تحرك نسوي يغذي "العصيان المدني" بالسودان
عماد عبد الهادي-الخرطوم
وبين الاحتفاء والتقليل أبلغت تنسيقية المعتصمات الجزيرة نت أن إحدى المضربات من المصابات بداء السكري قد أجبرت طبيا على فك إضرابها.
ويطالب النسوة المضربات عن الطعام برحيل الرئيس عمر حسن البشير ومن معه، وبسلطات انتقالية وإعلان دستوري وبرنامج حكم جديد وتكوين حكومة ديمقراطية، على أن تتضمن الترتيبات عدة مطالب أخرى.
وتشتمل المطالب، وفق بيان للمعتصمات، على تأسيس نظام ديمقراطي لا مركزي وتقليص المصروفات السياسية والإدارية والأمنية إلى أدنى مستوى، وتقليل عدد الولايات إلى ست وتعيين مفوضية مستقلة لمكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين وإصلاح أجهزة الخدمة المدنية وحل جميع المليشيات المسلحة.
وتدعو الناشطات نساء السودان والشعب السوداني لدعم العصيان بهدف نقل البلاد من حالة الدمار إلى "حالة يمكن فيها العيش بكرامة"، كما نبهن إلى خطورة ما يواجهه السودان في ظل الحكومة الحالية.
معالجة الأزمات
الناشطة نون الطاهر أعلنت أن الإضراب يهدف إلى معالجة الأزمات التي أدت تمكين فئة بعينها في البلاد. ولم تستبعد في حديثها للجزيرة نت العودة للاحتجاجات المستمرة إلى حين "انبلاج فجر الخلاص" في البلاد.
من جهتها دعت الناشطة هادية حسب الله المجتمع السوداني إلى ممارسة حقه في ابتداع الأساليب التي تمكنه من إزاحة ما وصفته بالنظام المستبد. وكشفت في حديثها للجزيرة نت أن المرأة السودانية "لن تقف مكتوفة الأيدي والبلاد تسير من سيئ إلى أسوأ".
ومع ذلك رأى حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن ما جرى ويجري ليس إلا محاولة يائسة من المعارضة لجر البلاد إلى الفوضى.
وقال عضو مكتبه القيادي الفاضل الحاج سليمان إن الأمر لا يعدو أن يكون تضخيما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف للصحفيين أن "تحرك المواطنين وإن تقلص في العاصمة، فلا علاقة له بمدى مساندة المواطنين للاعتصام".
واعتبر الحاج سليمان أن بعض المواطنين "لازموا منازلهم لخشيتهم من هذه الأجواء التي تخلقها التجمعات الفوضوية التي تصنعها المعارضة".
لن تتراجع
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة أم درمان الإسلامية صلاح الدومة إن "العصيان ورغم نجاحه في يومه الأول، لن يدفع الحكومة للتراجع عن سياساتها لأنها قد لا تعد العصيان أمرا مهما".
واعتبر أن اليوم الثاني للاعتصام وإن تنوعت أساليبه بدخول بعض النساء في إضراب عن الطعام، فإنه لم يكن كسابقه من حيث الزخم الذي حظيت به الفكرة من أولها.
ويرى في حديثه للجزيرة نت أن تعدد الأساليب بما لا تتوقعه الحكومة هو ما يقلقها حقا، متوقعا في الوقت نفسه توالي الاحتجاجات في البلاد طالما سارت الأمور بشكلها الحالي، حسب قوله.