نذر أزمة بين بلجيكا وإسرائيل بسبب الاستيطان

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu (R) and his Belgian counterpart Charles Michel deliver joint statements in Jerusalem February 7, 2017. Picture taken February 7, 2017. Amos Ben-Gershom/Goverment Press Office (GPO)/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. FOR EDITORIAL USE ONLY
ميشيل (يسار) في مؤتمر صحفي مع نتنياهو الأسبوع الماضي في القدس المحتلة (رويترز)

لبيب فهمي-بروكسل

أثار اجتماع عقده رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشيل، خلال زيارته الرسمية إلى إسرائيل هذا الأسبوع، مع مجموعة من المنظمات غير الحكومية المناهضة للسياسة الاستيطانية الإسرائيلية؛ انتقادات حادة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وجاء لقاء رئيس الوزراء البلجيكي مع مسؤولين من منظمة "بتسيلم" وشبكة "كسر الصمت" المعروفة بتشجيعها للجنود الإسرائيليين للإدلاء بشهاداتهم علنا عن الاستيطان، في وقت تسعى فيه الحكومة الإسرائيلية إلى إضفاء الشرعية على مصادرة الأراضي الفلسطينية.

وتم صباح الخميس الماضي استدعاء السفير البلجيكي في القدس المحتلة إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية لإبلاغه التنديد الإسرائيلي، كما أصدر مكتب نتنياهو بيانا رسميا يشير فيه إلى أن "إسرائيل تنظر بقلق شديد إلى اللقاء الذي عقده رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل".

وشدد البيان على أن "الحكومة البلجيكية يجب أن تقرر إذا كانت تريد تغيير الاتجاه أو الاستمرار في خط العداء لإسرائيل".

‪مقر الحكومة البلجيكية‬ (الجزيرة)
‪مقر الحكومة البلجيكية‬ (الجزيرة)

وكان نتنياهو انتقد -خلال لقائه نظيره البلجيكي- موقف بروكسل من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، رغم تأكيد الوزير البلجيكي على متانة الصداقة بين البلدين.

بلجيكا تتحفظ
في المقابل، امتنع ميشيل عن الرد على انتقادات نتنياهو، واكتفى بعد عودته من إسرائيل باستقبال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مشددا أمام الصحفيين في بروكسل على "العلاقات الجيدة" التي تربط بلجيكا مع كل من السلطة الفلسطينية ودولة إسرائيل، التي أكد أن بلده يتعاون معها أمنيا.

كما جدد انتقاده للقانون الإسرائيلي الجديد الساعي إلى إضفاء الشرعية على الاستيطان، قائلا إن ذلك "غير مفيد في إحياء عملية السلام".

وتعليقا على ذلك، يقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط بودوان لوز "إن الأمر يعد مثل عاصفة في كأس ماء؛ فالوفد البلجيكي في الواقع راض تماما عن زيارته إلى إسرائيل"، مشيرا إلى أن "المحادثات مع المسؤولين الإسرائيليين، حتى لو تم وصفها بالحادة والصريحة، فلم تتخللها أي توترات على الإطلاق".

وأضاف للجزيرة نت أن "البعض في الوفد المرافق لرئيس الوزراء البلجيكي يعتقدون بأنه كان على نتنياهو الرد بحزم، خاصة أن ميشيل هو أول مسؤول أوروبي رفيع المستوى يزور إسرائيل منذ اعتماد الكنيست قانون تبييض مصادرة الأراضي الفلسطينية".

يذكر أن هذا القانون واجه رفضا في جميع أنحاء العالم، باستثناء واشنطن، في حين ينتظر صدور قرار المحكمة العليا في إسرائيل التي ستنظر في شرعيته.

تعاون أمني مكثف
ويشير بودوان لوز إلى أن "العلاقات البلجيكية الإسرائيلية اتخذت منحى آخر منذ الهجمات الإرهابية في أوروبا، حيث تم تعزيز التعاون الأمني بين الطرفين".

وكشفت إحدى المنظمات غير الحكومية البلجيكية عن أن الشرطة البلجيكية وجامعة لوفان تتعاونان مع الشرطة الإسرائيلية في مشروع يتعلق بتحسين أساليب التحقيق مع المشتبه فيهم، في وقت وجهت فيه مجموعة من الإدانات لإسرائيل لاستخدامها أساليب التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية والمهينة خلال استجواب السجناء.

وأطلقت جمعية الصداقة البلجيكية الفلسطينية ومنظمات أخرى حملة تطلب من الدولة البلجيكية وجامعة لوفان الانسحاب من المشروع.

وتقول المتحدثة باسم الجمعية ماري نويل فان ويسم إنه "إذا كان الأمر كما يقول ميشيل، لدينا علاقات قوية مع إسرائيل تسمح لنا بالحديث معها بصراحة؛ فإننا ننتظر من رئيس الحكومة أن يجرؤ على التعبير بصوت عال بدل الهمس بنصف كلمات".

وطلبت فان ويسم بحديثها للجزيرة نت من ميشيل أن يعترف "بأن دولة تشرع سرقة الأراضي والموارد من مواطنين هي دولة إجرامية يجب التعامل معها بحزم وليس عقد اتفاقات من أي نوع كانت".

المصدر : الجزيرة