تركيا ترسل لاجئين لأوروبا بعد استقبال دفعة منها

أرسلت تركيا نحو أربعين لاجئا إلى دول الاتحاد الأوروبي بالتزامن مع استقبالها الدفعة الأولى من اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين من اليونان، وفق الاتفاق التركي الأوروبي للحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وهو اتفاق يواجه تنديدا حقوقيا.

فقد وصل 32 لاجئا جوا إلى مدينة هانوفر في طائرتين منفصلتين، وتم نقلهم إلى مركز للاجئين في فريدلاند القريبة من هانوفر الألمانية.

وطلبت ممثلة مكتب الهجرة كورينا فيتشر من الصحفيين احترام خصوصية اللاجئين وهم أفراد ست عائلات. وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بين المجموعتين عشرة أطفال وفتى على كرسي متحرك.

وقالت فيتشر إن القادمين الجدد سيمضون أسبوعين في ملجأ مؤقت في بلدة فريدلاند لفترة تمهيدية، حيث سيتم إعطاؤهم دروسا أساسية في اللغة الألمانية، وستقدم لهم الاحتياجات الضرورية قبل أن يتم وضعهم في منازل بولاية ساكسونيا السفلى.

وكانت ألمانيا استقبلت العام الماضي 1.1 مليون مهاجر ولاجئ، إلا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعرضت لضغوط شديدة لوقف تدفق المهاجرين، ووافقت برلين على قبول 1600 شخص من إجمالي 22500 لاجئ بموجب الاتفاق الأوروبي التركي.

من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي مارغريتس شيناس أن تركيا أرسلت اليوم 43 لاجئا سوريا إلى أوروبا، 32 منهم إلى ألمانيا، و11 إلى فنلندا، وأنها سترسل غدا الثلاثاء لاجئين آخرين إلى هولندا.

وقال شيناس -في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل- إن تركيا أوفت بجميع واجباتها القانونية المنبثقة عن اتفاق إعادة قبول اللاجئين الموقع بين أنقرة والاتحاد.

الدفعة الأولى
وكان نحو 140 لاجئا -معظمهم من باكستان وبنغلاديش- وصلوا صباح اليوم الاثنين عبر السفن من اليونان إلى سواحل أزمير التركية ضمن الدفعة الأولى للاجئين العائدين بموجب الاتفاق.

وبموجب الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، فإن أنقرة ستستعيد جميع المهاجرين واللاجئين، ويشمل ذلك السوريين الذين يدخلون اليونان بطريقة غير شرعية مقابل استيعاب الاتحاد آلاف اللاجئين السوريين من تركيا مباشرة، ومنح أنقرة المزيد من الأموال، إلى جانب إحراز تقدم في المفاوضات الرامية إلى انضمامها لعضوية الاتحاد.

من جهتها، ذكرت وكالة الأناضول التركية أن رحلات الهجرة غير النظامية عبر البحر والبر في تركيا تراجعت بشكل ملحوظ عقب الاتفاق الذي أبرم الشهر الماضي.

وأشارت إلى أن عدد المهاجرين الذين يتم ضبطهم براً انخفض إلى النصف، بعد أن كان يصل شهريا إلى 15 ألف شخص، بينما انخفض عددهم في البحر إلى الثلُث.

وضبطت السلطات التركية 22 ألفا و707 أشخاص في مياه بحري إيجة والمتوسط منذ بداية العام الحالي، بينهم ثمانية آلاف و739 خلال فبراير/شباط الماضي.

وفي هذا السياق، يواجه الاتفاق الأوروبي التركي معارضة قوية من منظمات حقوق الإنسان التي أعربت عن مخاوفها من عمليات ترحيل جماعية تُنتهك فيها حقوق الأفراد.

واتهمت منظمة العفو الدولية تركيا بإجبار نحو مئة سوري يوميا -بشكل غير قانوني- على العودة إلى بلادهم، قائلة إن عمليات الطرد هذه أظهرت "عيوبا فاضحة" في الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات