أوضاع مأساوية لنازحي مخيم برطلة قرب الموصل

A boy who is a relative of men accused of being Islamic State militants is seen at a camp in Bartella, east of Mosul, Iraq July 15, 2017. Picture taken July 15, 2017. REUTERS/Thaier Al-Sudani
النازحون في مخيم برطلة يعيشون في ظروف صعبة (رويترز)

ناصر شديد-أربيل

"هناك خيام ينتشر فيها اللحم العفن، لحوم البشر وليست لحوما للأكل.. هناك أعضاء تحتاج إلى بتر، هناك حروق من الدرجة الأولى، وهناك جروح كبيرة لمصابين جراء سقوط قذائف عليهم".

بهذه الكلمات بدأ ناشط عراقي حديثه الصوتي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مناشدا المنظمات الدولية والحكومة العراقية إنقاذ نحو 160 عائلة نازحة من الموصل تقطن في مخيم برطلة شرقي الموصل.

ووصف الناشط في المجال الإنساني الوضع في مخيم برطلة بأنه "كارثي ومأساوي"، وقال "الكلمات لا يمكن أن تعبر عن ما رأيت، فهو غيض من فيض، هناك موت بطيء وكأنه إعدام لهذه العائلات التي خرجت من الموصل القديمة".

وأضاف الناشط الذي نقل مشاهداته "هناك جوع وعطش في مخيم غير مهيأ لسكن البشر، ومن دون كهرباء ولا ماء للشرب ولا طعام، فالخيم متهالكة ومن دون خدمات صحية تذكر.. كمنظمات زرنا الكثير من المخيمات، لكننا لم نرَ مثل هذا المخيم، الأمر عجيب ومؤلم".

وأكد الناشط منع السلطات الأمنية النازحين من الخروج من المخيم، وقال "الناس تموت هناك. ممنوع أن يخرجوا لأسباب أمنية، فأغلبهم لا يملكون هويات أحوال مدنية"، مطالبا المسؤولين الحكوميين بالتدخل لإصدار هويات لهم.

النازحون في برطلة ممنوعون من مغادرة المخيم (رويترز)
النازحون في برطلة ممنوعون من مغادرة المخيم (رويترز)

وناشد الناشط كل من تصله رسالته أن يستجيب لنداءات نازحي مخيم برطلة، "يجب أن نوفر ما نستطيع لهم… رأيت نساء وأطفالا يصرخون من العطش والجوع، قالوا أعدمونا ولا تطعمونا"، وأشار إلى عدم توفر ماء الشرب ولا الكهرباء، "أقسم أن كثيرا منهم فقد الوعي من شدة الألم، الأمر لا يطاق، مع وجود عدد كبير من الجرحى من بينهم أطفال".

وأضاف "رفعت المنظمات الدولية يدها عن المخيم لحجج واهية"، وأكد تواصله مع الحكومة والمسؤولين العراقيين الذين وعدوا بالتدخل دون تنفيذ تلك الوعود.

وأكد مصدر أمني عراقي أن لجنة إغاثة وإيواء النازحين قررت نقل 159 عائلة نازحة من مخيم برطلة إلى مخيم الجدعة جنوب مدينة الموصل، وأوضح أن القرار اتخذ بسبب نقص الخدمات في مخيم برطلة.

وتشير معلومات أمنية إلى أن سبب إهمال نازحي المخيم "متعمد"، وأن نقلهم لمخيم آخر يرجع لوجود شكوك بارتباط بعض أبناء هذه العائلات بتنظيم الدولة.

ونفى مسؤول أمني نقل أي نازح من مخيم برطلة إلى مخيم الجدعة حتى الآن، وقال "هناك قرار بنقلهم لمخيم الجدعة جنوب الموصل، لكن القرار لم ينفذ بعد"، متوقعا أن يتم النقل خلال الأيام القليلة القادمة.

من جهة أخرى، أكد أحد مسؤولي مخيمات النزوح للجزيرة، أن اسم مخيم برطلة غير موجود على لائحة المخيمات التي تتعامل معها المنظمات الإنسانية الدولية، وأضاف للجزيرة "لا يسمح لأي منظمة دولية بالدخول للمخيم بدعوى أن العائلات النازحة من داعش"، كما قال.

المصدر : الجزيرة