رويترز: إيران تلمح للتفاوض بشأن برنامجها الصاروخي

A military truck carries a Qadr medium-range missile past portraits of the Islamic republic's supreme leader, Ayatollah Ali Khamenei during the annual military parade marking the anniversary of Iran's war with Iraq (1980-88) in Tehran, on September 22, 2014. Iran is a cornerstone of stability in the Middle East in the face of the 'terrorists' rocking the region, President Hassan Rouhani said before leaving for the United Nations. AFP PHOTO/ BEHROUZ MEHRI (Photo credit should read BEHROUZ MEHRI/AFP/Getty Images)
طهران تعهدت مرارا بمواصلة بناء ما تصفها بالقدرات الصاروخية الدفاعية (رويترز)

نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين إيرانيين وغربيين أن طهران لمحت للقوى العالمية الست إلى أنها مستعدة لإجراء محادثات بشأن "جوانب" تهم ترسانة صواريخها البالستية، سعيا منها لتخفيف حدة التوتر المحيط ببرنامج صواريخها.

وتعهدت طهران مرارا بمواصلة بناء ما تصفها بالقدرات الصاروخية الدفاعية، وهو ما تراه واشنطن "انتهاكا" للاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015.

وقال مصدر إيراني مطلع -طلب عدم ذكر اسمه- لرويترز إن إيران أبلغت القوى الكبرى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي بأنه "يمكن مناقشة" موضوع برنامج الصواريخ "لتهدئة المخاوف".

ولم يؤكد مسؤولون أميركيون وغربيون مناقشة الأمر خلال اجتماع جرى بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وإيران. وقال مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية إن "تلميحات" إيران بلغت واشنطن في الأسابيع الماضية.

وأضاف "جست إيران النبض بالقول إنها مستعدة لمناقشة برنامجها للصواريخ البالستية".

والتقى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بنظرائه من القوى الست -بينهم الأميركي ريكس تيلرسون– للمرة الأولى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 سبتمبر/أيلول الماضي.

وقال المصدر الإيراني لرويترز "عبّر الأميركيون عن قلقهم من قدرات إيران الصاروخية، ورد ظريف بأن مناقشة البرنامج ممكنة".

استشارة خامنئي
في الجهة الأخرى، قال مسؤول إيراني بارز -طلب أيضا عدم ذكر اسمه- إن الرئيس حسن روحاني وظريف وقادة في الحرس الثوري عقدوا عدة اجتماعات مع المرشد الأعلى علي خامنئي للحصول على موافقته على إجراء محادثات بشأن البرنامج الصاروخي.

وقال المسؤول المشارك في مفاوضات "سرية" بهذا الشأن إن "المرشد الأعلى لم يكن متفائلا خلال الاجتماعات لأنه لا يثق في الأميركيين، بينما رأى آخرون أن التوترات المتصاعدة بشأن البرنامج الصاروخي يمكن تسويتها عبر المحادثات".

وأضاف أنه لن تهدف أي محادثات إلى إنهاء أو تعليق برنامج إيران الصاروخي، وإنما إلى "التفاوض على بعض جوانبه مثل الحد من إنتاج بعض الصواريخ ذات مدى معين".

وقال المسؤول إن "الدبلوماسية نجحت في إنهاء الأزمة النووية"، وبالتالي "يمكن أيضا حل النزاع بشأن البرنامج الصاروخي عبر المحادثات".

بدوره، كشف مسؤول إيراني ثالث أن طهران ستكون مستعدة لمناقشة قضية الصواريخ البعيدة المدى، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

ورجح محللون الموقف الجديد لإيران بأنه جاء نتيجة تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتخلي عن الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه الرئيس السابق باراك أوباما.

أغراض دفاعية
وتعليقا على الموضوع، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الجمعة إن برنامج طهران للصواريخ البالستية مخصص "لأغراض دفاعية فقط وغير قابل للتفاوض".

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قاسمي قوله إن بلاده أكدت في كل الاجتماعات الثنائية الدبلوماسية بما يشمل زيارة ظريف لنيويورك؛ "أن برنامجها الصاروخي الدفاعي غير قابل للتفاوض، وأنه لا يتعارض مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231″.

يشار إلى أن  دونالد ترمب ألمح في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي إلى استعداد إدارته للتخلي عن الاتفاق "المعيب" الذي اعتبره "أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه على الإطلاق".

المصدر : رويترز