إسبانيا ترفض رئاسة كتالونيا من الخارج
قررت المحكمة الدستورية الإسبانية بالإجماع بأنه لا يجوز لبرلمان كتالونيا أن يلجأ إلى وسائل الاتصال عن بُعد لانتخاب كارلس بوجديمون رئيسا للإقليم الذي أعلن انفصاله عن إسبانيا في أكتوبر/تشرين الأول 2017، وكانت مدريد تقدمت بالتماس للمحكمة الدستورية تطلب فيه منع بوجديمون من تولي رئاسة حكومة الإقليم مجددا "لأنه هارب من العدالة".
واشترط قضاة المحكمة الدستورية حضور بوجديمون بنفسه وبإذن من قاضي المحكمة جلسة برلمان كتالونيا المقررة الثلاثاء المقبل. ولكن الحكومة الإسبانية ردت بأنها ستطعن في أي محاولة منه للعودة من بلجيكا إلى كتالونيا لتولي رئاسة الإقليم، مشيرة إلى التهم الموجهة إليه، ومنها التمرد والعصيان.
ويعيش بوجديمون في بروكسل منذ آخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي لأنه مطلوب بإسبانيا بتهم إثارة الفتنة والتمرد بعد قيادته لحركة تطالب بالانفصال. ومن المقرر أن يواجه بوجديمون تصويتا على الثقة بوصفه المرشح الوحيد لرئاسة كتالونيا الثلاثاء المقبل، ويقول أنصاره إن بإمكانه حكم الإقليم عن بُعد.
طعن بالشرعية
وقالت المحكمة الدستورية، وهي أعلى سلطة قضائية في القضايا الدستورية، إنها ستتخذ في غضون عشرة أيام قرارا بشأن طلب مدريد الطعن بشرعية بوجديمون بصفته مرشحا لرئاسة كتالونيا.
وكان بوجديمون أعلن الأربعاء الماضي نيته العودة إلى كتالونيا لينصب مجددا رئيسا بعد ثلاثة أشهر من المنفى الطوعي ببلجيكا، في خطوة شجعها رئيس برلمان الإقليم روجر تورنت. وحذر قضاة المحكمة الدستورية أعضاء البرلمان الكاتالوني "من تحميلهم المسؤوليات ولا سيما الجنائية في حال عدم الامتثال لقرار التعليق".
كما ستنظر المحكمة الدستورية في طلب مضاد تقدم به نواب عن حزب بوجديمون "معا من أجل كتالونيا" ردا على طلب الحكومة، واعلنت المحكمة أنه ستنظر في الحجج التي قدمها النواب ومنهم بوجديمون.
ورغم تصدر لائحة الرئيس المعزول لكتالونيا لنتائج الانتخابات الإقليمية التي أجريت في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تصف حكومة مدريد التوجه لتنصيبه رئيسا لبرلمان كتالونيا بأنه "غير شرعي لأنه ملاحق من القضاء الإسباني بتهمة العصيان والتمرد على خلفية قيادة عملية إجراء استفتاء مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2017 أعلن عقب الإعلان عن انفصال الإقليم عن الدولة الإسبانية.