مظاهرة حاشدة ببرشلونة لرافضي انفصال كتالونيا

تظاهر الآلاف في مدينة برشلونة بإقليم كتالونيا رفضا لقرار الانفصال عن إسبانيا، في حين أعلنت الحكومة البلجيكية أن منح اللجوء السياسي لرئيس الحكومة الكتالونية المقالة كارلس بوجديمون ليس أمرا مستبعدا.
وقدرت منظمة "المجتمع المدني الكتالوني" التي نظمت التظاهرة تحت شعار "كلنا كتالونيا" و"إحكام العقل من أجل التعايش"، عدد المشاركين بأكثر من مليون شخص.

من جهتها، أوضحت الشرطة المحلية في مدينة برشلونة أن نحو 300 ألف شخص خرجوا في التظاهرة التي دعمتها الأحزاب الدستورية الإسبانية.

وقال مراسل الجزيرة في برشلونة أيمن الزبير إن المتظاهرين رددوا هتافات من قبيل "يجب إرسال كارلس للسجن" مشيرا إلى أن الحكومة المركزية دعمت تنظيم المظاهرة.

وأضاف أن مدريد ترغب في تنظيم انتخابات محلية سريعا لتغيير الخريطة السياسية بالإقليم والقضاء على الأغلبية القومية بالبرلمان الكتالوني المؤيدة للانفصال.

وتأتي تظاهرة الأحد بعد مرور يومين على تجمع عشرات الآلاف من الكتالونيين للاحتفال بولادة "الجمهورية الكتالونية" في الحي القديم ببرشلونة.

كما أنها تأتي بينما تسعى مدريد لفرض وصايتها على كتالونيا حيث قامت الجمعة بتفعيل المادة 155 من الدستور التي تتيح وضع الإقليم تحت وصاية مدريد بعد ساعات من إعلان برلمان كتالونيا الجمعة قيام "جمهورية كتالونيا".

تشبث ببوجديمون
في الأثناء، أكد أوريول جونكيراس نائب رئيس حكومة كتالونيا المقال أن كارلس بوجديمون سيبقى رئيسا للإقليم وكارمي فوركاديل رئيسة للبرلمان حتى يقرر المواطنون خلاف ذلك من خلال انتخابات حرة، منددا بما وصفه "الانقلاب ضد كتالونيا".

ومع استمرار التوتر بين مدريد وبرشلونة، قال السفير الإسباني بباريس إنه بإمكان رئيس كتالونيا المقال أن يترشح للانتخابات المحلية التي دعت الحكومة الإسبانية إلى إجرائها في 21 ديسمبر/كانون الأول طالما أن القضاء الإسباني لم يصدر قرارا يخالف ذلك.

دعوة للترشح
وصرح فرناندو كارديريرا لإذاعة أوروبا 1 "نشجع الجميع على المشاركة والسيد بوجديمون مدعو للترشح".

وردا على سؤال بشأن الملاحقة القضائية بتهمة "العصيان" التي ستطلقها مدريد الأسبوع القادم ضد بوجديمون، قال كارديريرا إن "القضاة هم من يقررون إن كان خارجا عن القانون أم لا. وحاليا يمكنه التقدم للانتخابات".

ورأى أنه إذا "اعتقد الكتالونيون أنهم يعيشون خارج إسبانيا فهم يعيشون في بلد خيالي" مضيفا "ليس هناك أي تأثير لإعلان الاستقلال من جانب واحد".

ونفى الدبلوماسي الإسباني وجود أي انشقاق على مستوى السلطة المحلية بالإقليم، وقال "لا يُعتقد أن هناك انشقاقا في الشرطة ولا بين الموظفين فهم أدوا يمين الولاء".

وفي سياق ذي صلة، أعلنت بلجيكا أن منح زعيم كتالونيا المقال "اللجوء السياسي ليس مستبعدا إذا طلب ذلك".

وقال وزير الهجرة البلجيكي ثيو فرانكين في تصريح إعلامي بالخصوص "إن الأمر ليس بعيدا عن الواقع نظرا للظروف" مضيفا "أنهم يتحدثون بالفعل عن حكم بالسجن. السؤال هو إلى أي مدى سيلقى بوجديمون محاكمة عادلة".

المصدر : الجزيرة + وكالات