بغداد تعلن السيطرة على مواقع بالأنبار

أعلنت وزارة الدفاع العراقية مساء أمس الثلاثاء أن القوات العراقية مدعومة بمليشيات "الحشد الشعبي" انتزعت من تنظيم الدولة الإسلامية مناطق في محافظة الأنبار (غرب)، في حين أكد قيادي في الحشد أن مليشياته هي من ستقود الحملة التي أطلق عليها تسمية اعتبرها العديد من الأوساط ومنها واشنطن "طائفية". 

وأوضح بيان عسكري لوزارة الدفاع أن قيادة عمليات الأنبار وبمساندة من أبناء العشائر و"الحشد الشعبي" وبالتنسيق مع محافظة بابل تمكنت من السيطرة على مناطق المجرة والعنكور الأولى والثانية والبو مرعي والطريق الإستراتيجي ما بين قرية المجرة والجسر المحاذي للكيلو 35.

وقال ضابط في الجيش إن القوات دخلت أيضا منطقة الطاش جنوب الرمادي، مضيفا أنها سيطرت على 35 كلم من المنطقة الواقعة على الطريق السريع غرب الرمادي، مما يعني أن مدينة الرمادي أصبحت تحت حصار محكم باستثناء الجانب الشمالي المتصل بمحافظة صلاح الدين.

وقال المتحدث باسم مليشيات الحشد الشعبي أحمد الأسدي في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الرسمي
إن قوات الحشد ستقوم بقيادة العمليات التي أطلق عليها شعار "لبيك يا حسين" بالتنسيق مع القوات المسلحة هناك.

حماية كربلاء
ومن ناحيته، قال عمار العنزي المتحدث باسم سرايا السلام، إحدى فصائل الحشد الشعبي، إن الفصائل سيطرت على مناطق متفرقة من صحراء شرق الأنبار المحاذية لمحافظة كربلاء، مما سيساعد في الحماية من تمدد تنظيم الدولة بالمنطقة ومساندة الجيش.

ولفت إلى أن الفصائل عثرت على عدد من السيارات والأسلحة والآليات العسكرية التي تركها الجنود والشرطة أثناء فرارهم من تنظيم الدولة قبل سيطرة الأخير على المنطقة، وأنهم سلموها إلى الجيش.

وقال جاسم الفتلاوي النائب الأول لمحافظ كربلاء إن "هناك 5 خطوط دفاعية منتشرة في صحراء كربلاء الغربية مجهزة بالأسلحة والمعدات بشكل كامل"، وذلك بهدف "حماية" كربلاء من التنظيم.

ولم يصدر عن تنظيم الدولة أو المواقع القريبة منه تصريحات عن التطورات العسكرية في الأنبار.

وفي سياق متصل، قال القيادي في الحشد الشعبي معين الكاظمي إن عملية "تحرير الأنبار" يشارك فيها نحو 40 ألفا من عناصر الحشد من جميع الفصائل، مؤكدا أن "العملية العسكرية خُطط لها أن تحقق أهدافها قبل حلول شهر رمضان لضمان إعادة العوائل النازحة إلى منازلها".

قتلى وجرحى
وأفادت مصادر للجزيرة أمس بأن 25 قتيلا ونحو 40 جريحا سقطوا في صفوف قوات الأمن والصحوات والحشد الشعبي جراء قصف لتنظيم الدولة شرقي العنكور، في حين سقط سبعة قتلى من مسلحي التنظيم في غارة استهدفت موقعا قرب قاعدة الحبانية الجوية شرق الرمادي.

كما قالت مصادر طبية أمس إن ستة مدنيين -منهم امرأتان- وأربعة من مسلحي تنظيم الدولة قُتلوا، وأصيب سبعة آخرون، في غارة شنتها طائرات لم تعرف هويتها على معبر البو شجل شمالي الفلوجة.

وكانت قيادة العمليات المشتركة بالعراق أعلنت أمس بدء عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على محافظة الأنبار من أيدي تنظيم الدولة بعد سيطرته عليها قبل أسبوع، وأنها حشدت لهذا الغرض أعدادا كبيرة من الشرطة ومسلحي الحشد الشعبي.

وأعلن المتحدث باسم مليشيات الحشد أحمد الأسدي انطلاق العمليات تحت اسم "لبيك يا حسين" لتحرير مناطق شمال وجنوب غرب تكريت، بالإضافة إلى مناطق شمال شرق الرمادي, وقال إن "الجزيرة التي تربط بين محافظتي صلاح الدين والأنبار سيتم تحريرها في هذه العملية التي تهدف إلى تطويق الأنبار لتحريرها بالكامل"، مشددا على أن "انتصاراتنا ستكون سريعة لأن استعداداتنا قوية".

ولفت الأسدي -وهو نائب عن حزب الدعوة- إلى عدم وجود تنسيق مباشر مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.

وانتقد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) العقيد ستيفن وارن إطلاق تسمية "لبيك يا حسين"، وقال أمس "أعتقد أن هذا لا يساعد.. لقد قلت دائما إن مفتاح النصر، مفتاح طرد (تنظيم) الدولة الإسلامية من العراق، هو عراق موحد، يرمي انقساماته المجتمعية ويتوحد ضد التهديد المشترك".

المصدر : الجزيرة + وكالات