نابلس تشيع الشهيدة أشرقت قطناني
واستشهدت قطناني برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم عند حاجز حوارة جنوب نابلس بعد إقدامها على محاولة تنفيذ طعن ضد مستوطنين.
وتعد أشرقت الأولى من بين الشهيدات الإناث التي يتم تشريح جثمانها، حيث رفضت العائلة أكثر من مرة استلام جثمان الشهيدة أشرقت مع الجثامين التي تم تسليمها بمدينة نابلس وقراها خلال الأيام والأسابيع الماضية، وظلت تصر على تشريح الجثمان خشية أية انتهاكات إسرائيلية بحقه وخاصة "سرقة الأعضاء"، وفق حديث والدها للجزيرة نت.
واشترطت سلطات الاحتلال على عائلات الشهداء وقبل تسليم جثامينهم شروطا عدة أهمها الدفن ليلا ومن دون تشريح للجثامين، وأن يقتصر التشييع على عدد محدود وقليل من المشيعين وأقارب الشهداء، واحتفظت بالجثامين بطرق سيئة بتجميدها عند درجات حرارة متدنية جدا ودون الصفر المئوي بعشرات المرات.
وانطلق موكب التشييع الذي شارك فيه مئات الفلسطينيين من أمام معهد الطب العدلي بجامعة النجاح الوطنية بنابلس الذي نقلت إليه الشهيدة وتم تشريح جثمانها فيه، ثم نقلت إلى دوار الشهداء وسط مدينة نابلس حيث أقيمت صلاة الجنازة عليها، ثم حُملت على أكتاف المشيعين الذين جابوا شوارع المدينة بها وهم يهتفون لها وللشهداء.
مشاركة فصائلية
وشاركت مختلف الفصائل الوطنية والإسلامية في الموكب الجنائزي، وظهرت جليا أعلام الفصائل الإسلامية لا سيما حركة الجهاد الإسلامي.
ولُفت الشهيدة بالعلم الفلسطيني والكوفية الوطنية ومن ثم جرى نقلها لمخيم عسكر الجديد شرق المدينة، وهو مسقط رأس الشهيدة، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليها ومواراتها الثرى هناك.
وهتف المشيعون تضامنا ونصرة للشهيدة قطناني، وطالبوا بالثأر والانتقام لها، كما رددوا هتافات تدعوا للانتقام لروح الشهداء جميعا ولنصرة المسجد الأقصى في ظل الانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها.
وفي حديث على هامش التشييع، قال الشيخ طه قطناني للجزيرة نت إن نتائج التشريح أظهرت أن وضعية ابنته كما هي وأنه لم يسرق أي شيء من أعضائها.
نتائج التشريح
وذكر الشيخ أن ابنته الشهيدة أصيبت بتسع رصاصات قاتلات في أنحاء مختلفة من جسدها، وأن هذه الرصاصات أطلقت من عدة اتجاهات، وبعض الرصاصات استقرت في القلب، وأخرى في الرئتين وثالثة في ساق وغير ذلك "وكلها كانت بقصد القتل".
من جهتها، قالت سلوى حماد إن جثمان الشهيدة أشرقت هو الأول من الشهيدات الإناث الذي يتم تشريحه إضافة لأربعة شهداء آخرين جرى تشريحهم بالطريقة ذاتها.
وقالت حماد للجزيرة نت إن ستة عشر جثمانا لا تزال محتجزة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي من بين أكثر من سبعين جثمانا كان يحتجزها لديه منذ انطلاق الهبة الشعبية الحالية مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأشارت إلى أن أربعة عشر شهيدا من مدينة القدس تشترط سلطات الاحتلال أن يدفنوا خارج أسوار القدس وآخرين من مدينة البيرة ومخيم قلنديا قرب رام الله.