نذر حرب بين الحكومة السودانية وأحد حلفائها بدارفور

رئيس مجلس الصحوة الثوري بدارفور ... موسى هلال ... الجزيرة نت
رئيس مجلس الصحوة السوداني الزعيم القبلي موسى هلال انتقد بقوة مؤخرا رموز السلطة بالسودان (الجزيرة)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

تصاعدت حدة الخلاف بين رئيس مجلس الصحوة السوداني الزعيم القبلي موسى هلال والحكومة السودانية بصورة غير مسبوقة، ما دفع محللين لترجيح كفة المواجهة العسكرية بين الطرفين وعودة الصراع المسلح إلى غرب السودان، بينما قلل آخرون من هذا الاحتمال.

ويأتي التصعيد بعد قرار حكومي قضى بدمج قوات حرس الحدود- التي يقود غالبها الزعيم القبلي- في قوات الدعم السريع، بالتزامن مع حملة حكومية لجمع سلاح القبائل والأفراد في كافة ولايات غرب السودان. 

لكن هلال، الذي كان يساند بجيشه القوات الحكومية في حربها ضد المتمردين في دارفور، رفض مبدأ جمع سلاح قواته، معتبرا ذلك محاولة لتحجيم دوره لصالح قوات الدعم السريع التي أصبحت أبرز قوة في السودان، وهي قوات قبلية بدارفور تم ضمها للقوات المسلحة بإشراف رئاسة الجمهورية.

‪سعيد: وضع دارفور سيكون أسوأ مما كان أيام الحرب‬ (الجزيرة)
‪سعيد: وضع دارفور سيكون أسوأ مما كان أيام الحرب‬ (الجزيرة)

احتمال الحرب
ويرى مراقبون أن قرائن الأحوال تشير إلى احتمال عودة الحرب إلى دارفور، قبل أن يحذروا من مغبة ذلك، لكون مجلس الصحوة أكثر التشكيلات مقدرة على حرب العصابات

وبدا هلال، الذي كان يتحدث عبر مقاطع فيديو وأخرى صوتية بثت على نطاق واسع أكثر حدة في لهجته تجاه الحكومة التي وصف غالب قادتها باللصوص، واتهمها ببيع السودانيين لأجل الموت في اليمن.

واعتبر هلال أن قوات الدعم السريع هي مليشيات يحتمي بها الرئيس السوداني عمر البشير ويعتقد أنها هي التي ستحميه بعد إهماله للجيش والأمن وكل القوات الأخرى، حسب قوله. 

وحمل أحد مقاطع الفيديو تهديدا مباشرا لحسبو محمد نائب رئيس الجمهورية الذي يتبنى حملة جمع السلاح في دارفور، حيث وصفه بالسارق، مشيرا إلى أنه استغل أهل دارفور ليصبح نائبا لرئيس الجمهورية "وهو معروف السيرة"، كما قال.

وأشار هلال إلى أن "الأموال المدفوعة لشراء المرتزقة يستأثر بها بعض قادة الحكومة ولا يجد منها المرتزقة إلا القليل"، متسائلا عن أسباب خوض السودانيين للحرب في اليمن بدلا عن الآخرين، واصفا الحكومة بأنها مجموعة من "الكذابين تسلطت على السودان، منهم من تسلق عبرنا وأصبح نائبا لرئيس الجمهورية، وآخر أصبح واليا، ومثله نال رتبة فريق في الجيش لا يستحقها". 

في المقابل، لم تظهر الحكومة انزعاجها من الاتهامات التي طالت قمتها، قبل أن تعتبر أن التصعيد الحالي يظل أمرا مقلقا مهما كانت مبرراته، وذلك وفقا لعضو لجنة التشريع والعدل في البرلمان الفاضل الحاج سليمان. 

‪خاطر يستبعد نشوء حرب في دارفور‬ (الجزيرة)
‪خاطر يستبعد نشوء حرب في دارفور‬ (الجزيرة)

احتمالات
غير أن أستاذ العلوم السياسية في كلية شرق النيل عبد اللطيف محمد سعيد لا يستبعد إمكان حدوث مواجهات عسكرية بين القوات الحكومية وحرس الحدود بزعامة هلال، وذلك إذا استمر الأمر على ما هو عليه من فعل ورد فعل، لافتا إلى مهاجمة هلال غير المسبوقة لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي ينحدر من قبيلته. 

وتوقع سعيد في حديثه للجزيرة نت أن وضع دارفور سيكون أسوأ مما كان أيام الحرب، مشيرا إلى أن لهجة قائد حرس الحدود الجديدة وجدت ترحيبا وصدى واسعا عند الحركات المسلحة الأخرى. 

أما المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر فأشار إلى مجموعة عوامل قال إنه يتوقع أن تمنع نشوب القتال، وهي أن هلال ودقلو ينحدران من قبيلة واحدة، بالإضافة إلى تحول مواطن دارفور نحو استكمال السلام ما يجعله يرفض أي دعوة للحرب. 

وأبدى خاطر اعتراضه على مبدأ جمع السلاح بالقوة "حسبما تهدد الحكومة حاليا"، معتبرا أن هذا التوجه لن يعود بنتائج إيجابية تدعم الأمن والاستقرار في إقليم دارفور.

المصدر : الجزيرة