بنغازي.. انتخابات على وقع الاشتباكات

Irregular forces loyal to former army general Khalifa Haftar take their positions with their weapons during clashes with Islamist militants in the eastern city of Benghazi June 2, 2014. Eight people were killed and 15 wounded when fighting broke out on Monday between the Libyan army and Islamist militants in Benghazi, medical sources said. The Ansar al-Sharia militant group attacked a camp on Monday belonging to army special forces, residents there said. Forces of the renegade general fighting Islamists later joined the battle, using combat helicopters, they added. REUTERS
استمرار الاشتباكات ببنغازي قد يقلل نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة الأربعاء المقبل (رويترز)

خالد المهير-بنغازي

يشعر أشرف الوداني الناشط في حركة "لا للتمديد" المناهضة لتمديد ولاية المؤتمر الوطني العام  بليبيا (البرلمان) بحماس شديد وهو يستعد للذهاب إلى انتخابات مجلس النواب المكون من 200 مقعد المقررة في الـ25 من الشهر الجاري.

ويأمل الوداني أن تشهد بنغازي انتخابات هادئة رغم القصف الصاروخي والاشتباكات المتواصلة، مشيرا إلى تعهد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بأن يكون يوم الانتخابات يوم هدنة بين طرفي النزاع المسلح.

لكن أكثر ما يثير غضب الوداني ليس المواجهة العسكرية بين قوات حفتر من جهة والثوار والمسلحين الإسلاميين من جهة أخرى، بل إعادة ترشح أعضاء المؤتمر الوطني العام في الانتخابات الحالية، قائلا إن هذا سيدفع الناخبين لاختيار نواب جدد.

ويتنافس في مدينة بنغازي 179 مترشحا ومترشحة على 20 مقعدا، في حين تضم كشوف الناخبين نحو 194 ألف ناخب، 40% منهم نساء.

العمليات العسكرية لم تمنع المرشحين من الدعاية لبرامجهم وسط بنغازي (الجزيرة)
العمليات العسكرية لم تمنع المرشحين من الدعاية لبرامجهم وسط بنغازي (الجزيرة)

احتياطات أمنية
وتضم المدينة 162 مركزا انتخابيا. ووضعت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات خططا لاحتياطات أمنية وأخرى بديلة في حال حدوث أي طارئ لضمان سلامة الاقتراع.

وقالت مصادر رسمية إن الغرفة الأمنية المشتركة وضعت  الخميس آخر اللمسات على خطة حماية المراكز الانتخابية وصناديق الاقتراع، مشيرة إلى وجود 21 مسارا لعربات نقل الصناديق من مقرات المفوضية إلى مكاتب التصويت.

وأكد رئيس مفوضية الانتخابات في بنغازي جمال بوقرين أن الحل في الصناديق وليس في حمل السلاح، في إشارة إلى احتدام المعارك والاشتباكات، متمنيا مرور يوم الاقتراع بسلام.

وحتى الآن تقول لجنة الأزمة إن كافة الأطراف قررت الدخول في هدنة مؤقتة طيلة يوم الاقتراع، وإن الجميع لديهم رغبة كبيرة في إخماد أصوات القاذفات لإفساح المجال أمام صناديق الديمقراطية.

وفي هذا الصدد، يؤكد رئيس اتحاد ثوار ليبيا عبد الهادي شماطة أن سكان بنغازي سيذهبون إلى الانتخابات، وإنْ كان يرى أن نسبة الإقبال لن تكون في مستوى المشاركة خلال انتخابات المؤتمر الوطني العام في السابع من يوليو/تموز 2012.

ويقول شماطة للجزيرة نت إن الانتخابات ليست لصالح مدينة أو جهة بعينها، وإنما لبناء الدولة والتخلص من المؤتمر الوطني العام صاحب الأداء الكارثي.

ويدعم هذا التوجهَ المحلل السياسي أحمد نجم بالقول إن يوم الانتخابات لن يشهد أحداثا دموية على أساس أن كافة الأطراف اتفقت على أهمية العملية السياسية لحل أزمات ليبيا.

فنوش طالب بالاستعانة بشباب الثورة لتأمين مراكز الاقتراع في بنغازي (الجزيرة)
فنوش طالب بالاستعانة بشباب الثورة لتأمين مراكز الاقتراع في بنغازي (الجزيرة)

ضعف الإقبال
لكن نجم توقع أن تكون نسبة الإقبال ضعيفة لافتقاد المواطنين الحماس وخشيتهم تداعيات غياب الأمن على المشهد الانتخابي.

من جانبه، يتوقع الناشط الفدرالي زياد أدغيم مشاركة جيدة في الانتخابات، معبرا عن خشيته أن يعمد "التيار الحاكم" لعرقلتها بعد فشل مبادرة مبعوث الأمم المتحدة طارق متري التي تعتمد على منح فرصة كبيرة للثوار وتقاسم السلطة بين التيارات القوية.

وطالب أدغيم الحكومة ومفوضية الانتخابات بعدم تعطيل الانتخابات تحت أي ظرف لتحقيق النصاب القانوني لاستلام السلطة من المؤتمر الوطني العام في أسرع وقت.

أما رئيس تجمع ليبيا الديمقراطية يونس فنوش فطالب باستنفار رجال الأمن والاستعانة بشباب الثورة لحراسة مراكز الانتخابات.

ورأى أن قرار رئاسة الوزراء الأخير القاضي بأن تكون بنغازي مقرا دائما للبرلمان الجديد ربما يحفز المواطنين على المشاركة. ويعول على استقرار الحالة الأمنية لتمكين الناخبين من الذهاب إلى مراكز الاقتراع بأمان.

لكن رئيس مؤسسات المجتمع المدني في بنغازي عمر موسى الفضيل شكك في احترام اتفاق الهدنة يوم الاقتراع. وقال للجزيرة نت إن "أنصار الشريعة" قد تستغل الانتخابات لإرسال رسالة للعالم مفادها "نحن هنا".

كذلك رأى أستاذ علم الاجتماع السياسي رمضان بن طاهر أن حالة التفكك السياسي تنذر بأنه "لا تصالح ولا صلح" بين حفتر وأنصار الشريعة حتى في يوم الاقتراع.

وقال إن الناخب الليبي إذا ذهب للانتخابات فسيكون مرد ذلك إلى أن غريزة الخوف من الواقع السياسي والأمني تدفعه للبحث عن التغيير.

المصدر : الجزيرة