مهندس مصري يلجأ مع أسرته إلى شوارع غزة

الجزيرة نت/ غزة/ قطاع غزة/ فلسطين المحتلة/ 9-8-2017/ المواطن المصري منير غنام وعدد من أطفال أسفل شجرة على قارعة شارع عمر المختار وسط مدينة غزة.
المواطن المصري منير غنام وعدد من أطفاله أسفل شجرة على قارعة شارع عمر المختار وسط مدينة غزة.
أحمد فياض-غزة

بعد تكرار طرده من مقر سكنه في مخيم يبنا للاجئين بمدينة رفح، لم يبق أمام المواطن المصري المهندس منير غنام وأسرته سوى الركون إلى جذع شجرة كبيرة ليقيم أسفله على قارعة طريق عمر المختار بمدينة غزة، بعد أن أحاطها بقطع قماشية يستر بها زوجته الفلسطينية وأطفاله عن عيون المارة.

سبعة أفراد والثامن في أحشاء أمه يتوقع أن يرى النور في المكان ذاته خلال الشهر الجاري، تقطعت بهم السبل ولم يعد لهم معين سوى بعض المارة المشفقين على حال الأسرة المشردة فيمدونها بما يسد رمقها، أملا في تدخل المسؤولين لتوفير مسكن دائم لها.

وبدأت مأساة المهندس غنام في صيف عام 2015 عندما أنفق كل ما بيده من أموال في علاج اثنين من أطفاله أصيب أحدهما في حادث سير والآخر بالشلل الرباعي، ومنذ ذلك الوقت تبدلت أحوال الأسرة وتردت أوضاعها.

‪غنام يؤكد أنه لم يجد فرصة عمل منذ عامين‬ (الجزيرة)
‪غنام يؤكد أنه لم يجد فرصة عمل منذ عامين‬ (الجزيرة)

تكاليف باهظة
وبسبب التكاليف الباهظة لعلاج ابنه حمزة الذي يعاني نقصا في وصول الأكسجين إلى المخ ومشكلة في الطحال وأخرى في الصفائح الدموية وثقب في القلب، فقد تضاعف العجز المالي للأسرة واضطر الأب إلى الاستدانة على أمل أن يجد عملا يسدد منه الديون ويوفر السكن لعائلته.

وخلال عامين من البحث لم تفلح جهود غنام في الحصول على أي عمل لتوفير نفقات أسرته، فاضطر إلى اللجوء للمسؤولين وطرق أبواب الجمعيات الخيرية وأهل الخير، وحصل على مساعدات، ولكنها بالكاد كانت تكفي لتوفير قوت أطفاله وعلاج المرضى منهم.

ويقول المهندس غنام للجزيرة نت إن تعرضه للطرد من قبل أصحاب السكن ثلاث مرات بعد عجزه عن تسديد أجرة السكن في موعده لم يترك له خيارا سوى اللجوء إلى الشارع، أملا في أن يتحرك المسؤولون للمساعدة في إيواء أسرته أو توفير فرصة عمل تضمن تسديد أجرة السكن.

وعلى مدار أكثر من أسبوع، لا يبارح الرجل وأسرته قارعة الشارع، فيقضي مع أسرته حاجتهم في دورات المياه بمسجد قريب، وفي النهار يستظل أطفاله بظل الشجرة فيغالبهم النوم رغم ضجيج الحياة من حولهم.

‪بعض أطفال غنام على قارعة الطريق‬ (الجزيرة)
‪بعض أطفال غنام على قارعة الطريق‬ (الجزيرة)

محاولات للمساعدة
من جهته، قال المدير العام للحماية المجتمعية بوزارة التنمية الاجتماعية وعضو لجنة إسكان الفقراء في وزارة الأشغال العامة والإسكان عزيز المدهون إن غنام يتقاضى نحو 250 دولار كل ثلاثة شهور، وهو مبلغ لا يغطى قيمة الإيجار السكني، وبالكاد يكفي لسد رمق أطفاله.

وأكد المسؤول الفلسطيني للجزيرة نت أن أسرة غنام تعيش حاليا في خيمة لا تصلح للسكن الآدمي وغير مناسبة لبقاء الأطفال فيها وخصوصا الطفل حمزة المصاب بشلل في أطرافه السفلية، مشيرا إلى أن وزراته بصدد مخاطبة وزارة الإسكان لتوفير مأوى سكني للأسرة المشردة.

المصدر : الجزيرة