جنود إسرائيليون يرفضون التجسس على الفلسطينيين

li soldiers celebrate on their Merkava tank (with a national flag on its top) as they drive along the border between Israel and the Gaza Strip after they pulled out of the Gaza Strip on August 3, 2014
جيش الاحتلال اعتبر الرسالة حيلة دعائية تقودها أقلية صغيرة بين أفراد وحدة الاستخبارات (الفرنسية-أرشيف)

أعلن 43 جنديا احتياطيا من وحدة الاستخبارات العسكرية الخاصة في إسرائيل رفضهم التجسس مستقبلا على الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال، في خطوة اعتبرها جيش الاحتلال حيلة دعائية تقودها أقلية صغيرة بين أفراد الوحدة.

ووقع على رسالة الاحتجاج 43 جنديا من الوحدة 8200 وأرسلوها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار قادة الجيش، كما نشرت أوسع الصحف الإسرائيلية مقتطفات منها اليوم الجمعة.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن الرسالة "نحن نرفض المشاركة في أعمال ضد الفلسطينيين ونرفض الاستمرار في استخدامنا كأداة لتعميق الحكم العسكري في الأراضي المحتلة".

وأضافت الرسالة أن مثل هذه الأعمال "تسمح بمواصلة مراقبة الملايين والرصد الشامل المقتحم واختراق معظم جوانب الحياة. كل هذا لا يتيح العيش عيشة عادية ويؤجج المزيد من العنف ويبعد أي نهاية للصراع".

وكانت الرسالة تشير إلى العمليات الاستخباراتية العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها عمليات الاغتيال المستهدفة وعمليات مراقبة المدنيين التي تعتدي على حقوقهم.

عدد الموقعين على الرسالة اشتكوا مما وصفوه بجمع معلومات تنتهك خصوصية الفلسطينيين مثل ميولهم الجنسية أو مشاكلهم الصحية التي يمكن استغلالها لتجنيدهم كعملاء

دعوة ومسؤولية
وجاء في الرسالة "ندعو جميع الجنود الذين يخدمون في هذه الوحدة أو الذين سيخدمون فيها، وندعو جميع المواطنين الإسرائيليين إلى إسماع أصواتهم والتحدث ضد هذه الانتهاكات والعمل على وقفها"، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.

ولم تنشر الصحيفة أسماء أي من الموقعين على الرسالة في مراعاة على ما يبدو لالتزام عدم الإفصاح عن الانتماء للوحدة 8200 التي تراقب الدول العربية -التي تعتبرها إسرائيل معادية- وإيران بالإضافة إلى الفلسطينيين.

كما أجرت الصحيفة ذاتها وإذاعة الجيش الإسرائيلي مقابلات مع عدد من الموقعين على الرسالة دون الكشف عن أسمائهم، حيث اشتكوا مما وصفوه جمع معلومات تنتهك خصوصية الفلسطينيين مثل ميولهم الجنسية أو مشاكلهم الصحية التي "يمكن استغلالها لتجنيدهم كعملاء".

كما أوضحت أن الرسالة ليست ذات صلة بالعدوان الأخير على غزة الذي أدى إلى استشهاد نحو 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين ولكن بعض المحتجين أسفوا لإسهامهم في ضربات جوية سابقة استهدفت كوادر في فصائل المقاومة وأصيب فيها أناس أبرياء.

وقال ضابط احتياط برتبة نقيب في الوحدة 8200 لراديو الجيش "ندرك الآن أن المسؤولية ليست فقط مسؤولية الجندي الذي يقف عند حاجز التفتيش، الجندي الذي يضغط على الزناد، وإنما تقع علينا نحن مسؤولية".

مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: توجه من كتبوا الرسالة

تشكيك ومزاعم
وفي الوقت الذي لم يعلق فيه مكتب رئاسة الوزراء بعد على هذه الرسالة، قال مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان إن أفراد الوحدة 8200 يلتزمون بالمعايير الأخلاقية "دون منازع سواء في مجال المخابرات في إسرائيل أو في العالم" ولديهم آليات داخلية للإبلاغ عن شكاوى سوء السلوك.

وقال المكتب إن من كتبوا الرسالة تخطوا تلك الآلية، واعتبر أن توجههم أولا إلى الإعلام "يطرح شكوكا قوية في جدية مزاعمهم".

وأوضح مسؤول في مكتب المتحدث العسكري أنه لا يوجد ما يدل على أن الموقعين على الرسالة ليسوا أعضاء في الوحدة 8200 بالفعل.

من جانبه قلّل مدير مركز (آي إن إس إس) للأبحاث في جامعة تل أبيب عاموس يدلين من شأن الرسالة وقال إن 43 من جنود الاحتياط يشكلون "نسبة هامشية" من عدد العاملين في الوحدة 8200.

المصدر : وكالات