حماس تطلق حربها النفسية بشأن الأسرى الإسرائيليين

شاؤول آرون/ الجندي الإسرائيلي الذي أعلنت حماس عن أسره أمس
الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون الذي أعلنت حماس عن أسره خلال العدوان (ناشطون)

عوض الرجوب-الخليل

في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل اعتبار جندييها شاؤول آرون وهدار غولدينغ -اللذين فقدا في قطاع غزة أثناء العدوان الأخير- في عداد القتلى، وأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحتفظ بجثتيهما، نقلت صحيفة القدس المقدسية عن مصادر في حماس أن الحركة لديها أسرى أحياء.

وقالت الصحيفة إن المصادر التي وصفتها بالخاصة أكدت أن لدى الحركة جنودا أحياء وجثثا لقتلى، وأنها لن تمنح إسرائيل أي معلومات مجانية عن حياة جنودها وستفاجئها بكثير من المعلومات.

وأشارت المصادر إلى أن المفاوضات ستكون "طويلة ومعقدة" في حال واصلت إسرائيل تعنتها واعتمدت على معلوماتها الخاطئة.

ووفق تصريحات منسوبة لقيادات بحماس فإن الحركة لديها من الأسرى ما يكفي لتفريغ السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين، وإبرام صفقة وفاء الأحرار2 على غرار صفقة شاليط عام 2011 والتي أفرج بموجبها عن نحو ألف أسير فلسطيني.

ونشرت حماس مؤخرا ملصقات في شوارع غزة تظهر عناصر كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) وهم يأسرون الجندي آرون، كما نشرت صورا خالية وعليها علامات استفهام توحي بوجود أسرى آخرين، وهو ما اعتبرته إسرائيل جزءا من الحرب النفسية.

لكن وسائل إعلام إسرائيلية ترى أن كل هذه التصريحات تأتي في إطار الحرب النفسية وضمن محاولة حماس ابتزاز الإسرائيليين وقيادتهم.

‪عوض: المفاوضات ستكون مريرة‬ (الجزيرة)
‪عوض: المفاوضات ستكون مريرة‬ (الجزيرة)

صندوق مغلق
ووفق محللين فإن "صندوق حماس" سيظل مغلقا إلى أن يفتح في جلسات تفاوض رسمية لإتمام صفقة تبادل جديدة للأسرى، بحيث تكون كل معلومة بثمن أقله تحرير عدد من الأسرى. مشيرين إلى أن كتائب القسام هي الجهة الوحيدة المختصة بهذا الملف وأنها لم تقل كلمتها بعد.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت في افتتاحيتها اليوم إن "حماس تحاول أن ترهق الإسرائيليين وقيادتهم بالتفاوض لإعادة جثتي الجنديين آرون وغولدينغ". مرجحة أن يبدأ التفاوض بشأن الجثث في 28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وأضافت الصحيفة أن حماس "بدأت حربا نفسية". وأنها لا تتخلى عن حيلة نجحت في الماضي بالتأثير على المجتمع الإسرائيلي، حيث بدأت تطلق تصريحات لدحض زعم إسرائيل عثورها على أجزاء من جثث الجنديين.

وفيما اعتبره مراقبون استعدادا لمفاوضات عسيرة عيّن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام العقيد المتقاعد ليئور لوطن منسقا لشؤون الأسرى والمفقودين بديوان رئاسة الوزراء.

وأشار أستاذ الإعلام والعلوم السياسية بجامعة القدس أحمد رفيق عوض إلى اشتراط حماس مفاوضات منفصلة لملف الأسرى، مرجحا أن تكون المفاوضات "مريرة وطويلة وربما بأثمان باهظة".

وفي حديثه للجزيرة نت أكد عوض أن جزءا من التفاوض بشأن هذا الملف "سيبقى سريا تماما"، معتبرا أن ما يتردد في وسائل الإعلام "ليس كله صحيحا، ولكنه جزء من عملية التفاوض والضغط على الطرف الآخر لوضع الملف على أجندته".

‪(‬ الصواف: أي اجتهاد أو حديث عن هذا الملف قد يصب في مصلحة الاحتلالالجزيرة
‪(‬ الصواف: أي اجتهاد أو حديث عن هذا الملف قد يصب في مصلحة الاحتلالالجزيرة

لا معلومات
أما المحلل السياسي مصطفى الصواف فأكد قلة المعلومات الدقيقة والمتوفرة عن عدد الجنود المأسورين لدى حماس، وما إذا كانوا أحياء أم أمواتا؟

وأضاف الصواف في حديثه للجزيرة نت أن الاحتلال "يعترف باثنين". موضحا أن الحديث في هذا الملف يبقى "مجرد تكهنات أو تحليلات أو بالونات اختبار" لأن أصحاب الملف لم يتحدثوا بكلمة واحدة، وفق قوله.

وتابع "رغم أن حماس عودتنا على الصدق، إلا أن التلميحات التي تطلقلها هي جزء من الحرب النفسية، رغم أن أي اجتهادات أو حديث عن هذا الملف قد يصب في مصلحة الاحتلال".

واعتبر الصواف أن تعيين مسؤول جديد لملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين يعني بدء استعداد إسرائيل لخوض معركة تفاوضية على جنودها سواء كانوا أحياء أم أمواتا.

المصدر : الجزيرة