توقع تسوية الأزمة بتونس خلال أيام

Tunisian Constituent Assembly President Mustapha Ben Jaafar addresses a meeting on October 16, 2012 of Tunisian political parties to discuss the contents and calendar for adopting a new constitution in the capital Tunis. The meeting gathered more than 40 political groups in a bid to resolve the impasse over drafting the text by the National Constituent Assembly, but was boycotted by two key parties. AFP PHOTO / FETHI BELAID
undefined

توقع رئيس المجلس التأسيسي (البرلمان) في تونس اليوم الأحد التوصل خلال أيام إلى تسوية للأزمة السياسية، وهو ما سيسمح باستئناف عمل المجلس.

وقال مصطفى بن جعفر في اجتماع لحزبه -التكتل من أجل العمل والحريات- المشارك في الائتلاف الحاكم، بمدينة سوسة (جنوب شرق العاصمة)، إن الأسبوع المقبل (الذي يبدأ غدا الاثنين في تونس) أسبوع الأمل والحلول.

وأضاف أمين عام حزب التكتل أنه لا يزال يعمل على تقريب وجهات النظر، مؤكد أن هناك شبه إجماع على الدور الأساسي للمجلس التأسيسي، وأن هذا المجلس لم يعد محل نزاع. وعلق بن جعفر أعمال المجلس التأسيسي قبل 11 يوما إلى حين التوصل إلى اتفاق بين الأغلبية والمعارضة.

وكانت المعارضة قد طالبت بحل المجلس بحجة أنه فشل في ضمان الانتقال الديمقراطي، وبحل الحكومة بحجة أنها فشلت في ضمان الأمن بعد اغتيال النائب محمد البراهمي في 25 يوليو/تموز الماضي، وهو الاغتيال الثاني خلال شهور بعد اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في السادس من فبراير/شباط الماضي.

لكن حركة النهضة وأحزابا أخرى رفضت الطلب بشدة، وعرضت حكومة وحدة وطنية مع استئناف أعمال المجلس لاستكمال الدستور والهيئة المستقلة للمعارضة قبل 23 أكتوبر/تشرين الأول القادم الذي يوافق الذكرى الثانية لأول انتخابات بعد سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

وكانت أحزاب معارضة نظمت سلسلة من الاحتجاجات لإنفاذ مطلبها بحل الحكومة والمجلس التأسيسي، لكن الائتلاف الحاكم نظم بدوره حشدا كبيرا في العاصمة تعبيرا عن تمسكه بالمؤسسات المنبثقة عن الانتخابات.

‪قائد السبسي‬ (يمين)(يسار)(الفرنسية-أرشيف)
‪قائد السبسي‬ (يمين)(يسار)(الفرنسية-أرشيف)

تسوية في الأفق
وفي تصريحاته خلال اجتماع حزبه بمدينة سوسة، قال مصطفى بن جعفر إن استئناف أعمال المجلس رهن بالتوافق بين الأطراف السياسية. وأضاف أنه لمس من خلال الحوارات استعداد مختلف الأطراف لتقديم تنازلات.

وينتظر أن يلتقي راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة -التي تقود الائتلاف الحاكم- أمين عام اتحاد الشغل حسين العباسي غدا الاثنين للمرة الثانية خلال أسبوع، لاستكمال المشاورات الرامية إلى تجاوز الأزمة السياسية التي أعقبت اغتيال النائب البراهمي.

وكان اتحاد الشغل عرض مبادرة للتسوية تضمن استمرار المجلس التأسيسي وتشكيل حكومة من مستقلين، وهو الخيار الذي رفضته لاحقا النهضة.

وأكدت النهضة اليوم أن الغنوشي التقى الخميس الماضي في باريس رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي، التي تقول بعض استطلاعات الرأي إنها قد تكون منافسا للنهضة في الانتخابات القادمة.

وقالت النهضة في بيان إن الهدف من اللقاء كان تهدئة الأجواء ووقف التصعيد في الشارع، بينما قالت حركة نداء تونس إن قائد السبسي تمسك بمطلب المعارضة المتمثل في تشكيل حكومة "كفاءات" غير حزبية.

ورفض رئيس الحكومة التونسية علي العريّض أول أمس استقالة الحكومة كي تتحول إلى حكومة تصريف أعمال، قائلا إنه لا سبيل إلى ذلك في ظل الحملة العسكرية الجارية على عناصر مسلحة في جبال بمحافظة القصرين (وسط غرب تونس).

وقالت السلطات التونسية إنها اعتقلت ضالعين في اغتيال المعارضين بلعيد والبراهمي، وفي قتل ثمانية جنود في جبل الشعانبي بالقصرين نهاية الشهر الماضي. ووصف العريض الحكومة في الوضع الراهن بأنها حكومة حرب.

المصدر : وكالات