البرغوثي يواجه الموت والمؤبد بإسرائيل

الأسير عبد الله البرغوثي في المحكمة عام 2011- أرشيف
undefined

 

 

وديع عواودة-حيفا

يواجه الأسير الفلسطيني عبد الله البرغوثي المضرب عن الطعام منذ أكثر من شهرين، الموت بدخوله مرحلة الخطر في مستشفى سوروكا الإسرائيلي.

ورغم خطورة وضعه الصحي فإن "مصلحة السجون" الإسرائيلية تصر على إبقائه مكبلا على سريره بجانب تكبيل يده اليمنى وساقه اليسرى ثم ساقيه معا.

وأدين البرغوثي بأكبر حكم صدر عن محكمة إسرائيلية، إذ صدر بحقه 67 حكما بالمؤبد وأحكام بالسجن 2500 عام، ليحرم منذ 13 عاما من رؤية والديه ومنذ ست أعوام من رؤية زوجته وأولاده.

خلل في الكبد
وبحسب الأطباء فإن البرغوثي -الذي يدعو الأردن إلى التدخل لحماية حقوقه الإنسانية- يعاني خللا في عمل الكبد والكلى وبعض الأعضاء الحيوية الأخرى.

ووفق محاميه جواد بولس فإن البرغوثي مصّمم على مواصلة الإضراب عن الطعام المستمر منذ 2 مايو/أيار الماضي.

وأعلن بولس أن الأطباء اضطروا إلى إيقاف إمداده بالسوائل عبر الأوردة نتيجة لإصابة ساعديه بالتهابات حادة، "وبات كل ما يتناوله اليوم فقط هو الماء"، مشيرا إلى أن آثار الإبر والالتهابات في يدي البرغوثي أصبحت بارزة.

وردا على طلبات الأطباء له بإنهاء إضرابه، أبلغهم البرغوثي بأنه بدأ الإضراب منذ ثلاثة أيام ولا يحسب 67 يوما الماضية "لتوسمه بها خيرا لأنها تطابق عدد المؤبدات التي أنزلت بحقه".

ويؤكد أنه لولا التعامل اللاإنساني الذي تلقاه من الجهات الإسرائيلية لما وصل حاله إلى ما وصل إليه اليوم، مشيرا إلى أن كل ما يطالب به اليوم هو تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين ونقله إلى الأسر في الأردن.

بولس: البرغوثي مصمم على مواصلة الإضراب حتى يتحقق مطلبه (الجزيرة نت)
بولس: البرغوثي مصمم على مواصلة الإضراب حتى يتحقق مطلبه (الجزيرة نت)

استمرار إضراب
ويشدد البرغوثي الذي فقد 18 كلغ من وزنه حتى الآن للجزيرة نت أنه مستمر في إضرابه لأجل كرامته وزملائه. ويقول بوصفه أدين كأسير أردني "لن ينتهي إضرابي فوق ثرى الأردن أو تحته".

وكان البرغوثي المنتمي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد دخل الضفة الغربية عام 1999 قادما من الأردن بهدف زيارة أقاربه في بيت ريما بمنطقة رام الله، وما لبث أن التحق بالمقاومة ليعتقل يوم 5 مارس/آذار 2003.

وقضى عشرة أعوام في العزل التام في قبو لا يتعدى 2.5م طولا و1.80م عرضا حتى لحظة إضرابه الكبير في مايو/أيار الماضي.

ويشتمل القبو على نافذة صغيرة ودورة للمياه وفتحة صغيرة في الباب الحديدي المغلق تماما، وفتحة تغلق وتفتح بطول 25 سم وارتفاع 12 سم لإدخال الطعام، وهو تحت عيون رجال المخابرات ليل نهار، بل تثبت الكاميرات أيضا فيه، إضافة إلى التفتيش المهين يوميا، وهذا ما تعتبره منظمات حقوقية عالمية تعذيبا قاسيا.

ويقول البرغوثي إنه لا يريد أن يسبب أي ضرر للأردن وصورته، وغير معني بأن تسوء علاقات الأردن مع الحركات الإسلامية فيه، متمنيا له الاستقرار وأن يكون قادرا على حماية حقوقه وحقوق زملائه الأسرى.

وطنيون عرب
وأشار إلى أنه وزملاءه الأسرى الأردنيين الخمسة المضربين عن الطعام ليسوا تكفيريين وينطلقون من كونهم وطنيين عربا وأدمغتهم ليست متحجرة، وبنفس الوقت هي لا تبحث عن طريقة للنزول عن شجرة.

وشدد على أن إضرابه وطني وليس تنظيميا، متمنيا أن يتبنى الأردن مطالب الأسرى الأردنيين ويلقي بالكرة في الملعب الإسرائيلي. وتابع "عندما ترفض إسرائيل هذه المطالب نعرف أن مظاهراتنا ينبغي أن توجه ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولا أريد لأولادي الثلاثة أن يلقوا بالحجارة خلال مظاهرات تتم في الأردن، بل في وجه الاحتلال".

ويعتبر المحامي بولس للجزيرة نت أن البرغوثي مناضل مبدئي صلب، مشيرا إلى ارتفاع معنوياته "ويرفض وقف إضرابه حتى تتحقق مطالبه".

من جهته يؤكد محامي "نادي الأسير" فواز شلودي أن وضع الأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام في تدهور مستمر مع مرور أكثر من شهرين على إضرابهم المفتوح عن الطعام.

ويوضح شلودي للجزيرة نت أنهم  يعانون انخفاضا في الوزن والمعادن والأملاح وعدم اتزان في المشي، بينما يعاني بعضهم من آلام شديدة في الصدر والمعدة.

كما يفيد بأنه منذ أن تم نقل الأسرى الأردنيين إلى المستشفى ظلوا يرقدون على أسرة المرض مكبلين بالقدم اليمنى واليد اليسرى، في حين تؤكد مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان وجود 12 أسيرا مضرباً عن الطعام في سجون الاحتلال.

المصدر : الجزيرة