مسلحو تنظيم الدولة من لبنان لريف دمشق بحافلات سورية

Syrian Arab Red Crescent (SARC) members seen in Western Qalamoun, Syria August 28, 2017. REUTERS/Omar Sanadiki
عناصر الهلال الأحمر السوري يساهمون في نقل مسلحي تنظيم الدولة وأسرهم (رويترز)

وصلت حافلات وسيارات إسعاف تقل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية إلى بلدة قارة بريف دمشق الشمالي قادمة من جرود القلمون على الحدود السورية اللبنانية في طريقها باتجاه محافظة دير الزور شرق سوريا، تنفيذا لاتفاق مع  حزب الله اللبناني.

وقالت مصادر اعلامية مقربة من القوات الحكومية السورية لوكالة الأنباء الألمانية إن أكثر من 350 عنصرا من تنظيم الدولة إضافة إلى 25 جريحا تنقلهم سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري وصلت إلى بلدة قارة شمال شرق العاصمة السورية وسط حراسة مشددة من قبل قوات أمنية سورية.

وحددت بلدة قارة نقطة لتجمع مسلحي تنظيم الدولة المنسحبين وعائلاتهم قبل أن يتحركوا جميعا باتجاه منطقة البوكمال في ريف دير الزور الخاضعة لسيطرة التنظيم.

وأكد المصدر قيام عناصر تنظيم الدولة بحرق عدد من الآليات والمقرات التي كانوا يستخدمونها حيث شوهدت سحب دخان في مناطق الجرود قبل مغادرتهم.

وجاء انسحاب المسلحين بعد حصارهم عند الحدود اللبنانية السورية وفي إطار اتفاق ألقوا بموجبه السلاح وسلموا رفات ثمانية جنود بالجيش اللبناني اختطفوا عندما اجتاح التنظيم بلدة عرسال اللبنانية في 2014، كما سلموا حزب الله رفات عدد من مقاتليه، مقابل انتقالهم إلى منطقة البوكمال.

ونقلت سيارات تابعة للصليب الأحمر اللبناني جثامين الجنود الثمانية من جرود عرسال إلى بيروت لإجراء فحوص الحمض النووي والتأكد من هويتها، وقال مدير عام الأمن العام عباس إبراهيم أثناء زيارة لأهالي العسكريين المختطفين في خيم اعتصامهم وسط بيروت "نحن شبه جازمين بأنها للعسكريين" المخطوفين.

وبانسحاب هؤلاء المسلحين ينتهي أي وجود لهم على الحدود السورية اللبنانية، علما بأنها المرة الأولى التي يوافق فيها تنظيم الدولة علنا على الانسحاب من أراض سيطر عليها في سوريا.

ووصف حزب الله ومسؤولون لبنانيون عملية إخلاء المنطقة بأنها استسلام من جانب تنظيم الدولة.

وقالت وكالة سانا للأنباء التابعة للنظام السوري إن قوات النظام وافقت على نقل مقاتلي تنظيم الدولة من القلمون الغربي إلى شرق سوريا بهدف حقن دماء قوات النظام والمليشيات والقوات الرديفة ومن تبقى من المدنيين بالمنطقة، وذلك بعد أن تمكنت قوات النظام وحزب الله في عملية بدأت الشهر الماضي من السيطرة على مناطق واسعة بالقلمون الشرقي، وإحكام الحصار على مقاتلي التنظيم وتكبيدهم خسائر كبيرة.

وبدأ سريان وقف النار صباح أمس في جرود راس بعلبك بلبنان وفي جرود القارة بالقلمون السوري على الحدود مع لبنان، حيث كان تنظيم الدولة يقاتل الجيش اللبناني على جهة وحزب الله وجيش النظام السوري على الجهة الأخرى. 

المصدر : الجزيرة + وكالات