صالح يكثف الحضور الإعلامي للتفاوض مع السعودية

صالح كثف حضوره الاعلامي وتصريحاته عن الصواريخ رسالة للتفاوض مع السعودية.
صالح كثف حضوره الإعلامي وتصريحاته عن الصواريخ رسالة للتفاوض مع السعودية (الجزيرة)

الجزيرة نت-صنعاء

كثف الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ظهوره الإعلامي مؤخرا، في محاولة لإثبات حضوره في المشهد اليمني، والإيحاء بأنه قائد الانقلاب ومن يحرك القوى العسكرية وتحديدا الصاروخية.

ويرى مراقبون أن تصريحات صالح تعد تحديا وسخرية من تصريحات ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المتعلقة بحسم المعركة في اليمن خلال أيام، التي حاول فيها أيضا التقليل من أهمية صالح في المشهد اليمني الراهن، وأنه يخضع لرحمة مليشيا الحوثيين، وأن تصريحاته ستختلف حينما تتاح له فرصة الخروج من صنعاء.

وخلال لقاء جمعه الأسبوع الجاري مع رؤساء تحرير الصحف والمواقع المملوكة له ولحزبه المؤتمر الشعبي، قال صالح إنه "مستمر في دعم الحوثيين في مواجهة العدوان"، وإنه يدعمهم بالمتطوعين والعسكريين المقربين منه.

وقال صالح إنه لو كان بيده ميناء الحديدة لسمح للإيرانيين بإدخال الصواريخ، مجددا التأكيد أن لديه مخزونا إستراتيجيا من الصواريخ لن يطاله القصف الجوي.
 
وأثارت هذه التصريحات التساؤل عن حقيقة المخزون الصاروخي الذي يملكه صالح، وهل يعني بها أنه من يملك زمام المعركة ومن يقصف السعودية بالصواريخ، في وقت نفى فيه دعم إيران للحوثيين بالصواريخ البالستية.

وقلل الخبير في النزاعات المسلحة علي الذهب من تصريحات الرئيس المخلوع، وقال في حديث للجزيرة نت إن "قدرات صالح الصاروخية محدودة، وملف حرب الحدود مع المملكة خارج سيطرته، وبذلك يصبح التهديد بهذه الصواريخ عدما، إذا ما استثنينا ما يسيطر عليه الحوثيون".

واعتبر الذهب أن تصريحات صالح بهذا الشأن "تأتي في إطار التوظيف السياسي الذي يراد منه خلق قناعة لدى خصومه وأنصاره بأنه لا يزال قويا، وأنه طرف فاعل في الحرب والسلام".
 
وحول نفى صالح تلقي الحوثيين دعما إيرانيا، قال الذهب إن صالح "يدفع بهذا الموقف التحالف العربي إلى استمرار تشدده في الاستيلاء على ميناء الحديدة أو أي حل آخر بعيدا عن وضعه الراهن".

‪الخبير الأمني اليمني علي الذهب (من صفحته على الفيسبوك)‬ الخبير الأمني اليمني علي الذهب (من صفحته على الفيسبوك)
‪الخبير الأمني اليمني علي الذهب (من صفحته على الفيسبوك)‬ الخبير الأمني اليمني علي الذهب (من صفحته على الفيسبوك)

رسائل
من جهته يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان أن صالح "يحاول العودة بشكل دوري للظهور كلاعب رئيسي في الحقل اليمني، من خلال إبراز أن كل خيوط اللعبة بيديه ويرسل رسائل بشكل مباشر للمملكة العربية السعودية للتفاوض معه".

وقال شمسان في حديث للجزيرة نت "إن الفجوة كبيرة بين صالح والحوثيين، وكل طرف لديه استعداد للانقضاض على حليفه أو التضحية به عند الوصول إلى تسويات تحقق أهدافه".

ولفت إلى أن الحوثيين "صاروا يتقدمون صالح ومنظومته في الحقل المؤسسي والتفاوضي، مما يعني أن المخلوع يفقد تدريجيا أوراقه في الواقع العملي والتفاوضي، وأنه قد يخسر حتى التفاوض من أجل خروج آمن له".

ويرى شمسان أن هناك توجها دوليا "لتأصيل الحوثيين في الحقل السياسي والعقائدي اليمني، وقد وفرت تلك القوى الدولية الدعم المعلن وغير المعلن للحوثيين، وهو ما يعكس تعزيز وجودهم خلافا لما كان مخططا له بداية الانقلاب بأن يظلوا في الواجهة لعدة أشهر فقط".

وأضاف أن المخطط خلال الانقلاب على الشرعية هو إحداث فوضى وانفلات أمني وفراغ دستوري بعد التخلص من الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتعقبُه إحالة السلطة إلى مجلس النواب الذي يهيمن عليه صالح، ومن ثمة الدعوة إلى انتخابات مبكرة أبرز مرشحيها المنقذ أحمد نجل المخلوع.

المصدر : الجزيرة