السعودية والعراق.. هل حان وقت المصالحة؟

مرفق الصورة التي أشارت لها المراسلة من موقع الخارجية السعودية وكيل الوزارة السعودي للشؤون السياسية والاقتصادية السفير الدكتور / عادل بن سراج مرداد ، بديوان عام الوزارة مع سعادة وكيل وزارة الخارجية العراقية للشؤون الثنائية السفير نزار بن عيسى الخير الله والوفد المرافق له.
صورة نشرها موقع وزارة الخارجية السعودية لجانب من لقاء الوفدين العراقي والسعودي

هيا السهلي-الرياض

بعد فجوة استمرت ربع قرن، تدخل العلاقات العراقية السعودية مرحلة جديدة من التنسيق والتعاون المشترك، ويبدو البلدان في طريقهما لفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية المبنية على الثقة المتبادلة.

واقترح الجانب السعودي على وفد لوزارة الخارجية العراقية زار الرياض الأحد برئاسة وكيل وزارة الخارجية الأقدم نزار خير الله، تشكيل مجلس تنسيقي عراقي سعودي لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين.

وبحث الوفدان العراقي والسعودي -وفقا لصحيفة الرياض- عددا من المواضيع المتعلقة بإعادة فتح المنافذ الحدودية والنقل الجوي المباشر وتسهيل الإجراءات الخاصة بالحجاج والمعتمرين العراقيين، وكذلك الزوار السعوديين للعتبات المقدسة في العراق.

كما تطرق الاجتماع إلى آفاق التعاون في مجال النفط والتكرير والطاقة، وإعادة إعمار المناطق المحررة من تنظيم الدولة الإسلامية، وتشجيع الاستثمار وعمل الشركات السعودية داخل العراق.

وجاءت زيارة الوفد العراقي استكمالا لزيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لبغداد قبل أكثر من أسبوعين.

‪صدقة فاضل: التعاون يخدم مصالح البلدين‬ (الجزيرة)
‪صدقة فاضل: التعاون يخدم مصالح البلدين‬ (الجزيرة)

تصالح ومصالح
وتعتقد شخصيات رسمية سعودية ومراقبون أن تبادل الزيارات بين الرياض وبغداد يعيد تجسير العلاقات الطبيعية بين دولتين جارتين بينهما حقوق عربية ومصالح مشتركة في السياسة الدولية، خاصة في المرحلة القادمة.

كما يؤكد مراقبون أن المملكة حريصة على إقامة علاقات وثيقة مع العراق، كما يبدو من عراق اليوم مشاطرة السعودية هذا الاهتمام.

ويتوقع عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور صدقة فاضل، نجاح الجانبين في إقامة العلاقات التي طال انتظارها من قبل العرب رغم القوى العراقية والخارجية التي تعمل علي إبعاد العراق عن عمقه العربي، ويؤكد للجزيرة نت أن "علاقات التعاون الوطيدة تخدم مصالح البلدين وتسهم في تقوية موقفيهما تجاه الأخطار المشتركة".

من جانبه يقول اللواء الدكتور سعد الشهراني إن "كل مجالات التعاون مفتوحة ولا يجب أن يستثنى أي مجال، فمصالح البلدين تأثرت سلبيا خلال العقود الماضية".

وفي السياق ذاته، يرى عضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري أن"التقارب في العلاقات السعودية العراقية هو الوضع الطبيعي"، ويقول للجزيرة نت "مع التغيرات السياسية الدولية وتقاطع المصالح يبدو أن المصلحة العراقية تحتاج أن تتجه إلى عمقها العربي".

في المقابل، يعتقد آخرون أن القضية ليست تقاربا سعوديا عراقيا بقدر ما هي حاجة مرحلية لإخراج العراق من أزمة الطائفية، والاستعداد لمرحلة ما بعد تحييد الدور الإيراني، وفق الرؤية الأميركية الجديدة التي تطرحها إدارة الرئيس دونالد ترمب تجاه إيران.

ويقول رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية الدكتور ماجد التركي إن "العراق ينتظر مرحلة حاسمة وخطيرة قد تكون فوق قدرة الإدارة السياسية والأمنية للحكومة العراقية، لذا بدأت إشارات وصول فرق عسكرية أميركية مساندة سواء في العراق أو حتى الكويت الدولة المجاورة".

ويضيف التركي أن التعاون لن يكون سعوديا فقط بل خليجيا، كما يرى أنه لا بد من أن يترافق مع ذلك دور مزدوج أميركي روسي، من أجل حل المشكلات الأمنية.

‪ماجد التركي: فك الارتباط العراقي الإيراني ليس سهلا‬ (الجزيرة)
‪ماجد التركي: فك الارتباط العراقي الإيراني ليس سهلا‬ (الجزيرة)

عودة إستراتيجية
وبحسب مراقبين، يشهد العراق سيطرة إيرانية على معظم الأحزاب العراقية بدافع الرغبة في استغلال "الفراغ العربي" الذي حصل خلال المرحلة الماضية، وبوجود نوع من التوافق الإيراني الأميركي على تقسيم الحصص السياسية  بعد 2003.

وفي اعتقاد  التركي، فإن فك الارتباط العراقي الإيراني ليس سهلا، حيث يصفه بـ"شبه احتلال سلبي"، ويؤكد "ضرورة وجود أدوار إقليمية مساندة في عدة اتجاهات دبلوماسية وأمنية واقتصادية".

بينما يرى الشهري -وهو يرأس "لجنة الصداقة السعودية العراقية"- أن التدخل العربي وعلى رأسه تدخل السعودية هو تحقيق مصلحة خليجية وعراقية وعربية، معربا عن أمله أن تكون هذه العودة العراقية إستراتيجية ومحسوبة تكفر عن كثير من الأخطاء في الماضي.

وعلى الصعيد الاقتصادي يتوقع  الباحث في الشؤون الخليجية الدكتور إبراهيم العثيمين أن تعزز الزيارة فرص الاستثمار والتجارة بين البلدين، ويشير إلى أن معدل التبادل التجاري بين الطرفين خلال السنوات العشر الماضية لم يتجاوز ملياري دولار، وكان أعلى ما وصله هو 3.18 مليارات دولار عام 2009.

ويقول العثيمين للجزيرة نت إن الرياض وبغداد يمكنهما العمل على تعزيز فرص الاستثمار بينهما من خلال العمل على فتح معبر جميمة الإستراتيجي، وسوف ينعكس ذلك دون شك على إنعاش المناطق الشمالية من السعودية والمناطق الغربية من العراق.

المصدر : الجزيرة