دومة.. ثائر مصري أيد العسكر فسجنوه

Cairo, -, EGYPT : (FILES) A picture taken on December 8, 2013 shows political activist and coordinator of the April 6 Movement, Ahmed Maher and activist Ahmed Doma (R) showing a T-shirt reading "Drop the law on demonstrations" during their trial over an unlicensed and violent demonstration in Cairo. An Egyptian court on December 22, 2013 sentenced Maher, Doma and fellow activist Mohamed Adel, who all spearheaded the 2011 uprising against former Egyptian president Hosni Mubarak, to three years in jail for organising an unlicensed protest, judicial sources said. AFP PHOTO/MAHMOUD KHALED
دومة (يمين) وماهر أدينا بخرق قانون التظاهر وحكم عليهما بالسجن ثلاث سنوات (الفرنسية)

يوسف حسني-القاهرة

كثيرٌ هم من يوصفون بشباب الثورة في مصر، لكن قليلا منهم من أصابوا حظا من الشهرة، وتناقلت أخبارهم وسائل الإعلام المحلية والعالمية.

ومن بين من ذاع صيتهم قبيل خلع الرئيس الأسبق حسني مبارك وحتى الحكم الحالي للرئيس عبد الفتاح السيسي، الناشط السياسي أحمد دومة الذي عارض كل الأنظمة وسجنته جميعها.

ولعل علاقة مّا تربط بين دراسة دومة لعلوم الحاسب الآلي وانخراطه في العمل السياسي، لا سيما أن عالم الإنترنت قد تحول خلال السنوات الأخيرة إلى ميدان للسياسة، ورحم ولدت منه الثورة وأسماء النشطاء.

وقد عرفت الساحة المصرية دومة من خلال مدونته، ثم عرفته ناشطا سياسيا كثير الاحتجاج على حكم مبارك وكثير الاعتقال أيضا.

شارك الصحفي الناشط في تأسيس كثير من الحركات كان من بينها "ائتلاف شباب الثورة" الذي كان متحدثا باسمه، و"شباب من أجل العدالة والحريّة".

واعتقل مرات عديدة وبتهم مختلفة في عهد مبارك، كما اعتقل أثناء حكم المجلس العسكري، وحكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر بتهمة إهانة الرئيس محمد مرسي.

النشأة والنشاط
ولد أحمد سعد دومة في 10 سبتمبر/أيلول 1985 في مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة شمال مصر لأسرة بسيطة، فوالده العضو السابق في جماعة الإخوان المسلمين كان يعمل مديرا في التربية والتعليم، أما والدته فربة منزل.

ردة فعل القوى السياسية -وخاصة الشباب- على اعتقال دومة وغيره جاءت أقل بكثير من تلك التي حدثت خلال حكم مرسي

بعد إنهاء دراسته لعلوم الحاسب الآلي، امتهن دومة الصحافة وكتب الشعر وحصل على عضوية اتحاد كتاب مصر وبرز كناشط سياسي مع حركة "كفاية" التي تأسست عام 2004 على يد شخصيات معروفة أعلنت رفضها تمديد حكم مبارك وتوريث نجله جمال.

قبل اندلاع ثورة يناير/كانون الثاني 2011 وقف الشاب النحيل أحمد دومة وحيدا "بعد أن خذلته القوى السياسية" أمام مكتب النائب العام وسط القاهرة، ليعلن احتجاجه على اعتقال بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، فكان مصيره أن لحق بهم.

وبعد الإطاحة بمبارك ووصول محمد مرسي إلى سدة الحكم، وقف الشاب نفسه أمام مقر الرئاسة للتنديد بسياسات الرئيس المنتمي للإخوان.

ثم تظاهر مع مجموعة من الشباب أمام مكتب إرشاد الجماعة في المقطم فلطمه أحد شبابها، فاستغل الإعلام المناهض لمرسي آنذاك الحادثة لتحفيز القوى الشبابية للنزول في مظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013 التي عزل الجيش مرسي على إثرها.

استغلال واعتقال
في 30 يونيو/حزيران 2013 خرج دومة مع المتظاهرين ضد حكم مرسي، ثم أيد الانقلاب الذي أعلنه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بعزل الرئيس المنتخب مرسي، كما أيد الإجراءات التي اتخذتها سلطة ما بعد 3 يوليو/تموز 2013 بحق معارضيها من الإسلاميين.

دومة لم يتلق أي رعاية طبية رغم تراجع صحته، في وقت يشرف فيه فريق من أكبر الأطباء على حالة المخلوع مبارك

ولم يدرك دومة ورفاقه على ما يبدو أن في سجن السيسي متسعا لغير الإسلاميين إلا عندما حكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات هو ومؤسس حركة 6 أبريل الناشط أحمد ماهر وعضوها البارز محمد عادل والناشط علاء عبد الفتاح، بتهمة خرق قانون التظاهر.

ردة فعل القوى السياسية -وخاصة الشباب- على اعتقال دومة وغيره جاءت أقل بكثير من تلك التي حدثت خلال حكم مرسي، إذ لم تتجاوز وقفات احتجاجية نظمها العشرات منهم أو إدانات على استحياء صدرت من شخصيات طالما تغنت بإيمانها بالشباب وتباكت على ثورتهم المغدورة.

سجن دومة وإعطاء وسائل الإعلام المصرية ظهرها له بعد أن كانت تفرد له مساحات واسعة عندما كان يهاجم حكم الإخوان، طرح أسئلة حول ما يريده النظام من خلال حبسه لهؤلاء الشباب.

دومة نفسه أجاب عن بعض هذه الأسئلة عندما قال لقاضيه "إن ما يحدث في المحاكمة هو تعمد لإهدار حقوقي كإنسان، وإن عداوة هيئة المحكمة لثورة يناير التي أحمل أفكارها واضحة".

ورغم أن كثيرين توقعوا أن يصدر السيسي بعد وصوله للحكم عفوا عمن عبَّدوا له الطريق للإطاحة بالرئيس المنتخب، فإن ذلك لم يحصل.

وحوكم دومة ورفاقه من المحسوبين على الثورة في قفص زجاجي كالذي يوضع فيه الرئيس المعزول مرسي عندي عرضه على القضاء.

لم يتلق أحمد دومة أي رعاية طبية رغم تراجع صحته، في وقت يشرف فيه فريق من أكبر الأطباء على حالة الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي لم يدخل الزنزانة يوما واحدا، ويعامل في المحكمة كما لو أنه ما يزال رئيسا.

المصدر : الجزيرة