روسيا تتعهد بالرد وتركيا ترفض قوة سورية للتحالف

Kurdish fighters from the People's Protection Units (YPG) head a convoy of U.S military vehicles in the town of Darbasiya next to the Turkish border, Syria April 28, 2017. REUTERS/Rodi Said
قوات من وحدات حماية الشعب الكردية ترافق عربات أميركية في بلدة الدرباسية قرب الحدود التركية السورية (رويترز-أرشيف)

تعهدت روسيا بـ"الرد المناسب" على تشكيل قوة أمنية حدودية جديدة في سوريا بقيادة التحالف واعتبرته تهديدا لمصالحها، بعد إعلان تركيا رفضها تلك القوات التي يمضي التحالف الذي تقوده أميركا في تشكيلها متجاهلا القلق الروسي والتركي.

وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي فلاديمير شامانوف إن هدف واشنطن من هذه القوة "هو زعزعة الاستقرار في سوريا" والإطاحة برئيس النظام وضمان مصالحها واستمرار وجودها في سوريا.

وأكد شامانوف أن تشكيل الولايات المتحدة "قوة أمنية حدودية" جديدة في سوريا يعارض مصالح روسيا التي ستتخذ إجراءات الرد المناسب على ذلك.

وقال شامانوف في حديث لوكالة نوفوستي إن ممارسات الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية تتعارض بشكل مباشر مع المصالح الروسية في سوريا.
 
وأضاف المسؤول الروسي "سنتخذ بالتعاون مع شركائنا الإجراءات ذات الشأن لإرساء الاستقرار في سوريا".

من جهته، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين أن "الحديث عن إنشاء هذه القوة وتدريبها أمر مثير للقلق لا يمكن قبوله". وأضاف أن تركيا "ستواصل قتالها لأي تنظيم إرهابي بغض النظر عن اسمه وشكله داخل وخارج حدودها".

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إنها استدعت السفير الأميركي في العاشر من الشهر الحالي مطالبة اياه بتوضيحات بشأن استعداد وحدات حماية الشعب الكردية لتأسيس جيش قوامه ثلاثون ألف عسكري بدعم من الولايات المتحدة.

واستهجنت الخارجية التركية عدم استشارة أنقرة العضوة في التحالف في تشكيل ما تسمى قوة أمن الحدود السورية، وقالت إنه لا يمكن القبول أبدا بهذه المبادرات التي من شأنها الإضرار بأمننا القومي وبوحدة التراب السوري وفي الوقت نفسه تتناقض مع تعهدات الولايات المتحدة.
 
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأحد الولايات المتحدة إلى "دعم الجهود المشروعة لتركيا". وقال "على الرغم من كل شيء فإننا نعتقد أن لنا مع أميركا مصالح مشتركة في المنطقة، ونحن نأمل أن نتمكن من التحرك معا".

وأعلن أردوغان عن قرب شن الجيش التركي عملية ضد المليشيات الكردية في شمال سوريا، وقال إن الهدف هو "تنظيف حدودنا الجنوبية من الإرهاب، ونحن ننتظر في هذه العملية أن يتحرك حلفاؤنا في إطار روح علاقاتنا عميقة الجذور".

الانتشار
من جهته، قال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنه يعمل مع الفصائل السورية الحليفة له لتشكيل قوة حدودية جديدة قوامها ثلاثون ألف عنصر.

وأكد مكتب الشؤون العامة للتحالف أن نصف القوة الجديدة تقريبا سيكون من المقاتلين المخضرمين في قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، ويجري حاليا تجنيد النصف الآخر.

وستنتشر القوة على طول الحدود مع تركيا شمالا والحدود العراقية باتجاه الجنوب الشرقي وعلى طول وادي نهر الفرات الذي يعتبر خطا فاصلا بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وقوات النظام السوري المدعومة من إيران وروسيا.
 
وقال التحالف إن قوة أمن الحدود ستكون تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية، وإن نحو 230 فردا يتدربون حاليا ضمن طليعتها.

وأضاف "تبذل جهود لضمان خدمة الأفراد في مناطق قريبة من ديارهم، ولذلك فإن التشكيلة العرقية للقوة ستكون وفقا للمناطق التي سيخدمون فيها".

وقال مكتب الشؤون العامة للتحالف "سيخدم المزيد من الأكراد في مناطق شمال سوريا، وسيخدم المزيد من العرب في المناطق على طول وادي نهر الفرات وعلى طول الحدود مع العراق جنوبا".

وتنشر الولايات المتحدة نحو ألفين من جنودها في سوريا لقتال تنظيم الدولة، وقالت إنها مستعدة للبقاء في البلاد لحين التأكد من هزيمة التنظيم. 

وأعلنت الحكومة السورية أن القوات الأميركية في سوريا قوة احتلال غير مشروعة، وأن أفراد قوات سوريا الديمقراطية "خونة"، وقال سياسي سوري كردي كبير إن الولايات المتحدة لا تتعجل الرحيل عن سوريا في ما يبدو.

المصدر : وكالات