تنسيق العمل الإنساني لتفادي مجاعة في الصومال

منظمة التعاون الإسلامي تنظم اجتماعا إنسانيا في مقديشو ،11 إبريل 2017 (التصوير :قاسم سهل)
جانب من اجتماع عقدته منظمة التعاون الإسلامي في مقديشو لمواجهة المجاعة بالصومال (الجزيرة)

قاسم أحمد سهل-مقديشو

 

أخذ الجفاف الذي ضرب الصومال اسم "الجفاف الشامل" لتأثيره على مناطق أوسع في شمال ووسط وجنوب الصومال.

وإذا تأخرت أمطار فصل الربيع المتوقع هطولها منتصف الشهر الجاري، ولم يتم دعم المتضررين من الجفاف، أو توفير مساعدات إنسانية لهم بأسرع وقت، فإن الأمر قد يتطور حتما إلى حدوث مجاعة مدمرة تقضي على حياة مئات الآلاف من الفئات الضعيفة من الأطفال والنساء والشيوخ.

وقد وصفت دراسة صدرت عن معهد هيريتيغ يوم 12 أبريل/نيسان الجاري الواقع الإنساني الذي يعيشه الناس في مناطق الجفاف بالمرير، حيث فقد المجتمع الرعوي 80% من الماشية، بينما أجبر 135 ألف شخص على النزوح من مناطقهم حتى أواخر مارس/آذار الماضي، إضافة إلى تدهور أوضاعهم الصحية.

وبحسب هذه الدراسة فإن حياة الكثيرين تبقى عرضة للخطر مع تبعثر مساعي الهيئات الإغاثية لمساعدة المنكوبين وتباطؤ الجهود الدولية لمدهم بالضروري من مقومات الحياة، رغم حصول الأمم المتحدة على 300 مليون دولار من أصل 825 مليونا طالبت بتوفيرها للتعاطي مع الوضع الإنساني في الصومال.

‪توزيع طعام جاهز على نازحي الجفاف في مقديشو‬ (الجزيرة)
‪توزيع طعام جاهز على نازحي الجفاف في مقديشو‬ (الجزيرة)

توحيد الجهود
وللحيلولة دون انزلاق الوضع إلى ما هو أسوأ، وحدوث مجاعة على غرار تلك التي حدثت عام 2011 وحصدت أرواح 260 شخصا نصفهم أطفال، فقد التأم يوم 11 من الشهر الجاري في مقديشو اجتماع إنساني نظمته منظمة التعاون الإسلامي بالشراكة مع المنتدى الإنساني والمنتدى الخيري الإسلامي وبرعاية الحكومة الاتحادية الصومالية.

150 مشاركا يمثلون 85 منظمة إنسانية محلية وإقليمية ودولية حضروا الاجتماع للفت الانتباه إلى خطورة الوضع الإنساني في الصومال، وضرورة إيجاد حلول فورية وتدخل إنساني عاجل لتفادي المجاعة ووقف حالة النزوح، من خلال تكثيف وتوحيد جهود المنظمات الإنسانية ووضع آلية تنسيق ناجعة تسهل العمل الإنساني، وفق ما ذكره مسؤول مكتب منظمة التعاون الإسلامي في الصومال محمد إيدلي صبرية.

‪إيدلي صبرية: الوضع في الصومال‬ الجزيرة)
‪إيدلي صبرية: الوضع في الصومال‬ الجزيرة)

ويقول صبرية للجزيرة نت إن الوضع لا يحتمل مزيدا من الانتظار، وإن أي تباطؤ في الاستجابة قد يزيد الوضع تعقيدا، مطالبا بكسر التحديات التي تعيق العمل الإنساني بشكل أسرع مثل صعوبة التحويلات النقدية إلى الصومال على خلفية مكافحة الإرهاب، وضمان توصيل المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.

ولا تمكّن الحلول الآنية الصوماليين من مواجهة الكوارث وموجات الجفاف وتبعاتها، مما حتم على الحاضرين البحث عن السبل الكفيلة بالعثور على حلول مستدامة تتيح لهم الصمود أمام الكوارث.

عقبات
ويرى رئيس هيئة إدارة الكوارث الصومالية عبد الله محمد جمعالة أن العمل الإنساني يسير بشكل بطيء قياسا بالواقع الذي يعيشه المنكوبون.

ويؤكد جمعالة للجزيرة نت أن الاجتماع الإنساني الذي نظمته منظمة التعاون الإسلامي نجح في تسليط الضوء على موضوع مهم وهو تنسيق الجهود الإنسانية، والتزام المنظمات الإنسانية بتكثيف العمل الإغاثي لمنع المجاعة.

بيد أن الأمر قد يصطدم -في نظر جمعالة- بعقبات كبيرة، في مقدمتها تأمين وتوصيل القوافل الإغاثية إلى المناطق المتضررة التي يخضع بعضها للجهات المناوئة للحكومة.

‪جمعالة: الاجتماع نجح في التأكيد‬ (الجزيرة)
‪جمعالة: الاجتماع نجح في التأكيد‬ (الجزيرة)

وفي ظل ضعف البنية التحتية في بعض الولايات ولاسيما النائية منها، وضعف التنسيق بين الحكومة الاتحادية وإدارات الولايات، فإن مناطق محدودة تحصل على مساعدات لعدة مرات ومن جهات إغاثية متعددة، بينما لا تتسلم معظم المناطق أي مساعدة، وفق جمعالة.

ويعتقد المتحدث نفسه أن أولويات الجهد الإغاثي تبقى مفقودة، إلى جانب عدم وضوح جدية المجتمع الدولي في احتواء الأزمة الإنسانية في الصومال.

ويلفت إلى أن التعهدات المالية على المانحين قد تراكمت لوجود أزمات مماثلة في جنوب السودان واليمن وشمال نيجيريا، مشيرا إلى أن المنظمات الإغاثية بدأت توزيع مساعدات إنسانية على المتضررين في بعض المناطق، ومنها المنظمات العربية والإسلامية وفي مقدمتها قطر الخيرية، والحملة السعودية للإغاثة، وهيئة الإغاثة العالمية، ومنظمة الدعوة الإسلامية وغيرها. 

المصدر : الجزيرة