قمع إسرائيلي للصحفيين المقدسيين

فلسطين البيرة 23 تموز 2017 الصحفي المقدسي أحمد البديري تحدث عن مهاجمة الصحفيين بالرصاص والضرب والخيالة وإبعادهم عن الاعتصامات.
الصحفي المقدسي أحمد البديري تحدث في مؤتمر صحفي بمدينة البيرة عن الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين بالقدس المحتلة (الجزيرة نت)

ميرفت صادق-رام الله

في الأيام العشرة الأخيرة كان المصور الصحفي رامي الخطيب يواجه الطرد بشكل شبه يومي من مناطق الاعتصام على بوابات المسجد الأقصى، وقد تعرض للاعتداء المباشر على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات آخرها ظهر السبت.

وقال الخطيب -الذي يعمل مصورا لوسائل إعلام مختلفة- للجزيرة نت "لا أستطيع إحصاء مرات الاعتداء علينا وتقييد حركتنا ومنعنا من التغطية في الأيام الأخيرة".

وظُهر الأحد أيضا، مُنع الخطيب وعشرات الصحفيين من الوصول لتغطية صلاة المعتصمين في منطقة باب الأسباط بالقدس المحتلة، وكذلك مُنع زملاء لهم في منطقة باب المجلس -أحد مداخل المسجد الأقصى- من تغطية اعتصام المئات رفضا للبوابات الإلكترونية.

في هذه الأثناء، دعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين -التي يمنع الاحتلال عملها في القدس- إلى مؤتمر صحفي في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، لإبراز الاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون المقدسيون.

‪صورة نشرها ناشطون لاعتداء قوات الاحتلال على صحفيين في القدس المحتلة‬ صورة نشرها ناشطون لاعتداء قوات الاحتلال على صحفيين في القدس المحتلة
‪صورة نشرها ناشطون لاعتداء قوات الاحتلال على صحفيين في القدس المحتلة‬ صورة نشرها ناشطون لاعتداء قوات الاحتلال على صحفيين في القدس المحتلة

حظر إسرائيلي
وقال المراسل الصحفي أحمد البديري إن وسائل الإعلام مُنعت الأحد من الوصول إلى منطقة باب الأسباط بشكل كامل، ومُنع المصورون ومراسلو القنوات الفضائية من تصوير الجسور الحديدية الجديدة التي نصبها الاحتلال فجرا على مداخل المسجد الأقصى.

وبحسب البديري، تحظر سلطات الاحتلال على الصحفيين الوصول إلى البلدة القديمة والتغطية بحرية في المنطقة المغلقة، وتبعد سيارات البث التلفزيوني أكثر من كيلومترين عن الحدث، خاصة عن باب الأسباط.

وتحدث البديري عن إصابة نحو عشرين صحفيا مقدسيا في الأيام الأخيرة جراء الأعيرة المعدنية والاعتداء المباشر من الجنود والخيالة الإسرائيليين. ومن بين المصابين مراسلون ومصورون لقناة الجزيرة مباشر، وسي أن أن، وروسيا اليوم، وسكاي نيوز، فضلا عن محطات ووكالات فلسطينية.

مصور وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عفيف عميرة كان من المصابين أيضا، إذ أصيب يوم الجمعة برصاصة مطاطية في صدره عندما كان يحاول تغطية قمع الاحتلال للمرابطين قرب باب الأسباط.

وقال البديري إن ما يحدث انتهاك صارخ لحرية العمل الصحفي، وطالب بحماية دولية للصحفيين في القدس أمام ما يتعرضون له من ضرب بالهراوات وخاصة المصورين، ومهاجمة الصحفيين بالقنابل الارتجاجية وإطلاق الرصاص المعدني عليهم.

وقال "نحن كصحفيين لا نريد أن نصبح القصة، فالقصة في القدس هي الاحتلال واعتداءاته على المدينة ومقدساتها، ومنع الوصول إلى عشرات آلاف المقدسيين في البلدة القديمة".

‪أبو بكر قال إن الصحفيين يتعرضون لاعتداء ممنهج من قوات الاحتلال‬ (الجزيرة نت)
‪أبو بكر قال إن الصحفيين يتعرضون لاعتداء ممنهج من قوات الاحتلال‬ (الجزيرة نت)

انتهاكات خطيرة
وقال نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر إن الصحفيين يتعرضون لانتهاكات خطيرة. وأشاد بدورهم في الكشف عن مخططات الاحتلال في القدس، وآخرها محاولة بسط السيادة على المسجد الأقصى من خلال البوابات الإلكترونية.

وأضاف أبو بكر -في المؤتمر الصحفي بالبيرة- إن الاحتلال يشن اعتداءً ممنهجا على الصحفيين ووسائل الإعلام في القدس، لمنع نقل الصورة الحقيقية لما تتعرض له المدينة المقدسة في الأيام الأخيرة.

ووجهت نقابة الصحفيين رسائل احتجاج للاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ودعتها إلى إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين الفلسطينيين وخاصة في القدس.

كما دعا نقيب الصحفيين الاتحادات الدولية للصحفيين إلى إدانة وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تجند نفسها أداة لخدمة سياسة الاحتلال والتحريض على الفلسطينيين، وطالب وسائل الإعلام العربية بوقف استضافة المتحدثين الإسرائيليين عبر شاشاتها.

كما طالب وسائل الإعلام المحلية والدولية بتزويد طواقمها بوسائل السلامة المهنية في الميدان، وأعلن عن توزيع كمية من السترات والقبعات التي تحمل شارات الصحافة والكمامات المضادة للاختناق لصحفيي القدس خلال عملهم في الميدان.

المصدر : الجزيرة