نيران الاحتلال تحرق آلاف الدونمات بالأغوار الفلسطينية

الجيش الإسرائيلي في الأغوار
انتشار آليات عسكرية خلال عمليات تدريب لجيش الاحتلال بمنطقة الأغوار الشمالية (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس

أتت النيران على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين الرعوية والزراعية بعد اشتعالها منذ العاشرة صباحا وحتى مساء اليوم الثلاثاء في مناطق الأغوار الشمالية الفلسطينية، وقال مواطنون وشهود عيان إن الحريق اندلع بفعل مناورات عسكرية إسرائيلية في المنطقة.

وذكر الشهود أن النيران أحاطت بأحد معسكرات التدريب التابعة للجيش الإسرائيلي (معسكر سمرا) قبل أن تقوم قوات الجيش باستدعاء طواقم الإطفاء ومحاصرة النيران وإبعادها عن المعسكر.

وقال يونس أبو محمد (من سكان منطقة المالح) إن النيران اشتعلت بأراضي المواطنين بمناطق المرج وأم القبا والشاقوف والموبرة وغيرها من المناطق، وأتت على محاصيل المواطنين الزراعية ومناطق رعي أغنامهم.

وأكد أبو محمد، في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت، أنهم رأوا أربع مروحيات استدعاها جيش الاحتلال لإخماد النيران بمحيط المعسكر التابع للجيش، كما شوهدت سيارات إطفاء تقوم بإخماد النيران بالمناطق التي يسيطر عليها الجيش.

وأطلق سكان المناطق المتضررة نداء استغاثة للدفاع المدني الفلسطيني بمحافظة طوباس التي تتبع لها الأغوار الشمالية، لحماية ما تبقى من محاصيلهم وإطفاء النيران قبل امتدادها، خاصة وأن موجة الحر التي تشهدها فلسطين تساعد على ذلك.

ونفى أبو محمد أن يكون جيش الاحتلال قد أطفأ النيران، وقال إنه منع امتدادها لمناطقه فقط، موضحا أنها ما زالت مشتعلة حتى مساء اليوم، ولكن بحدة أقل.

وكانت مصادر إعلامية تحدثت عن قيام جيش الاحتلال باستدعاء طواقم دفاع مدني إسرائيلي لإطفاء النيران قبل أن تمتد وتدخل إلى المعسكر خشية احتراقه ووقوع انفجارات داخله.

‪)‬ مزارعون فلسطينيون يجمعون محاصيل في نابلس (
‪)‬ مزارعون فلسطينيون يجمعون محاصيل في نابلس (

محاصيل ومزروعات
وقدر مسؤول ملف الأغوار بمحافظة طوباس معتز بشارات عدد الدونمات التي أصابها الحريق بأكثر من ثلاثة آلاف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) وقال إن النيران طالت أراضي تزرع بالقمح والشعير وأعلاف المواشي، وإن الدونم ينتج ما لا يقل عن 250 كيلوغراما من تلك المحاصيل، إضافة لاستخدام الأراضي لرعي الأغنام من بقايا القش لأشهر طويلة.

وذكر بشارات للجزيرة نت أن جيش الاحتلال لم يقم بإطفاء النار في محيط معسكره ومستوطناته فحسب، بل منع سيارات الإطفاء الفلسطينية بداية من الدخول، وأعلنها منطقة عسكرية مغلقة، واتهم الفلسطينيين بإشعال النيران، رافضا الإقرار بأنها نتيجة التدريبات العسكرية.

وكانت النيران قد أتت على ألفي دونم من الأراضي الرعوية بمنطقة المالح في الأغوار الشمالية قبل أسبوعين، حيث كانت سلطات الاحتلال قد شرعت بالتدريبات العسكرية هناك منذ نحو ثلاثة أسابيع.

وساعد على انتشار النيران ارتفاع درجات الحرارة في هذا الوقت من السنة ووصول المحاصيل لمرحلة الحصاد.

المصدر : الجزيرة