أسرى محررون يطلبون الاعتراف بشهاداتهم

المحرران محمد جردات (يمين) وعصمت منصور في مؤتمر صحفي قبيل بدء اعتصام مفتوح
المحرران محمد جرادات (يمين) وعصمت منصور في مؤتمر صحفي قبيل بدء اعتصام مفتوح (الجزيرة نت)

ميرفت صادق-رام الله

بدأ الأسير الفلسطيني المحرر عصمت منصور -الذي قضى عشرين عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي- اعتصاما مفتوحا الأحد لمطالبة وزارة التعليم العالي الفلسطينية بالاعتراف بشهادته الجامعية التي حصل عليها بالمراسلة خلال اعتقاله، وأعلن الأسرى مساندتهم له.

واصطف مع منصور عدد من الأسرى المحررين وبينهم من قضى أكثر من عشر سنوات في سجون الاحتلال ولم يتمكنوا من إكمال دراساتهم العليا بسبب رفض الجهات المسؤولة المصادقة على شهادات الثانوية العامة أو دراساتهم بالمراسلة مع جامعات مفتوحة.

ويطالب الأسرى المعتصمون أمام وزارة التعليم العالي في رام الله بتشكيل لجنة أكاديمية "ذات رؤية وطنية" بقرار وزاري من أجل دراسة حالاتهم وشهاداتهم وإنجازاتهم الفكرية والأدبية، وإنصافهم والسماح لهم بإكمال تعليمهم.

وقال منصور (39 عاما) للجزيرة نت إنه توجه للاعتصام بعد طرقه أبوابا عديدة في وزارة التربية والتعليم، من بينها مكتب الوزيرة خولة الشخشير، ولكن دون مجيب.

وترفض وزارة التعليم العالي المصادقة على شهادة البكالوريوس في الصحافة التي حصل عليها منصور بمراسلة جامعة "العالم الأميركية" خلال اعتقاله في سجون الاحتلال، وتقول إنها "جامعة وهمية".

وأتاحت سلطات الاحتلال مطلع التسعينيات التعليم الجامعي لأعداد محدودة من الأسرى الفلسطينيين، وذلك ضمن الجامعة العبرية المفتوحة فقط، وتمكن منصور من الدراسة في برنامجها لعام ونصف قبل أن تعاقبه إدارة السجون وتحرمه من إكمال تعليمه.

وأنجز منصور خلال سنوات سجنه كتابة ثلاث مطبوعات، روايتان هما "سجن السجن" و"السلك"، ونص نثري بعنوان "فضاء مغلق"، وله رواية قيد الطبع، وهو ينشط -منذ تحرره في صفقة قدامى الأسرى صيف 2013- في تنظيم صفوف لتعليم اللغة العبرية التي أتقنها خلال الأسر.

يقول منصور إن وزارة التعليم العالي لا تمنعه ومئات الأسرى من أخذ حقهم في التطور فقط، بل تحاول فصل التعليم عن القيم وعن ذاكرة ونضال الشعب الفلسطيني، دون مراعاة لخصوصية وقوع الآلاف من الشباب في الأسر وانقطاعهم عن التعليم.

وقال إن الوزارة تنطلق من افتراض خاطئ بأن الأسرى بمستوياتهم الأكاديمية يشكلون خطرا على مستوى التعليم الجامعي.

ويضيف أن الجهة المسؤولة تتجاهل النضال الطويل الذي خاضه الأسرى عبر الإضراب عن الطعام لشهور من أجل السماح لهم بإدخال الكتب إلى السجون، ومن ثم التقدم للثانوية العامة والالتحاق بالجامعات.

أسير محرر يتهم  وزارة التعليم العالي بأنها تحاول فصل التعليم عن القيم وعن ذاكرة ونضال الشعب الفلسطيني، دون مراعاة لخصوصية وقوع الآلاف من الشباب في الأسر وانقطاعهم عن التعليم

شهادة الثانوية
أما المحرر محمد جرادات من منطقة جنين شمال الضفة، فقد اعتقل أثناء تأديته امتحان الثانوية العامة نهاية التسعينيات، وكان من المتفوقين، واضطر لإعادة التقدم لها في الأسر، وبسبب قانون في التربية والتعليم يضع سقفا لتقديرات الأسرى، حرم من إكمال تعليمه العالي.

يقول جرادات للجزيرة نت إنه بعد تحرره تمكن من الالتحاق بجامعة النجاح في نابلس وحصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، لكن عند طلبه الالتحاق ببرنامج الدكتوراه في جامعة بيرزيت رفض بسبب "تدني معدله في الثانوية العامة". وقالت وزيرة التربية لجرادات الذي قضى 15 عاما في الأسر، إنه ليس بإمكانها فعل شيء.

من ناحية أخرى، تحدث المحرر عبد الحميد البدوي (21 عاما) من الخليل عن عدم الاعتراف بشهادته الثانوية التي قدمها ضمن برنامج للأسرى وفرته وزارة التربية والتعليم في غزة قبل تشكيل حكومة الوفاق الحالية.

وحصل البدوي -الذي اعتقل عام 2012 وحكم عامين ونصفا- على معدل 78%، لكن وزارة التربية والتعليم في رام الله رفضت الاعتراف بشهادته بعد الإفراج عنه، مما اضطره للعودة إلى مقاعد الدراسة لتقديم الثانوية مرة أخرى.

مساندة من السجون
وبالتزامن مع بدء اعتصام المحررين، أعلن الأسرى في سجون الاحتلال مساندتهم للاعتصام، مطالبين بنظام تعليمي مفتوح يتيح لأصحاب الأحكام العالية منهم الالتحاق بالتعليم الجامعي المعترف به.

ودعا البيان الذي أصدرته الحركة الأسيرة في سجن عوفر غرب رام الله إلى إقرار معايير واضحة
تضمن المصادقة على شهاداتهم الأكاديمية والدراسات والأبحاث التي تنجز داخل الأسر، بما لا يتعارض مع الارتقاء بالمستوى الأكاديمي والمسيرة التعليمية الفلسطينية عامة.

المصدر : الجزيرة