غزة والرضيع دوابشة.. تضامن من ذاق

جانب من الاستعداد للانطلاق في مسابقة للجري تضامنا مع الرضيع دوابشة من باحة مقر المجلس التشريعي بمدينة غزة
مسابقة للجري تضامنا مع الرضيع دوابشة من باحة مقر المجلس التشريعي بمدينة غزة (الجزيرة نت)

أحمد فياض-غزة

ما زالت ردود الفعل المنددة بجريمة قتل الرضيع علي دوابشة حرقا وإصابة شقيقه ووالديه بجراح خطيرة في قرية دوما بمحافظة نابلس على أيدي مستوطنين، تلقي بظلالها على الشارع الفلسطيني في قطاع غزة.

وشهدت غزة في الأيام السابقة عددا من الفعاليات المؤازرة والمتضامنة مع الرضيع دوابشة، من بينها افتتاح بيوت للعزاء وانطلاق جنازات رمزية وعقد لقاءات سياسية وجماهيرية على مستوى الفصائل الفلسطينية، وذلك تعبيرا عن السخط والغضب العارمين إزاء إقدام مستوطنين على حرق أفراد أسرة دوابشة وهم نيام.

وتعبر سرعة التفاعل الفني والرياضي مع جريمة حرق دوابشة عن تلاحم سكان غزة مع أهلهم في الضفة الغربية، وحس إنساني تضامني نابع من أناس ذاقوا ويلات الجرائم الإسرائيلية وجرائم حرق وإبادة أكثر فظاعة خلال ثلاث حملات عدوانية شرسة في السنوات الأربع الأخيرة.

وفي مدينة غزة لم تحل درجات الحرارة المرتفعة دون تلبية مئات الشباب والأطفال لدعوة الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى واللجنة الأولمبية الفلسطينية للمشاركة في ماراثون رياضي نصرة للرضيع دوابشة وأسرته.

ويؤكد الشاب سعيد حسن أن مشاركته في مسابقة الجري جاءت تعبيرا عن التضامن والتآزر مع أسرة الرضيع التي تقبع في المشفى بين الحياة والموت، وتنديدا بحملات ترويع المستوطنين للفلسطينيين الآمنين في بيوتهم وفوق أراضيهم.

‪أطفال شاركوا في وقفة نادي الجزيرة بغزة للتضامن مع الرضيع دوابشة‬  (الجزيرة نت)
‪أطفال شاركوا في وقفة نادي الجزيرة بغزة للتضامن مع الرضيع دوابشة‬ (الجزيرة نت)

حافز
وتمنى حسن في حديثه للجزيرة نت أن تشكل مشاركته في المسابقة حافزا للفلسطينيين بالضفة الغربية من أجل الانتفاض في وجه المستوطنين والتصدي لهم بكل ما أوتوا من قوة، والعمل على تشكيل لجان شعبية لحراسة القرى الفلسطينية هناك والذود بحزم عن أهلها.

أما رئيس الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى نادر حلاوة فيرى أن حرص مئات الرياضيين من كافة أطياف الشعب الفلسطيني على المشاركة في اليوم الرياضي التضامني مع أسرة دوابشة، خير دليل على قوة تلاحم أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم، ويأتي تعبيرا عن سخطهم ورفضهم لجرائم وهمجية المستوطنين بحق سكان الضفة.

ويهدف الماراثون التضامني -بحسب حديث رئيس الاتحاد للجزيرة نت- إلى "لفت أنظار العالمين العربي والغربي إلى جرائم الاحتلال ومستوطنيه وتجرّئهم على حرق الرضيع أسوة بجريمة حرق الطفل محمد خضير في القدس، ومن ثم حرق أطفال غزة في أشرس حملة عدوانية قبل أكثر من عام".

‪المتسابقون تضامنا مع الرضيع دوابشة أثناء جريهم في شارع عمر المختار بغزة‬  (الجزيرة نت)
‪المتسابقون تضامنا مع الرضيع دوابشة أثناء جريهم في شارع عمر المختار بغزة‬ (الجزيرة نت)

دعوة للوحدة
وبالتوازي مع تضامن الحركة الرياضية والسياسية، عجت الساحة الفنية هي الأخرى بالعديد من النشاطات الفنية المعبرة عن نبض الشارع الغزي إزاء الجريمة، حيث جاءت أغانيهم وأشعارهم تعبيرا عن مدى الحرقة والألم والحزن على حرق الرضيع وأهله.

ويقول الفنان نادر حمودة في أغنيته التسجيلية "حرقوا الرضيع" التي كتب كلماتها الشاعر جمال الدريملي "احكي وقول يا زمان عن فعلة الشيطان، حرق الرضيع يا عين محتل مالو أمان، رضع حليب أمه دمها جرى بدمه، بصدرها تضمه بكل شوق وحنان، يا مين يخبرها، رضعاته آخرها، حرقوا يمرمرها، تتجرع الأحزان".

وتأتي الأغنية التي ذاع صيتها إلى جانب العديد من الأعمال الغنائية والشعرية التي أصدرها فنانون من غزة بأصواتهم رثاء للرضيع ودعوة لرص الصفوف والتوحد ضد هجمات المستوطنين وجيش الاحتلال.

ويؤكد رئيس منتدى الفنانين والكاتب المختص في الشؤون الفنية سعد كريم إن عددا من الفنانين والملحنين والشعراء الغزيين تفاعلوا على وجه السرعة مع أسرة دوابشة وجسدوا أعمالا غنائية مؤثرة جدا.

وتحمل الأعمال الغنائية الجديدة -وفق حديث كريم للجزيرة نت- في طياتها رسائل إنسانية تشير إلى أن الرضيع دوابشة لم يكن الطفل الأخير الذي يقتل حرقا من قبل الاحتلال دون أن يحرك أحد في هذا العالم سكانا.

المصدر : الجزيرة