طلائع الأمل مَدرسة فلسطينية تنال جائزة للقراءة

فلسطين- الضفة الغربية- نابلس- بعد إعلان الفوز طالبات يبعرن عن فرحهن بمدرسة طلائع الامل بنابلس-تصوير عاطف دغلس-الجزيرة نت12.
طالبات مدرسة طلائع الأمل يعبرن عن فرحهتن بعد إعلان الفوز (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس

على موعد مع الفوز والانتصار عاشت نابلس -كبرى مدن شمال الضفة الغربية– أجواء الفرح بإعلان فوز إحدى مدارسها بالجائزة الأولى ضمن مشروع "تحدي القراءة العربي" الذي تنظمه دولة الإمارات العربية المتحدة، لتحصد بذلك لقب "أفضل مدرسة عربية بالقراءة".

وفي حفل حضره مسؤولون إماراتيون وفلسطينيون، نظم بدار الأوبرا في دبي، أعلن اليوم الاثنين فوز مدرسة طلائع الأمل الثانوية للبنات بالجائزة الأولى في مشروع "تحدي القراءة العربي" في موسمه الأول.

والمشروع هو الأكبر الذي تطلقه الإمارات العربية بهدف تشجيع المدارس الابتدائية والثانوية على القراءة عبر التزام أكثر من مليون طالب بقراءة خمسين مليون كتاب طوال العام الدراسي، ثم تلخيص هذه الكتب عبر ما يعرف بجوازات التحدي (ملخصات)، ثم المنافسة محليا ووطنيا عبر تلخيصها للوصول للتصفيات النهائية.

وتقسم الجائزة لمستويين: فردي وآخر للمدارس، حيث تأهلت الطالبة الفلسطينية مريم ثلجي من مدينة الخليل للتصفيات النهائية على المستوى الفردي، بينما حظيت مدرسة طلائع الأمل بالقسم الآخر من بين 980 مدرسة فلسطينية مشاركة، وتأهلت فلسطين على أربع مدارس عربية في لبنان ومصر والجزائر والبحرين للتصفيات النهائية والفوز بالجائزة.

‪المعلمة حميض: المشاركون في مشروع القراءة بالمدرسة قرؤوا 120 ألف كتاب‬ (الجزيرة نت)
‪المعلمة حميض: المشاركون في مشروع القراءة بالمدرسة قرؤوا 120 ألف كتاب‬ (الجزيرة نت)

معايير المشاركة
تقول المعلمة هديل حُمّيض منسقة المشروع بمدرسة الطلائع إنهم لبّوا منذ اللحظة الأولى الشروط والمعايير المطلوبة، إذ حصدت المدرسة المرتبة الأولى على مستوى المديرية وعلى مستوى فلسطين، والسادسة على مستوى الوطن للقسم الفردي.

وتضيف حُمّيض أنهم طوّروا فكرة المكتبة الصفية وأرفدوا المكتبة الأم بآلاف الكتب مختلفة المشارب والأفكار، وخصصوا حصة يومية للقراءة، إضافة إلى توفير جوازات التحدي (دفاتر التلخيص) ليتمكن الطلبة من تدوين قراءاتهم بيسر.

لكن الأهم -والكلام لحُمّيض- هو الآلية والإجراءات التي اتخذتها إدارة المدرسة لتشجيع الطلبة على القراءة عبر دعمهم وتحفيزهم معنويا، حيث شارك جميعهم بقراءة نحو 120 ألف كتاب وتأهل منهم 808 طلاب.

وحتى يتمكن الطالب من المشاركة عليه أن ينهي قراءة خمسين كتابا على الأقل خلال العام الدراسي، ثم تتم الحوارات والمناقشة لتلك الكتب مما يزيد من حصيلة الطالب اللغوية والثقافية وتدعم شخصيته.

وتضيف حُمّيض أن الذي "ساعد المدرسة في الوصول لهذه الجائزة المشروع الذاتي الذي أطلقته عام 2009 لتشجيع القراءة"، قراءة الكتب المختلفة بشكل يومي وتداولها بين الطلبة "للنهوض بجيل قارئ يُحرّر الوطن".

‪ريما العالول قالت إنهم بصدد توسيع مبانيهم وإنشاء مركز لتأهيل المعلمات‬ (الجزيرة نت)
‪ريما العالول قالت إنهم بصدد توسيع مبانيهم وإنشاء مركز لتأهيل المعلمات‬ (الجزيرة نت)

العمل العام
وتقسم قيمة الجائزة لثلاث فئات: حيث تأخذ المعلمة المشرفة مئة ألف دولار، ومثلها لمدير المدرسة، بينما يكون المبلغ المتبقي لصالح المدرسة ككل.

وبما أن المدرسة تنبثق عن جمعية المرأة الحديثة الخيرية بمدينة نابلس، فسيتم توزيع الجائزة بما يخدم عملها، وفق رئيسة الجمعية ريما العالول.

وتضيف في حديث للجزيرة نت أن طموحهم الكبير يتجه نحو بناء صرح علمي كبير مثل جامعة، لكنهم يعكفون الآن على توسيع مدارسهم التي تحوي نحو ثلاثة آلاف طالب، معظمهم من الإناث، وبناء مركز لتأهيل 250 معلمة لديهم، "لكنّ الهم الأول والأخير هو الطلبة والارتقاء بهم لمستويات أفضل".

كما أن للجمعية -وبوصفها خيرية- مشاريع أخرى تصب في دعم المحتاجين والفقراء ودعم الأيتام وإعالة وتدريس بعض الطلاب وترميم البيوت.

‪طالبات المدرسة في لحظة ابتهاج وفرح عقب إعلان الفوز‬ (الجزيرة نت)
‪طالبات المدرسة في لحظة ابتهاج وفرح عقب إعلان الفوز‬ (الجزيرة نت)

إرادة وتحدٍ
مدير التربية والتعليم بمدينة نابلس مصطفى الصيفي أشاد بالجائزة وبالمشاركة الفلسطينية بها وقال إنه ورغم الظروف الصعبة والمعيقات فإن الفلسطينيين يثبتون وجودهم ويبرهنون بأنهم شعب يستحق الحياة والحرية بإرادتهم الصلبة.

وأضاف للجزيرة نت أن المشاركة الفلسطينية وكما هي شروط الجائزة مرت بالمراحل الثلاث الوطنية وانتهاء بالوصول للتصفيات النهائية.

ووفق القائمين على الجائزة التي أُطلق موسها الثاني اليوم خلال فعاليات المهرجان، فإن أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون طالب عبر ثلاثين ألف مدرسة عربية شاركوا بالقراءة.

يشار إلى أن المعلمة الفلسطينية حنان الحروب -التي شاركت أيضا بلجنة التحكيم بجائزة القراءة- حصلت على لقب أفضل معلمة بالعالم عبر مؤسسة فاركي البريطانية العام الجاري.

المصدر : الجزيرة