بمبادرة لإطعام مليار جائع.. الكويت تعزز مكانتها الإنسانية والخيرية

نادية الدباس/محمود الكفراوي-الكويت

عبر جدارية ضخمة على شكل خريطة الكويت يتوسطها شعار "إنسانية واحدة ضد الجوع "، انطلقت مبادرة إطعام مليار جائع حول العالم، ضمن فعاليات المؤتمر السنوي الثامن للشراكة الفعالة وتبادل المعلومات.

على مدار ثلاثة أيام وضعت الجدارية في حديقة الشهيد قرب العاصمة الكويت، بهدف تعريف أكبر قاعدة من الجمهور بالمبادرة التي يأمل القائمون عليها أن تنطلق عالميا بشكل أكبر.

صاحب فكرة الجدارية، رئيس فريق التواصل الاجتماعي في المؤتمر، ضاري البعيجان قال في حديثه للجزيرة نت إنه جرى وضع خطة عمل مغايرة تختلف عن المؤتمرات التقليدية وذلك عبر فعاليات عدة سبقت انطلاق المؤتمر من بينها الجدارية.

شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية (الجزيرة نت)
شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية (الجزيرة نت)

رسالة إنسانية
وأضاف أن الجدارية تهدف إلى إيصال الرسالة الإنسانية الخاصة بمبادرة مواجهة الجوع للصغير قبل الكبير وللمقيم الأجنبي قبل المواطن، وذلك عبر تسجيل أسماء المارة كداعمين للقضية، لذا كان الحرص على وضع الجدارية في مكان عام قبل نقلها إلى مقر إقامة المؤتمر.

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن خريطة الجوع لعام 2018 ترصد وجود 821 مليون جائع، في حين يبلغ عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية نحو 200 مليون، يموت منهم في اليمن وحدها طفل كل 10 دقائق.

وفي ظل هذه المعطيات، أخذت الهيئة الكويتية الخيرية الإسلامية العالمية على عاتقها إطلاق مبادرة "إطعام مليار جائع" أهم ركائزها حشد وتوحيد جهود الجهات الإنسانية العالمية الفاعلة من خلال هذه المبادرة التي تهدف إلى القضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030 وفقا للأهداف التي سطرتها الأمم المتحدة.

ممثلون عن عشرات الجمعيات المحلية والإقليمية والعالمية احتشدوا في الكويت لمحاولة وضع حد لآفة الجوع المتفاقمة (الجزيرة نت)
ممثلون عن عشرات الجمعيات المحلية والإقليمية والعالمية احتشدوا في الكويت لمحاولة وضع حد لآفة الجوع المتفاقمة (الجزيرة نت)

مبادرات إنسانية
وتحت سقف واحد التقى ممثلون عن 150 جمعية ومؤسسة خيرية كويتية مع ممثلين عن الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، ومجموعة من الفاعلين في العمل الإنساني على الصعيد العالمي لبحث آليات تطبيق المبادرة الإنسانية.

وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتي فهد العفاسي أعرب في كلمة له بالمؤتمر عن أمله في أن يسهم المؤتمر في تشخيص آفة الجوع وتحديد الوصف الموضوعي الدقيق لأسباب معاناة الضحايا وتقديم الدواء الذي بمقدوره معالجة تداعياته.

كما شدد على حرص الكويت على دعم ومساندة القضايا الإنسانية في العالم والوقوف إلى جانب المنكوبين دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو اللغة أو الجنس.

مساعدات الكويت الخارجية تتجاوز سنويا 650 مليون دولار (الجزيرة نت)
مساعدات الكويت الخارجية تتجاوز سنويا 650 مليون دولار (الجزيرة نت)

تحقيق الهدف
وعشية انطلاق المؤتمر، استطاعت الهيئة الخيرية تحقيق الهدف الأساسي للمبادرة عبر جمع مبلغ يغطي مليار وجبة، كما شرعت في جمع تكاليف المليار الثاني عبر تبرعات من الكويتيين، وأطلقت في سبيل ذلك نشاطات عدة، منها مباراة ودية لكرة القدم بين أعضاء في مجلس الأمة الكويتي ووزراء في الحكومة.

رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية دكتور عبد الله المعتوق مستشار أمير الكويت والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، كشف عن أن الهيئة ستعمل على متابعة تعهدات المنظمات المشاركة لتنفيذ المبادرة التي ستطبق على مدى عام كامل (2018-2019) من خلال آلية تتبع خاصة وستنشر النتائج.

ولا تقف المبادرة عند توفير الغذاء الضروري للمحتاجين عبر "مليار وجبة" فحسب، بل تتعداها لحشد موارد الجهات المشاركة فيها، لضمان اتخاذ تدابير حاسمة وتطبيق آليات مستدامة تجاه القضاء على الجوع، ودعم مشاريع التنمية المجتمعية، وتوفير أدوات ووسائل لتمكين المحتاجين للغذاء من الوصول إليه بشكل مستدام، وعقد شراكات في مجال التنمية المستدامة.

رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني
رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني "فنار" دكتور خالد الشطي (الجزيرة نت)

تاريخ المساعدات
ويحفل العمل الإنساني الكويتي بتاريخ من المساعدات التي تقدم للدول المحتاجة، لتعلن الأمم المتحدة الكويت مركزا عالميا للعمل الإنساني في العام 2014، والتي كان أبرزها احتضان مؤتمرات المانحين لكل من العراق وسوريا.

ويلخص رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني "فنار" دكتور خالد الشطي، للجزيرة نت حجم العمل الخيري الكويتي بأنه كبير ومتنوع سواء داخل الكويت أو خارجها، فالمساعدات الكويتية الخارجية تتجاوز سنويا 200 مليون دينار كويتي (نحو 650 مليون دولار) من خلال الجمعيات الخيرية.

كما وصل عدد القروض التي منحها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية أكثر من 10 مليارات دينار (نحو 33 مليار دولار).

وتبلغ عدد المؤسسات الخيرية الحكومية 40 جمعية، إلى جانب 90 مبرة خيرية، و134 جمعية نفع أهلية، فضلا عن وجود أكثر من 300 فريق تطوعي من الشباب، ينشط أغلبهم في الجوانب الإنسانية في كثير من الدول المنكوبة عربيا وإسلاميا وعالميا.

المصدر : الجزيرة