أوساط فلسطينية تنتقد زيارة الصباح للقدس والسلطة ترحب
عوض الرجوب-الخليل
وكان الصباح قد وصل إلى مدينة رام الله مركز قيادة السلطة الفلسطينية بواسطة طائرة مروحية، وكان في استقباله الأمين العام للرئاسة الطيب عبد الرحيم ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، ثم توجه إلى المسجد الأقصى، وعاد للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتحظى الزيارة بأهمية خاصة لدى الجانب الفلسطيني كونها الأولى من نوعها لمسؤول كويتي منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1967، ولكونها تأتي بعد تحسن العلاقات الفلسطينية الكويتية بعد ما شابها من توتر منذ اجتياح العراق الكويت عام 1990.
أهمية الزيارة
وقال وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية تيسير جرادات إن الزيارة تؤكد تعزيز العلاقات بعد فتور طويل، مشيرا إلى عودة العلاقات الفلسطينية الكويتية إلى طبيعتها منذ سنوات وافتتاح سفارة فلسطينية في الكويت.
وأوضح أن الخارجية الفلسطينية ترحب بمثل هذه الزيارة وتشجع عليها أسوة بتشجيعها زيارات الوفود الثقافية والسياسية والنقابية والرياضية وغيرها.
وقال في حديث للجزيرة نت إن الزيارة شاملة وتناولت جميع القضايا المطروحة للبحث، مؤكدا تشكيل لجنة مشتركة يرأسها وزيرا خارجية البلدين للتشاور والتعاون السياسي.
أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقد انتقدت الزيارة واعتبرتها شكلا من أشكال التطبيع مع الاحتلال، متمنية لو أن غزة كانت ضمن برنامج الزيارة. وقالت عضو المجلس التشريعي عن الحركة سميرة الحلايقة إن الزيارة تطبيق "لفتاوى التنسيق والتطبيع مع الاحتلال الصهيوني".
انقسام وتطبيع
وأضافت "كنا نأمل أن يزور المسؤول الكويتي قطاع غزة على هامش زيارته الضفة الغربية, فمن شأن هذه الزيارة كما تمت تعميق الانقسام ودق أسافين الفرقة في المجتمع الفلسطيني من جهة، وفتح الأبواب أمام حركة التطبيع من جهة ثانية".
وتابعت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني قائلة "إن زيارة الأقصى والقدس تحت الاحتلال شكل من أشكال التطبيع المرفوض، وآمل أن يدخلوها محررين لا مطبعين".
من جهته اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس عيسى أبو زهيرة أن الزيارة تكتسب أهميتها من كونها تأتي لمناصرة القيادة الفلسطينية وبرامجها السياسية، فضلا عن تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية.
وضع القدس
ولكنه انتقد زيارة المسؤول الكويتي إلى القدس في ظل الاحتلال, وأضاف في حديث للجزيرة نت أن "أي زيارة للأقصى في ظل انتهاكات الاحتلال واقتحامات المستوطنين تضر بالرسالة السياسية للزيارة وللوضع السياسي للقدس".
واعتبر أبو زهيرة أن الزيارة وتحركات الضيف جاءت ضمن تنسيق إقليمي بين ما تسمى دول الاعتدال العربي، خاصة وأن الأقصى يخضع لإدارة أردنية، وزيارته وأيضا وصوله للأراضي الفلسطينية يتطلبان التنسيق المسبق.
وأشار أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني إلى أن مثل هذه الزيارة توصل رسالة للاحتلال بأن الوضع الحالي طبيعي ومقبول, وأنه ليست هناك إشكالية في القدس عند العرب "وبالتالي بقاء الوضع في المدينة كما هو عليه".
وأوضح أن أي زائر للأقصى أو القدس عليه أن يستخدم المعابر والحواجز المحيطة بالمدينة والتي تنكل بسكانها، "وكان يمكن الاكتفاء بزيارة رام الله ولقاء الشخصيات المقدسية هناك، أما المجازفة بزيارة المدينة تحت الاحتلال فهي مضرة بالقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى والقدس".