جلسة في الكونغرس بشأن الطائرات بدون طيار

فارع المسلمي الناشط والكاتب اليمني أثناء تقديم شهادته أمامه لجنة خاصة بمجلس الشيوخ الأميركي
undefined

ياسر العرامي-واشنطن

عقدت اللجنة الفرعية الخاصة بالحقوق المدنية وحقوق الإنسان والدستور في مجلس الشيوخ الأميركي  الثلاثاء بالعاصمة واشنطن جلسة استماع عن تداعيات هجمات الطائرات بدون طيار، والآثار الدستورية لما تعرف بعمليات القتل المستهدف التي تستخدمها الولايات المتحدة الأميركية في مكافحة ما يسمى "الإرهاب" باليمن وباكستان.

وتأتي هذه الجلسة في ظل دعوات متزايدة لإدارة الرئيس باراك أوباما بإعادة النظر في استخدام الطائرات بدون طيار، والتي تخلف ضرباتها ضحايا مدنيين، وتثير عملياتها جدلا واسعا على المستوى المحلي الأميركي، وفي تلك البلدان التي تستهدفها هذه الطائرات.

وقدم خبراء عسكريون وأساتذة قانون أميركيون شهاداتهم أمام اللجنة التشريعية الأميركية، التي تضم أعضاء بارزين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، لكن اللافت للنظر كانت شهادة من اليمن قدمها الكاتب والناشط فارع المسلمي، ولاقت صدى واسعا على مستوى الرأي العام الأميركي، كما أنها أول مرة في تاريخ الكونغرس الأميركي يلقي فيها يمني كلمة أمامه.

المسلمي -الذي أتى من منطقة ريفية في مديرية "وصاب" التابعة لمحافظة ذمار اليمنية ليدلي بشهادته أمام مجلس الشيوخ الأميركي- روى ما تعرضت له قريته قبل ستة أيام من ضربة جوية لطائرة بدون طيار، قتلت خمسة أشخاص بدعوى انتمائهم لتنظيم القاعدة.

إثارة الرعب
وانتقد المسلمي هذه العملية كغيرها من عمليات الطائرات بدون طيار في اليمن، قائلا إن هذه الضربات تخلف الرعب وتقتل المدنيين الأبرياء، فضلا عن استغلالها من قبل الجماعات المتشددة لتجنيد المزيد من الأتباع، وتنمية المشاعر المعادية للولايات المتحدة.

‪أعضاء لجنة الاستماع‬ (الجزيرة)
‪أعضاء لجنة الاستماع‬ (الجزيرة)

وقال المسلمي إن انتماء حميد الردمي -الذي قتل مع مرافقيه الأربعة جراء الضربة الأخيرة- إلى القاعدة هو أمر غير مؤكد، مضيفا أن الكثير من الناس في المنطقة يعرف الردمي، وأنه لم يكن متخفيا، وكان من السهل جدا أن تلقي السلطات اليمنية القبض عليه إن كان مطلوبا أمنيا، بدلا من استخدام الطائرة بدون طيار، التي خلفت غضبا شديدا في أوساط أهالي المنطقة، وأظهرت مشاعر كراهية شديدة لأميركا.

وأضاف المسلمي -الذي حصل على منحة تعليمية من وزارة الخارجية الاميركية في وقت سابق- "قبل ستة أيام تعرضت بلدتي لضربة جوية من قبل طائرة بلا طيار أميركية، في هجوم أثار الرعب في أوساط المزارعين الفقراء بالمنطقة"، وتابع يقول "لا يمكنني أبدا أن اتصور أن نفس اليد التي غيرت حياتي للأفضل هي نفسها التي تقصف بلدتي بالطائرات بلا طيار".

وفي نهاية شهادته، دعا المسلمي أميركا إلى دفع تعويضات للمتضررين من ضربات الطائرات بلا طيار في اليمن، وبناء مدارس ومستشفيات ومشاريع حيوية لليمنيين، بدلا من الضربات الجوية.

تقويض سيادة القانون
من جهتها، قالت أستاذة القانون في جامعة جورج تاون روزا بروكس إن استخدام إدارة أوباما لعمليات الطائرات بدون طيار يقوض سيادة القانون.

وأضافت في مداخلتها "عندما تجعل الحكومة نفسها سلطة غير قابلة للمراجعة لقتل أي شخص في أي مكان على وجه الأرض، وفي أي وقت، وبناء على معايير ومعلومات سرية، تناقش بآليات سرية من قبل أشخاص لا تعرف هوياتهم، فإن ذلك يقوض سيادة القانون".

‪بريغن: أوباما أمر خلال العام 2012 بتنفيذ 46 ضربة جوية في اليمن بالطائرات بدون طيار، في حين أن سلفه بوش لم يأذن سوى بعملية واحدة‬ (رويترز)
‪بريغن: أوباما أمر خلال العام 2012 بتنفيذ 46 ضربة جوية في اليمن بالطائرات بدون طيار، في حين أن سلفه بوش لم يأذن سوى بعملية واحدة‬ (رويترز)

أما مدير برنامج دراسات الأمن القومي في مؤسسة أميركا الجديدة بيتر بريغن فأشار -في معرض انتقاده لإدارة الرئيس أوباما- إلى إحصائيات تشير إلى أن أوباما أمر خلال العام 2012 بتنفيذ 46 ضربة جوية في اليمن بالطائرات بدون طيار، في حين أن سلفه الرئيس السابق جورج بوش لم يأذن سوى بعملية واحدة.

وأوضح بريغن أن الحكومة الأميركية لا تستهدف بالطائرات بدون طيار كبار نشطاء القاعدة، مؤكدا بأن 2% فقط من إجمالي الضحايا يمكن وصفهم بأنهم قادة في تنظيم القاعدة.

ووصف الجنرال المتقاعد جيمس كارترايت -الذي كان نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة ما بين 2007 و2011- الطائرات بدون طيار بأنها وسيلة فعالة ودقيقة للقضاء على الإرهابيين الخطرين، لكنه قال إنه قلق من رفض إدارة أوباما الإفصاح عن الأساس القانوني والإجراءات التفصيلية لكيفية تحديد الأهداف بعيدا عن ساحات القتال النشطة، الأمر الذي قد يؤدي إلى خسارة الولايات المتحدة على المستوى الأخلاقي.

المصدر : الجزيرة