فتح تدرس خيارات لإنهاء الانقسام
تُلقي التطورات العربية والإقليمية دوما بظلالها على الملف الفلسطيني. وبعد تطورات الأحداث في مصر أصبحت تطرح تساؤلات حول مستقبل الحوار الفلسطيني، وحتى مستقبل سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة.
وأشار إلى مرور تاريخ 14 أغسطس/آب دون تشكيل حكومة وفاق متفق عليها، مضيفا أن حركة فتح لن تبقى أسيرة لحماس، وستتخذ الإجراءات والمواقف في الوقت المناسب لإنهاء الانقسام.
وأضاف أن مستقبل قطاع غزة سيدرس بدقة وعناية وأنه لا يمكن القبول بالأمر الواقع الذي تحاول حماس فرضه على الجميع، مشيرا إلى أفكار كثيرة يمكن أن تتضمن قرارات تتجاوز الاتفاقات الموقعة مع حماس، وأنه "لا بد من اتخاذ قرارات حاسمة للخروج من الانقسام".
من جهته اتهم الناطق باسم حركة فتح أحمد عساف حركة حماس بوضع عراقيل أمام المصالحة، مما أوجد السؤال: هل نبقى مأسورين لأجندات حماس وارتباطاتها الخارجية وانتمائها لجماعة الإخوان وليس فلسطين؟
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن مشاورات تجري على كل المستويات: داخل فتح وبين الحركة ووشركائها على الصعيد الوطني "لعزل الانقساميين في الساحة الفلسطينية".
وقال إن هناك خيارات وبدائل مطروحة، وعندما يتم الاتفاق على أفضلها سيتم إعلانه لتطبيقه وتخليص الشعب من هذا الارتهان.
ورفض عساف مبدأ السؤال عن إمكانية استعانة فتح بمصر للإطاحة بحماس. وتساءل "منذ متى فتح استعانت بأطراف خارجية للاستعانة بها على جهات داخلية".
دجل سياسي
وقد أثارت تصريحات القيادي في حركة فتح التي تلت إخلاء ميداني القاهرة من المعتصمين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي ابن جماعة الإخوان المسلمين الحاضنة لحركة حماس، تساؤلات بشأن إمكانية استفادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من هذه الظروف للعودة إلى غزة.
حيث استهجن القيادي بحركة حماس صلاح البردويل تهديدات الأحمد.
وقال في تصريحات نقلها المكتب الإعلامي للحركة عن موقع "فلسطين اليوم" إن "هذه التصريحات غير جديدة وتعبر عن دجل سياسي".
واعتبر البردويل أن تصريحات الأحمد قد تترجم على الأرض بفرض مزيد من الحصار بمشاركة إسرائيل وأطراف أخرى، لم يسمها.
وصرح بأنَّ حركة فتح تنتظر مصير الحركة الإسلامية في مصر لفرض مزيدٍ من العزلة عليها، واتباع سياسة إقصاء سياسي للإسلام.
لكنه مع ذلك لم يستبعد ما سماه إعلان الانقسام رسميا وخروج الضفة والاستفراد بها، وعزل الضفة والقدس عن قطاع غزة وإجراء انتخابات بها للتغطية على المفاوضات التي وصفها بأنها عبث للسلطة في رام الله.
سناريو الإطاحة
من جهته قال أستاذ القضية الفلسطينية في جامعة القدس المفتوحة أسعد العويوي إن تصريحات الأحمد في هذه المرحلة تضر بالمصلحة الوطنية الفلسطينية، وتؤجج حالة الانقسام.
أما المحلل السياسي والأكاديمي الفلسطيني عبد الستار قاسم فلم يستعبد أن تستعين القيادة الفلسطينية بجهات عسكرية خارجية للعودة إلى قطاع غزة، موضحا أن الأحمد يلوح في تصريحاته بالورقة المصرية.
وقال للجزيرة نت إن هذا الخيار "وارد جدا" مشيرا إلى حالة التعبئة الإعلامية والإيحاء بأن غزة مصدر للإرهاب في سيناء.