طالبا وثلاثة عمال بمدرسة في فلوريدا بسلاح مرخص وقيل إنه يعاني من اضطراب عقلي

ووجهت التلميذة إيما غونزالس (18 عاما) الناجية من مجزرة باركلاند رسالة شديدة اللهجة للسياسيين على خلفية صلتهم أو صمتهم عن الجمعية الوطنية للأسلحة النارية -وهي أقوى لوبي للأسلحة بالولايات المتحدة- قائلة "إلى جميع السياسيين الذين تلقوا تبرعات من الجمعية الوطنية للأسلحة النارية.. عار عليكم".

"عار عليك"
وتوجهت غونزالس إلى الرئيس دونالد ترمب بسبب ملايين الدولارات التي قالت إن حملته الانتخابية الرئاسية تلقتها من الجمعية المذكورة عام 2016 "عار عليك". وأضافت "إذا قال لي الرئيس إن ما حدث هو مأساة فظيعة ولا يمكننا أن نفعل شيئا حيال ذلك، فسأسأله كم تقاضى من الجمعية الوطنية للأسلحة، أنا أعلم أنه تقاضى ثلاثين مليون دولار".

وشددت الفتاة في تصريح إعلامي على أن "السماح بشراء أسلحة آلية ليس قضية سياسية، بل هو مسألة حياة وموت". وشاطرتها زميلتها بالمدرسة نفسها فابيانا كورسا الرأي بقولها إن المشرعين "يضحون بالطلاب" لأجل الحصول على الأموال من جمعية الوطنية للأسلحة النارية مشيرة إلى أن عدم التمكن من الذهاب للمدرسة والإحساس بالأمان يمثل مشكلة كبيرة.

وتثير حوادث القتل بالسلاح ذعرا كبيرا بمدارس الولايات المتحدة، إذ تشكل حادثة فلوريدا واحدة من عشرين حادثة من نوعها منذ مطلع العام الجاري، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة وبقوة النقاش حول حيازة السلاح وما يرتبط به من عنف وقتل، إذ تسجل 33 ألف وفاة سنويا في عمليات إطلاق نار.

وفي السياق نفسه، تطرق مقال في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "لنترك أطفال أميركا عرضة للقتل" إلى دراسة -حول ارتفاع نسبة مقتل الأطفال (أقل من 19 عاما) بعدة دول غربية- أشارت لتصدر الولايات المتحدة اللائحة بمقتل 6500 طفل سنويا لكل مليون نسمة. وألقى المقال باللائمة على سببين كبيرين هما حوادث السير وإطلاق النار.

المصدر : وكالات