القوات العراقية تسترد أحياء بتلعفر

صور لقوات عراقية في حي السراي وسط تلعفر
صورة لقوات عراقية في حي السراي وسط تلعفر (ناشطون)

أفاد شهود عيان بأن القوات العراقية سيطرت على حي السراي وسط تلعفر بعد استعادتها حيين آخرين بالمدينة دون مقاومة تُذكر من تنظيم الدولة الإسلامية.

وقبل ذلك بساعات استردت تلك القوات حي الكفاح وحي النور الواقعين غربي وشرقي تلعفر من قبضة التنظيم المسلح.

وتزامنت هذه التطورات مع نزوح آلاف السكان من المدينة الواقعة شمالي العراق هربا من المعارك الدائرة في أحيائها المختلفة.

وقال قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب في العراق إن قواته استعادت معظم حي الكفاح الجنوبي، أول أحياء مدينة تلعفر، بعد أن نجحت في اقتحامه إثر انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منه.

ووصف الفريق عبد الغني الأسدي في تصريح القتال الذي تشهده مناطق المحور الغربي لمدينة تلعفر شمالي العراق بأنه "شرس وقوي بسبب الطبيعة الجغرافية القاسية والمعقدة للأرض".

وقال الأسدي إن مقاتلي التنظيم زرعوا الطرق والممرات التي تتقدم عبرها القطاعات العراقية بالألغام والسيارات المفخخة. وأضاف "لم يتبق من إكمال استعادة حي الكفاح الجنوبي سوى 10% منه".

من جانبه، قال قائد قوات الشرطة الاتحادية إن قوات الرد السريع المسنودة بعشرات الآليات المدرعة شرعت باقتحام حي الكفاح الشمالي في المحور الغربي لمدينة تلعفر.

وأضاف الفريق، رائد شاكر جودت، أن قوات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تمكنت حتى الآن من استعادة سبع قرى في المحور الغربي للمدينة خلال الأيام الماضية من معركة تلعفر التي دخلت يومها الرابع.

موقع مدينة تلعفر وأهميتها الإستراتيجية (الجزيرة)
موقع مدينة تلعفر وأهميتها الإستراتيجية (الجزيرة)

استعادة قرى
في سياق متصل، أفادت مصادر بأن مليشيات الحشد الشعبي سيطرت على قرية الطينية التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة.

وكانت خلية الإعلام الحربي التابعة للجيش العراقي قد أعلنت في وقت سابق أمس الثلاثاء سيطرة الجيش على 17 قرية في محيط تلعفر.

وأضافت أن قوات الرد السريع العراقية (تابعة لوزارة الداخلية) سيطرت على قرى عين الحصان الكبير والصغير، وتمركزت إلى جانب الجيش العراقي والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية.

وانطلقت من هذه القرى باتجاه غرب تلعفر، وتمكنت من اختراق جدار الصد الذي بناه تنظيم الدولة ويرتفع إلى خمسة أمتار ويضم أنفاقا عدة، لتصل بعد ذلك إلى حي الكفاح، أول أحياء تلعفر من الجهة الغربية.

ومن الناحية الشرقية -وفق مصادر من القوات العراقية- كان التقدم باتجاه حي النور.

وأفاد مراسل الجزيرة في محيط تلعفر أمير فندي أمس الثلاثاء بأن القوات العراقية يبدو أنها تريد اقتحام المدينة من جهات عدة، خاصة أن هناك قوات أخرى تتقدم من جهة الشمال والشمال الشرقي، وتحديدا باتجاه منطقة العياضية التي قالت إنها باتت تحكم الطوق حولها تمهيدا لاقتحامها.

وأضاف أن تنظيم الدولة نفذ اليوم هجمات تفجيرية تسببت في وقوع قتلى في صفوف القوات العراقية، وخاصة بين صفوف الحشد الشعبي.

ونقلت وكالة الأناضول إفادة من الضابط في قوات الرد السريع النقيب مصعب الجليلي بمقتل ثلاثة جنود من الشرطة الاتحادية وثمانية من الحشد الشعبي، فضلا عن تعرض عربتين -إحداهما نوع همر والأخرى ناقلة جند- لأضرار بالغة. 

بعض المدنيين الذين نزحوا من تلعفر فرارا من المعارك الدائرة في مدينتهم (الجزيرة)
بعض المدنيين الذين نزحوا من تلعفر فرارا من المعارك الدائرة في مدينتهم (الجزيرة)

نزوح جماعي
وإنسانيا، قالت منظمة الهجرة الدولية إن أكثر من 3200 مدني تمكنوا من الفرار من تلعفر خلال الأيام القليلة الماضية، متوقعة ارتفاع أعداد النازحين مع استمرار المعارك في المدينة.

وأشارت المنظمة في بيان إلى أن النازحين كانوا "يصلون وهم بحالة صحية سيئة ومنهكة، والأطفال يعانون من سوء التغذية وبعضهم لم يكن قادرا على الحركة".

ونقلت عن نازحين تمكنوا من الفرار معاناتهم من سوء الظروف المعيشية التي مروا بها خلال فترة مكوثهم في تلعفر بسبب النقص الشديد في المواد الغذائية وارتفاع كبير في أسعار ما توفر منها بحيث كان يصعب عليهم شراء احتياجاتهم بسبب نفاد مدخراتهم. 

وأعربت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء عن قلقها من نزوح آلاف المدنيين من تلعفر.    

وأشار بيان للمفوضية إلى أن 1500 عائلة وصلت إلى معسكر للعبور جهز خلال الأيام الأخيرة، وأن هناك استعدادات جارية لاستقبال 22 ألف شخص ممن يفرون من تلعفر.

المصدر : الجزيرة + وكالات