إسرائيل تنتقد تحذير كيري من مقاطعتها
أثارت تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن مخاطر مقاطعة إسرائيل إذا لم يتم التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن، انتقادات قادة إسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال نتنياهو في افتتاح الجلسة الأسبوعية لحكومته "المحاولات لفرض مقاطعات على دولة إسرائيل ليست أخلاقية وليست مبررة، وإضافة إلى ذلك فإنها لن تحقق أهدافها".
وحذر المسؤول الإسرائيلي من أن هذه المحاولات "تعزز التعنت الفلسطيني وتبعد من خلال ذلك السلام"، مؤكدا أنه لن يساوم على "المصالح الحيوية" لبلاده وعلى رأسها "المواطنون الإسرائيليون".
وكان الوزير الأميركي -الذي يسعى للتوصل إلى اتفاق إطاري يمهد لاتفاق نهائي بشأن السلام والدولة الفلسطينية- تحدث أمس السبت خلال مؤتمر حول الأمن في ميونيخ عن الآثار التي سيتكبدها الاقتصاد الإسرائيلي بفعل حركة المقاطعة الدولية.
وأشار إلى وجود حملة متزايدة لنزع الشرعية عن إسرائيل، وقال إن "ثمة أحاديث عن المقاطعة وأمور أخرى".
من جانبها، أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني أن كيري لا يزال من أشد المعارضين لمقاطعة إسرائيل.
يشار إلى أن كيري -الذي تمكن في يوليو/تموز2013 من دفع الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) لاستئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط المتعثرة منذ ثلاث سنوات- كثف من زياراته إلى المنطقة، دون أن يفلح في إقناع الطرفين بالموافقة على خطته للسلام.
تصريحات "مهينة"
من جانبه، اعتبر وزير الشؤون الإستراتيجية يوفال شتاينتز -المقرب من نتنياهو- أن تصريحات كيري "مهينة وغير عادلة ولا يمكن احتمالها".
وقال شتاينتز في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام "لا يمكن إجبار دولة إسرائيل على التفاوض مع مسدس مصوب إلى رأسها بينما نناقش مصالحنا الأمنية القومية الأكثر أهمية".
وسبقه وزير الاقتصاد نفتالي بينيت الذي يتزعم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف والمؤيد للاستيطان، حين قال مساء أمس إن إسرائيل تنتظر من أصدقائها الوقوف إلى جانبها ضد ما سماها المحاولات المعادية للسامية لمقاطعتها وليس تضخيمها، وفق قوله.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون قد وجه قبل أيام انتقادا لاذعا لـ كيري حين قال إنه يسلك نهج "المخلص المنتظر" في سعيه للتوصل لاتفاق سلام.
أما رئيسة الوفد الإسرائيلي في المفاوضات مع الفلسطينيين وزيرة العدل تسيبي ليفني، فقد وصفت المفاوضات بأنها "حائط صد" للمقاطعة الاقتصادية، وحذرت من أن إسرائيل يمكن أن تواجه عزلة كتلك التي عانتها جنوب أفريقيا في سنوات الفصل العنصري.
تحركات
وتأتي هذه التطورات في ظل تحركات دولية لمقاطعة البضائع التي تنتجها المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الضفة الغربية المحتلة.
فقد أعلن أكبر صندوق في هولندا الشهر الماضي سحب أمواله من خمسة بنوك إسرائيلية لتعاملها مع مستوطنات يهودية بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما برزت هذه المسألة الأسبوع الماضي حين تخلت نجمة هوليوود سكارليت جوهانسون عن العمل سفيرة عالمية لمنظمة أوكسفام التي وصفت شراكة النجمة مع شركة صودا ستريم الإسرائيلية العاملة بالضفة الغربية بأنها لا تناسب العمل الخيري.
من جانبه، دعا المجلس الوطني الفلسطيني اليوم الأحد، إلى تصعيد "المقاومة الشعبية" في الضفة الغربية ضد إسرائيل وممارساتها الاستيطانية بحق الأراضي الفلسطينية.
ووفقا لمسؤول في الخارجية الإسرائيلية، فإن اجتماعا سيعقد للحكومة الإسرائيلية المصغرة لبحث التفريق بين حكومات ودول أوروبية تقاطع المستوطنات وبضائعها، وبين دعوات منظمات مؤيدة للفلسطينيين وجهات تجارية للمقاطعة، وقال إنه لا ينبغي الخلط بين هذين الأمرين.