الاحتلال يُصعّد الإجراءات القمعية ضد فلسطينيي 48
محمد محسن وتد-أم الفحم
وطالت التحقيقات المئات من النشطاء في حين تم اعتقال خمسة شبان إداريا، كما صدرت عشرات الأوامر بهدم المنازل بذريعة البناء دون تراخيص مع إمهال ساكنيها 48 ساعة فقط للاستئناف.
وقد شكل اعتقال رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح تصعيدا إسرائيليا يرمي لإبعاد القيادات الوطنية الفلسطينية عن المشهد السياسي الراهن.
وجاء الاعتقال بذريعة التحريض والنشاط في تنظيمات محظورة والتشجيع على "الإرهاب" في وقت صدقت المحكمة المركزية في حيفا على توصيات وزير داخلية الاحتلال بسحب الجنسية من شاب من أم الفحم بعد أن شرعت بإجراءات إسقاط المواطنة عن المفكر العربي د.عزمي بشارة.
وقد تزامنت هذه الحملة مع رضوخ سلطات الاحتلال لإرادة الفلسطينيين بإزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات من الأقصى الشريف.
إرهاب الجماهير
ويرى النائب العربي في الكنيست جمال زحالقة أن هذا التصعيد محاولة لتخويف وترهيب الجماهير الفلسطينية وردعها عن مواصلة الدفاع عن القدس والأقصى.
وقال إن حكومة بنيامين نتنياهو تسعى للتفرّد بفلسطينيي 48 ومعاقبتهم على دورهم إلى جانب المقدسيين في إفشال مخطط فرض سيادة الاحتلال على ساحات الحرم القدسي المبارك.
ويجزم رئيس اللجنة الشعبية في باقة الغربية الشيخ خيري إسكندر بأن المؤسسة الإسرائيلية حاولت الانتقام من فلسطينيي 48 "إذ لا يستطيع نتنياهو وقادة اليمين تقبّل أي انتصار للشعب الفلسطيني".
ولا يستبعد إسكندر أن توسع المؤسسة الإسرائيلية من إجراءاتها العقابية ضد فلسطينيي 48 الذين يتم تصويرهم كعدو داخلي وطابور خامس يهدد الأمن الإسرائيلي.
كما ربط الحملة التصعيدية بسعي حكومة الاحتلال للفت الأنظار عن ملفات الفساد والتحقيقات مع نتنياهو وعن انتكاستها بالأقصى مما دفعها لافتعال أزمات جديدة، مضيفا "وقد تجد ذاتها مضطرة للخروج إلى الحرب".
أسلوب الإبعاد
أما القيادي الإسلامي محمد العارف، فتوقع أن تمارس إٍسرائيل المزيد من القمع "لإخراس الصوت الهادر بالمجتمع الفلسطيني بالداخل".
وأشار إلى أن التلويح بإبعاد الشيخ صلاح مؤشر خطير على أنهم سيتبعون هذا الأسلوب في حال نجاحه مع كل فرد وليس فقط مع القيادة.
ودعا العارف لمواجهة ممارسات المؤسسة الإسرائيلية والتصدي لمخططاتها وإبطال المخاطر الوجودية المحدقة بفلسطينيي 48.
ومن جانبه، طالب عضو المكتب السياسي لحزب التجمع جمال دقة برص الصفوف واعتماد برنامج نضالي وتفاعلي لمواجهة هذه الحملة، وللتأكيد على أن الشعب الفلسطيني والقدس والأقصى خطوط حمراء.
ولفت دقة إلى أن إسرائيل فشلت منذ توقيع اتفاقية أوسلو في ترويض وتدجين فلسطينيي 48 رغم اعتمادها على أساليب مختلفة بينها التهجير القسري.