وزير دفاع تونس لا يشارك بحكومة العريض

Tunisia's new Prime Minister Ali Larayedh leaves following his meeting with leaders of local political parties on February 26, 2013 in Tunis. On the day of Belaid's murder, then prime minister Hamadi Jebali proposed the formation of a government of technocrats as a way out of the crisis. But the initiative was rejected by his own Ennahda party, leading to his resignation. AFP PHOTO / FETHI BELAID
undefined

أعلن وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال التونسية عبد الكريم الزبيدي اعتذاره عن المشاركة في الحكومة التونسية الجديدة التي يسعى وزير الداخلية علي العريض إلى تشكيلها وذلك بسبب الضبابية التي تلف المشهد السياسي في بلاده.

ويأتي هذا الاعتذار قبل جولة جديدة من المشاورات السياسية لتشكيل حكومة تونسية جديدة برئاسة علي العريض خلفاً لحكومة حمادي الجبالي، الذي استقال من منصبه بعد رفض اقتراحه المتعلق بتشكيل حكومة تكنوقراط لإخراج البلاد من المأزق السياسي الذي تعيش فيه.

الجيش التونسي متعب
وقال عبد الكريم الزبيدي -في تصريح بثته قناة نسمة التلفزيونية التونسية الخاصة أمس الثلاثاء- إنه اجتمع مع رئيس الحكومة المكلف علي العريض الذي طلب منه مواصلة مهامه في وزارة الدفاع، ولكنه اعتذر عن ذلك لأن الأوضاع في البلاد ضبابية بسبب عدم وجود خارطة طريق واضحة تقود إلى انتخابات في أسرع وقت ممكن.

وكان الرئيس التونسي منصف المرزوقي قد كلف علي العريض وزير الداخلية السابق والقيادي في حركة النهضة الإسلامية بتشكيل حكومة جديدة.

ونفى الزبيدي أن يكون رفضه للاستمرار كوزير للدفاع عائدا لأجندات سياسية أو اعتبارات شخصية، مشيرا إلى أن الحكومة الأولى بعد الثورة والتي قادها الباجي قائد السبسي كانت أكثر استقرارا.

ولفت إلى أن أفراد المؤسسة العسكرية منتشرون في كامل أنحاء البلاد منذ أكثر من عامين، الأمر الذي وصفه بالخطر لأن انتشارا كهذا يجب ألا يستمر أكثر من ثلاثة أشهر، وذلك وفق السياسات العسكرية المطبقة في الجيوش، لأنه يؤدي إلى إضعاف الجيش.

وأكد الزبيدي أن هذا ما حصل مع الجيش التونسي الذي يعيش مرحلة من الإنهاك وعدم الجهوزية والنقص الحاد في التدريب، في وقت تعيش فيه البلاد تحديات داخلية وخارجية.

وقال إنه كان تقدم باستقالته رسميا في 15 سبتمبر/أيلول الماضي بعد أحداث السفارة الأميركية بتونس، ولكن طُلب منه الاستمرار في منصبه، ثم عاد وقدمها لعلي العريض خلال الأيام الماضية.

وتولى عبد الكريم الزبيدي حقيبة وزارة الدفاع التونسية في حكومة الباجي قائد السبسي التي جاءت بعد استقالة حكومة محمد الغنوشي بعد نحو شهر من سقوط نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011، وقد أبقى عليه حمادي جبالي في حكومته التي تشكلت بعد انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011.

‪المؤسسة العسكرية استنفدت بفعل‬ (الجزيرة)
‪المؤسسة العسكرية استنفدت بفعل‬ (الجزيرة)

مشاورات تشكيل الحكومة
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن العريض قبل اعتذار عبد الكريم الزبيدي عن المشاركة في تشكيلة حكومته المرتقبة، وقد اقترح خلال المشاورات مع الأحزاب اسم عبد الحق الأسود كوزير للدفاع.

ويُنتظر أن تُعقد اليوم الأربعاء جولة جديدة من المشاورات بشأن تشكيل الحكومة التونسية، وكانت جولة أمس قد شهدت انسحاب وفد حركة وفاء، وعزا الناطق الرسمي لوفاء سليم بوخذير الانسحاب لما أسماه التفاوض على المحاصة الحزبية قبل تحديد برامج الحكومة القادمة.

وتشارك في مشاورات تشكيل الحكومة خمسة أحزاب هي حركة النهضة الإسلامية وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، وحركة وفاء، وحزب التحالف الديمقراطي والكتلة النيابية الحرية والكرامة.

الاستقطاب الثنائي
وفي شأن متصل قال الرئيس التونسي منصف المرزوقي إن الحكم في تونس يجب أن يؤول لإسلاميين وعلمانيين معتدلين، وذلك حتى تتفادى البلاد الاستقطاب الثنائي الذي يعصف باستقرارها.

وجاءت تصريحات المرزوقي في حوار مع صحيفة الخبر الجزائرية نشر اليوم الأربعاء، إذ قال إن السلفية هي من مخلّفات العهد البائد، لأن بن علي عندما قضى على النهضة كحركة إسلامية معتدلة وسلمية، فتح المجال لقوى إسلامية تدربت وتعلمت الحرب في أفغانستان ثم رجعت إلى تونس. مشيرا إلى أن التيار السلفي ليس متشددا بأكمله، بل يضم تقليديين وإصلاحيين.

وأكد الرئيس أنه سيفتح قنوات الحوار مع التيار السلفي التقليدي والتيار الإصلاحي، أما التيار السلفي المسلح فسوف يقاومه، وذلك عبر الجيش والأجهزة الأمنية.

المصدر : وكالات