منازل خشبية بغزة للمتضررين من العدوان الإسرائيلي

أحمد عبد العال-غزة

لم تتمالك أم علي نفسها وهي تشاهد بناء منزل خشبي لعائلتها من ثلاث طبقات بمواصفات جيدة، ليكون بديلا عن منزلها الذي دمرته قوات الاحتلال خلال عدوان 2014 على قطاع غزة.

وببناء البيت الخشبي تتجاوز أم علي معاناة تشردها وأفراد عائلتها إلى مراكز الإيواء ثم شقق الإيجار، وأخيرا إلى الخيمة التي اضطرت لإقامتها في منطقة "أبو العجين" شرقي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وعبرت أم علي عن سعادتها لتعويضها بهذا البيت، متمنية نهاية لمعاناة المشردين عن منازلهم بسبب العدوان، وقالت "إن هذا البيت سيضم ثلاث أسر من عائلتها، وسيكون مأوى جيدا لها يسترها في الشتاء والصيف".

واستشهد لأم علي اثنان من أطفالها خلال العدوان الأخير، إضافة إلى ثالث كان قد استشهد عام 2003.

المصري: البيوت الخشبية تفي بالغرض في ظل المعوقات القائمة (الجزيرة)
المصري: البيوت الخشبية تفي بالغرض في ظل المعوقات القائمة (الجزيرة)

البيوت الأوروبية
وتمكن "مشروع إرادة" في الجامعة الإسلامية -وهي مؤسسة لتدريب ذوي الإعاقة والمتضررين من العدوان الإسرائيلي على المهن الحرفية- من إنشاء منزل خشبي بمواصفات "البيوت الأوروبية" لعائلة متضررة من العدوان.

ويقول مدير برنامج "إرادة" في الجامعة الإسلامية بغزة عماد المصري إنهم يدربون جرحى العدوان والمعاقين لتأهيلهم ودمجهم في المجتمع، حتى يساهموا في التنمية الاقتصادية من خلال منتجاتهم التي تباع في السوق المحلية.

ويضيف المصري في حديثه للجزيرة نت أن نجاح تجربة إنشاء أول منزل خشبي بمواصفات جيدة دفع إحدى المؤسسات الداعمة لطلب تصاميم هندسية لمنازل متعددة الطبقات بعد استيفاء الشروط الهندسية وفحص التربة.

ويؤكد أن استخدام الخشب لإنشاء بيوت للمتضررين بديلا عن البيوت الإسمنتية أمر جيد ويفي بالغرض في ظل المعوقات التي توضع أمام المتضررين من حيث الإعمار وإعاقة مواد البناء.

وتتراوح تكلفة إنشاء المتر المربع الواحد من البيوت الخشبية بين 200 و250 دولارا أميركيا، بينما تصل تكلفة المتر المربع من المنزل الإسمنتي نحو خمسمئة دولار، بحسب المصري.

ومن المعوقات التي برزت في الآونة الأخيرة أمام صناعة البيوت الخشبية خفض الاحتلال إدخال كميات الأخشاب التي تستخدم في إنشاء هذه البيوت إلى القطاع، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها، معربا عن أمله في رفع الحظر عن إدخال الأخشاب.

البحيصي: عملنا لتكون لدينا بيوت على غرار المنازل الأوروبية (الجزيرة)
البحيصي: عملنا لتكون لدينا بيوت على غرار المنازل الأوروبية (الجزيرة)

ارتياح الأسر
ويقول مدير مكتب الهيئة الشعبية العالمية لدعم قطاع غزة الممولة لمشروع المنزل الخشبي مصطفى البحيصي إن مؤسسته قررت دعم المتضررين من العدوان الإسرائيلي وبعض الفقراء بهذه البيوت الخشبية.

وقال في حديث للجزيرة نت "وجدنا ارتياحا شديدا لدى الأسر التي سكنت المنزل الخشبي، ويسعى بعض المتضررين لامتلاك منزل مماثل".

وأضاف "عندما شرعنا بمساعدة المتضررين لم نجد مواد بناء وإن وجدت فإن أسعارها مرتفعة، فاضطررنا للتفكير بالبيوت الخشبية، وبعد دراسة المشروع قمنا بفحص التربة وإعداد المخططات الهندسية ومدى متانة هذه البيوت، ثم بدأنا عملنا ليكون لدينا بيت بمواصفات فلسطينية سليمة على غرار المنازل في الدول الأوروبية".

وأفضل ما يميز البيوت الخشبية -وفق البحيصي- أنها دافئة شتاء وباردة صيفا، وتتميز بانخفاض ثمن تكلفتها مقارنة بالمنازل الإسمنتية.

البهتيني: سعيد لمساهمتي بتقديم شيء للمجتمع عبر مشروع إرادة (الجزيرة)
البهتيني: سعيد لمساهمتي بتقديم شيء للمجتمع عبر مشروع إرادة (الجزيرة)

مساهمة العاملين
محمد البهتيني -وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعمل في صباغة الأثاث المنزلي ضمن مشروع "إرادة"- عبر عن سعادته لمساهمته في تقديم شيء للمجتمع عبر المؤسسة.

وقال للجزيرة نت "بعدما تعلمت داخل هذه المؤسسة أصبحت أعمل كغيري من أصحاب المهنة، وأمارس حياتي بشكل طبيعي".

ودمرت إسرائيل خلال عدوانها عام 2014 -والذي استمر 51 يوما- 28 ألفا و366 وحدة سكنية، بحسب وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة