استنفار بالمجر ضد اللاجئين ونصف مليون منهم بألمانيا

Migrants protest at a makeshift camp for asylum seekers near Roszke, southern Hungary, Wednesday, Sept. 9, 2015. Leaders of the United Nations refugee agency warned Tuesday that Hungary faces a bigger wave of 42,000 asylum seekers in the next 10 days and will need international help to provide shelter on its border, where newcomers already are complaining bitterly about being left to sleep in frigid fields. (AP Photo/Darko Vojinovic)
لاجئون يحتجون على معاملة السلطات المجرية في بلدة روسكي جنوبي المجر (أسوشيتد برس)

يجري الجيش المجري تدريبات عسكرية استعدادا للانتشار على الحدود لإيقاف تدفق اللاجئين، بينما استمرت محنة مئات اللاجئين في أماكن متفرقة من أوروبا، حيث تحاول المجر إيقاف زحفهم إلى النمسا، وتحاول الدانمارك منعهم من السفر إلى السويد.

وأعلن رئيس الأركان المجري أن الجيش يجري تدريبات في جنوب البلاد، بينما أوضح ضابط كبير أن هذه التدريبات تأتي قبل صدور تشريعات جديدة في منتصف سبتمبر/أيلول الجاري للسماح للجيش بالمشاركة في ضبط الحدود.

وقد أعلنت وزارة الدفاع المجرية أمس الأربعاء أن الجيش بدأ استعداداته لتنفيذ هذه التدريبات التي سماها "التحرك الحاسم"، والتي تجري في محيط مدينتين في جنوب البلاد.

وتأتي هذه الخطوة ضمن تحركات مجرية لوقف تدفق اللاجئين، حيث بدأت في يوليو/تموز الماضي بناء سياج على طول حدودها مع صربيا، وأعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الثلاثاء أنه ينوي تسريع أعمال بناء هذا السياج.

مخيمات مرعبة
يأتي هذا بينما انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش بشدة تعامل السلطات المجرية مع أزمة اللاجئين.

وقال مدير الطوارئ في المنظمة بيتر بوكارت إن حال مخيمات الإيواء في المجر مرعبة، وإن السلطات تعامل اللاجئين كالحيوانات.

وينتظر مئات اللاجئين في مخيمات على الحدود الصربية المجرية نقلهم بالحافلات إلى بودابست على أمل مواصلة رحلتهم إلى النمسا.

ويستمر تدفق مئات آخرين على هذه الحدود رغم السياج الشائك، كما يواصل مئات آخرون التدفق إلى النمسا قادمين من المجر سيرا على الأقدام.

الطريق عبر الدانمارك
وقالت الشرطة الدانماركية إنها سمحت لعشرات اللاجئين باستكمال رحلتهم إلى السويد عبر أراضيها، بعد أن حاولت منعهم في وقت سابق وأوقفت رحلات القطارات القادمة من ألمانيا.

وتستأنف اليوم الخميس رحلات القطارات بين ألمانيا والدانمارك، ومن المتوقع أن تحمل المزيد من اللاجئين الراغبين في التوجه إلى السويد.

وكان نحو 240 لاجئا رفضوا مغادرة قطارين أو نقلهم إلى مراكز استقبال دانماركية، مطالبين بمواصلة رحلتهم إلى السويد.

كما حاول أكثر من ثلاثمئة لاجئ معظمهم من سوريا والعراق السير عبر الطريق السريع على الحدود الألمانية الدانماركية متوجهين نحو السويد.

وأغلقت السلطات الدانماركية الطريق لمنعهم من مواصلة  السير، واحتج اللاجئون على ذلك بالجلوس على الطريق مؤكدين للسلطات رفضهم البقاء داخل الأراضي الدانماركية.

‪الشرطة الدانماركية توقف لاجئين حاولوا التوجه إلى السويد سيرا على الأقدام‬ (أسوشيتد برس)
‪الشرطة الدانماركية توقف لاجئين حاولوا التوجه إلى السويد سيرا على الأقدام‬ (أسوشيتد برس)

نصف مليون بألمانيا

وأعلن سيغمار غابريال نائب المستشارة الألمانية أمام البرلمان اليوم الخميس أن 450 ألف لاجئ وصلوا إلى ألمانيا منذ بداية العام، بينهم 37 ألفا في الأيام الثمانية الأولى من سبتمبر/أيلول الجاري.

وقال غابريال إن ألمانيا سجلت حتى يوم أمس 450 ألف لاجئ، بينهم 105 آلاف في أغسطس/آب و37 ألفا في الأيام الثمانية الأولى من سبتمبر/أيلول.

وأوضح أن أكثر من مئة ألف آخرين سيسجلون في سبتمبر/أيلول.

أميركا تستقبل المزيد
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأربعاء أن بلاده "ملتزمة" باستقبال المزيد من اللاجئين السوريين دون أن يذكر عددا محددا.

وقالت الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة استقبلت نحو 1500 لاجئ منذ بداية الحرب في سوريا، ومن المتوقع أن توافق على استقبال ثلاثمئة آخرين في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

لكن مسؤولين أميركيين أكدوا أن بلادهم تعتزم استقبال خمسة آلاف لاجئ فقط من دول مختلفة في العام المقبل، بعد أن استقبلت منهم نحو سبعين ألفا خلال السنوات الثلاث الماضية.

من جهته، طلب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر من دول الاتحاد الأوروبي الموافقة بشكل عاجل على تقاسم 120 ألف لاجئ (بالإضافة إلى أربعين ألفا في البرامج الحالية) بحاجة إلى حماية دولية، جاؤوا إلى أوربا في رحلات محفوفة بالمخاطر ويوجدون حاليا في اليونان وإيطاليا والمجر.

وأعرب يونكر عن أمله في أن تتفق دول الاتحاد خلال اجتماع خاص في بروكسل الاثنين المقبل، على توزيع هؤلاء اللاجئين، لكن اقتراحاته هذه لا تحظى بالإجماع داخل الاتحاد.

ووجه يونكر مناشدة من أجل "عدالة تاريخية"، مذكرا أبناء أوروبا الشرقية بماضيهم حينما واجهوا اختلافا في الترحيب حينما كانوا لاجئين.

المصدر : الجزيرة + وكالات