"ثورة ضد الجميع".. عندما يفيض الكيل باليمنيين

أطلق ناشطون يمنيون اليوم حملة واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب "بتنفيذ ثورة شعبية ضد الجميع" بسبب سوء الأوضاع المعيشية، في إشارة إلى الأطراف السياسية المتصارعة في اليمن.

ودعا نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي إلى خروج اليمنيين في ثورة أطلقوا عليها ثورة الجياع، للتنديد بالتدهور الشديد في الوضع المعيشي باليمن لدرجة أودت بحياة أطفال في محافظة الضالع جنوبي اليمن في الفترة الأخيرة بسبب سوء التغذية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن يمنيين قولهم إن الحملة جاءت "جراء استمرار انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية بشكل غير مسبوق، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، مع استمرار أزمة المشتقات النفطية وغاز الطبخ".



أسوأ المراحل
وأضافت الوكالة "يعيش اليمنيون اليوم أسوأ مراحل حياتهم منذ بدء الحرب في البلاد، فلا مرتبات ولا مصدر دخل ثابت يساعدهم في الحصول على مستلزمات الحياة الأساسية وسط غلاء المعيشة المستمر".

وانتقد نشطاء في موقعي التواصل تويتر وفيسبوك أطراف الحرب اليمنية جميعها (الحكومة والتحالف السعودي الإماراتي والحوثيين)، واتهموها بالتسبب في سوء الأوضاع المعيشية في بلد يصنف اليوم ضمن الأفقر العالم.

وفي السياق نفسه، خرجت مظاهرات في منطقة ردفان بمحافظة لحج جنوبي اليمن تنديدا بالتحالف، وردد المتظاهرون هتافات تطالب برحيل السعودية والإمارات من البلاد، وعبّروا عن غضبهم من سياسات قادة هذه الدول والوضع الذي وصل إليه اليمن.



ويأتي هذا الاحتجاج جراء تفاقم أزمة المشتقات النفطية في عموم محافظات البلاد، وارتفاع تكلفة المواصلات وأسعار السلع؛ مما أدى إلى انتعاش الأسواق السوداء لبيع المشتقات النفطية حتى وصل سعر الليتر الواحد إلى أربعة أضعاف سعره الرسمي.

وفاة أطفال
وكان خمسة أطفال توفوا مؤخرا بسبب سوء التغذية في محافظة الضالع جنوبي اليمن، وقال مسؤولون محليون إن أربعة آلاف طفل مصابين بسوء التغذية سجلوا رسميا في مديرية "الأزارق" وحدها، بينهم 450 طفلا مصابون بسوء تغذية حاد.

وأعلن عدد من نشطاء منظمات المجتمع المدني بالضالع عن حملة إغاثة لأطفال مديرية الأزارق.

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك قال قبل أسبوع إن المنظمة الدولية هُزمت في حربها على المجاعة في اليمن، محذرا من مخاطر حدوث مجاعة وشيكة فيه "تسفر عن خسارة هائلة في الأرواح".



ويعاني نحو 18 مليون شخص -من بينهم نسبة عالية من الأطفال- من انعدام الأمن الغذائي، في حين لا يعرف 60% من سكان اليمن كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من سوء التغذية الحاد وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة.

ويشهد اليمن حربا منذ نحو أربعة أعوام بين قوات الجيش الحكومي مسنودة بقوات التحالف بقيادة السعودية من جهة، ومسلحي الحوثي المتهمين بتلقي الدعم من إيران من جهة ثانية، خلفت عشرات آلاف القتلى والمصابين. 

المصدر : الألمانية + الجزيرة