السلطة تطالب بتفعيل القرارات العربية بشأن القدس

أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قال في تصريحات للجزيرة إن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقف مساعدات بلاده للسلطة الفلسطينية جزء من المخطط الأميركي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية
عريقات قال للجزيرة إن هناك مرحلة جديدة تسعى خلالها إدارة ترمب لفرض إملاءات وحلول بخصوص القضية الفلسطينية (الجزيرة)

أكدت السلطة الفلسطينية أنها تعتزم مطالبة الدول العربية بقطع علاقاتها مع الدول التي تقرر الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفاراتها إليها، على غرار ما فعلت واشنطن قبل شهر من الآن. وجاء هذا التأكيد في سياق تنديد فلسطيني بتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقف مساعدات بلاده للفلسطينيين، من أجل حملهم على العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل.

فقد قال أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات -في تصريحات للجزيرة اليوم الأربعاء- إن السلطة ستطالب الدول العربية بتفعيل قرارات الجامعة العربية بقطع العلاقة مع كل دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو تنقل سفارتها إليها اقتداء بالرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي أعلن قرار بلاده بهذا الشأن في السادس من الشهر الماضي.

واعتبر عريقات تهديدات ترمب جزءا من المخطط الأميركي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، وقال إن الفلسطينيين أمام مرحلة أميركية جديدة يمكن تسميتها مرحلة الإملاءات وفرض الحلول، بدأت من إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل وما تبعه من قرارات إسرائيلية.

وتابع أن واشنطن لن تكون وسيطا أو راعيا لعملية السلام بعدما اختارت عزل نفسها، وأكد أن خيار الفلسطينيين هو الصمود وعدم مقايضة حقوقهم. كما قال إنه دون أن تكون القدس عاصمة لفلسطين فلا معنى لفلسطين.

وقبل ذلك، ردّ المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة على تهديدات ترمب بشأن المساعدات قائلا إن "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين ليست للبيع لا بالذهب ولا بالمليارات".

وكان ترمب كتب في تغريدة له بموقع تويتر "نحن ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنويا، ولا ننال أي تقدير أو احترام. هم لا يريدون حتى التفاوض على اتفاقية سلام طال تأخرها مع إسرائيل".

ابتزاز مرفوض
وفي الإطار نفسه، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إن الفلسطينيين لن يخضعوا "للابتزاز".

كما وصفت حركةُ المقاومة الإسلامية (حماس) التهديد الأميركي بأنه ابتزاز سياسي رخيص، ودعت إلى "تصليب المواقف الفلسطينية في مواجهة هذه الضغوط والسياسات وعدم الاستجابة لها".

وكان نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، قال للجزيرة إن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية سيبحث يومي 14 و15 يناير/كانون الثاني الجاري إلغاء اتفاقية أوسلو وسحب الاعتراف بإسرائيل، وقد تمت دعوة حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى هذا الاجتماع.

وفي غزة، نظم نواب المجلس التشريعي الفلسطيني وقفة برلمانية أمام مقر المجلس في مدينة غزة للتنديد بقرارات الرئيس الأميركي والقرارات الإسرائيلية الأخيرة بشأن القدس، وطالب أحمد بحر -النائب الأول لرئيس المجلس- السلطة الفلسطينية بسحب الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني معها، والإعلان عن انتهاء عملية التسوية.

وتفيد أرقام نشرت على الموقع الإلكتروني لوكالة مساعدات التنمية الأميركية (يو أس إيد) أن الولايات المتحدة دفعت 319 مليون دولار للفلسطينيين، تضاف إلى 304 ملايين دولار من المساعدات التي قدمتها واشنطن إلى برامج الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية. في المقابل، تحصل إسرائيل سنويا على مساعدات عسكرية أميركية تتعدى قيمتها ثلاثة مليارات دولار.

المصدر : الجزيرة + وكالات