شاهد عيان يروي لحظة وقوع حادثة مسجد لندن

سعيد حاشي شاهد العيان على حادثة الدعس للمصلين بمسجد فينسبري بشمال لندن (الجزيرة)
سعيد حاشي شاهد العيان على حادثة الدعس للمصلين بمسجد فينسبري بشمال لندن (الجزيرة)

قدم شاهد عيان ممن شاركوا في القبض على سائق الشاحنة الذي دعس مصلين لحظة خروجهم من مسجد شمال العاصمة البريطانية لندن وتسبب في وفاة شخص وإصابة عشرة آخرين، وصفا لما جرى.

وقال سعيد حاشي -وهو من أصول صومالية- إنه كان خارجا من المسجد في منطقة فينسبري بارك برفقة بعض أصدقائه بعد أدائهم صلاة التراويح عندما شاهدوا شاحنة مسرعة صوب إشارة المرور لكنهم فوجئوا بها تنعطف يمينا ناحية المسجد لتصدم امرأة صومالية في الستينيات من العمر وشابين آخرين من المغرب العربي.

ثم ما لبثت أن اصطدمت بثلاثة من المصلين ثم اثنين فأربعة آخرين -اثنان منهم المغرب العربي حالتهم حرجة- قبل أن تتوقف فجأة.

وأضاف حاشي في مقابلة أجراها معه مراسل الجزيرة في موقع الحادث، أنه هو وأصدقاؤه وبعض الشباب من المصلين ركضوا تجاه الشاحنة عندما توقفت وأمسكوا بسائقها وأنزلوه منها وحاول مقاومتهم.

وقال الشاهد إن السائق -الذي يبدو من بشرته البيضاء ولكنته أنه من الإنجليز البيض العنصريين- حاول الهرب لكنهم طرحوه أرضا، أما الاثنان الآخران اللذان كانا بصحبته في الشاحنة فقد تمكنوا من الفرار قبل أن يلحقوا بهما.

وأشار إلى أنهم عندما أمسكوا به ظل يسب المسلمين بعبارات نابية ويصرخ في وجوههم قائلا "تستحقون ذلك.. أنتم لم تروا شيئا بعد".

‪‬ سيارات الشرطة لدى وصولها إلى موقع حادثة الدعس(رويترز)
‪‬ سيارات الشرطة لدى وصولها إلى موقع حادثة الدعس(رويترز)

وروى سعيد حاشي أن سيارة شرطة مرت مسرعة بجانبهم دون أن تتوقف رغم محاولات المصلين ورجاءاتهم لها بالتوقف. وأوضح أنهم بعد ذلك اتصلوا بإدارة شرطة المنطقة التي سارعت بالقدوم وأوقفت سيارة زملائهم الذين كانوا قد تجاهلوا نداءات المصلين عند مرورها بجانبهم.

ولدهشة كل من كان بموقع الحادث، بدأت وردية الشرطة في التحقيق مع الشبان الذين أمسكوا بالسائق بدلا من إلقاء القبض عليه أولا. ومما زاد من دهشتهم -بحسب حاشي- أن الشرطة تعاملت مع السائق بكل برود وبدلا من أن تقله بسيارة نقل المجرمين فإذا بها تضعه في سيارة شرطة عادية.

ونفى حاشي أن يكون السائق فعل فعلته تحت تأثير الخمر، وقال إنه لم يكن ثملا ولم يشتم منه وهو بجانبه رائحة الخمر. واستطرد الشاهد قائلا إن الشرطة أمرت الجمهور بالعودة إلى منازلهم وإخلاء المكان.

وأبدى خشيته من أن يحاول بعض المسلمين من الأخذ بالثأر ردا على حادثة الدعس.

وقال إنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مسجد الرعاية الإسلامية في فينسبري بشمال لندن للتهديد. فقد حدث قبل فترة أن رشق متعصبون ثملون المصلين داخل المسجد بمفرقعات قبل أن يلوذوا بالفرار.

وبعده بأسبوع، وضع بعضهم ملصقا على باب المسجد توعدوا فيه بحرق المسلمين أثناء تأديتهم صلواتهم. لكن حاشي أشاد بالعلاقات بين الجاليات وأتباع الديانات المختلفة في الحي واصفا إياها بالحميمة.

وأعرب عن اعتقاده أن الحادثة مدبرة، وأن منفذها اختار الزمان والمكان بعناية.

ومضى حاشي بالقول إن زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربين الذي يقطن غير بعيد عن منطقة المسجد سارع بالحضور لمواساة المسلمين.

المصدر : الجزيرة