غارات للنظام على جسر الشغور بعد سيطرة المعارضة عليها

قتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وأصيب آخرون اليوم السبت في قصف نفذته طائرات النظام على مدينة جسر الشغور بريف إدلب شمال غرب سوريا بعيد سيطرة المعارضة عليها, في حين أعدم الأمن العسكري السوري 23 سجينا قبيل انسحابه من المدينة.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن من بين القتلى الذين سقطوا في غارات للطيران الحربي السوري ثلاث نساء, في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين القتلى والجرحى مقاتلين من المعارضة.

من جهته نقل مراسل الجزيرة نت عن مصادر محلية أن عدد القتلى ربما يكون في حدود 30 قتيلا.

وبث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر نزوح المدنيين من مدينة جسر الشغور خوفا من القصف. وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات النظام أعدمت 23 معتقلا في فرع الأمن العسكري بجسر الشغور قبيل انسحابها من المدينة.

ونشر ناشطون صورا للسجناء الذين قتلوا رميا بالرصاص في معتقل يديره الأمن العسكري قرب المشفى الوطني في المدينة. وكانت القوات النظامية أعدمت أيضا سجناء قبيل انسحابها من مدينة إدلب نهاية الشهر الماضي.

سيطرة ميدانية
ودخلت فصائل سورية بينها جبهة النصرة صباحا وسط مدينة جسر الشغور الإستراتيجية التي تقع بين مدينتي حلب واللاذقية بعدما سيطرت في الأيام الأربعة الماضية على معظم الحواجز والمواقع العسكرية المحيطة بالمدينة.

وتمكنت المعارضة خلال ساعات من السيطرة على أغلب مناطق المدينة إثر اشتباكات قتل فيها ستون عسكريا نظاميا بينهم ضباط، حسب حصيلة قدمها المرصد السوري. كما سقط قتلى لم يُحدد عددهم في صفوف المعارضة.

من جهتها, نقلت وكالة وسائل الإعلام الرسمية السورية عن مصدر عسكري أن وحدات من القوات السورية تعيد انتشارها في محيط جسر الشغور تجنبا لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين.

وقال المصدر إن المسلحين "تدفقوا من تركيا" للمشاركة في معركة جسر الشغور, وهو نفس ما قاله مصدر رسمي أثناء استيلاء المعارضة على مدينة إدلب نهاية الشهر الماضي.

وذكر مراسل الجزيرة أدهم أبو الحسام أن الاشتباكات مقتصرة على محيط المشفى الوطني الذي يتحصن فيه جنود النظام جنوبي المدينة، مشيرا إلى مفاوضات تجري حاليا لانسحاب الجنود من المنطقة لتصبح المدينة بالكامل تحت سيطرة المعارضة.

وشاركت في المعركة -التي أعلنتها المعارضة قبل أيام تحت مسمى "معركة النصر"- فصائل أحرار الشام وجيش الإسلام وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين وألوية الفرقان.

وكانت مدينة جسر الشغور انضمت في وقت مبكر إلى المدن والقرى التي انتفضت ضد النظام. وتكتسب المدينة أهميتها بسبب موقعها الواصل بين ثلاث محافظات رئيسية في سوريا هي: إدلب وحلب واللاذقية.

وتشكل المدينة نقطة إمداد أساسية لقوات النظام المتبقية بريف إدلب، خاصة في معسكرات القرميد والمسطومة التي تحاصرها المعارضة. ولا تزال القوات النظامية تسيطر على مدينة اريحا بريف إدلب, وقد يمهد هذا التطور لسيطرة المعارضة على محافظة إدلب برمتها, وتهديد محافظة اللاذقية, وهي معقل رئيسي للنظام.

معارك متزامنة
وبالتزامن مع الهجوم الذي انتهى إلى السيطرة على مدينة جسر الشغور, تخوص فصائل سورية معارضة معركة أخرى في سهل الغاب بريف حماة (وسط). فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات المعارضة السورية سيطرت على قرية القاهرة وحاجزين لقوات النظام في سهل الغاب بريف حماة.

وقد بَثت المعارضة المسلحة تسجيلا مصورا يُظهر ما قالت إنه تدميرها لمستودع ذخيرة تابع لقوات النظام في قرية القاهرة. كما استهدفت المعارضة رتلا عسكريا لقوات النظام في منطقة سهل الغاب إثر انسحابه من مدينة جسر الشغور بريف إدلب.

وخسر النظام في الأسابيع الماضية العديد من مواقعه، أبرزها مدينة إدلب، ومعبر نصيب الحدودي في الجنوب.

المصدر : الجزيرة + وكالات