أول تجمع تضامني مع السوريين بالجزائر

تجمع لأحزاب ومثقفين وسياسيين في يوم تضامني مع الشعب السوري نظمته حركة النهضة -حزب إسلامي.JPG
undefined

أميمة أحمد- الجزائر

احتضن فندق السفير وسط العاصمة الجزائرية الأربعاء أول تجمع تضامني مع الشعب السوري بمناسبة مرور عامين على ثورته، بمشاركة ممثلي أحزاب ومجتمع مدني إلى جانب مثقفين وسياسيين جزائريين وبعض الجالية السورية.

وانتقد المشاركون في التجمع -الذي نظم بدعوة من حركة النهضة (إسلامي)- الموقف الرسمي  الجزائري من الثورة السورية، وقالوا إنه لا يناسب قامة الجزائر كثورة تحرير مع حق الشعوب.

فاتح الربيعي (وسط) طالب بطرد السفير السوري بالجزائر (الجزيرة نت)
فاتح الربيعي (وسط) طالب بطرد السفير السوري بالجزائر (الجزيرة نت)

وفي كلمته، تأسف أمين عام حركة النهضة الدكتور فاتح الربيعي، للموقف الرسمي لبلاده، وقال إن الدبلوماسية الجزائرية أخفقت في التعاطي مع القضية السورية، واصطفت في موقف لا ينسجم مع ما قدمه الشعب السوري للثورة الجزائرية، وللأمير عبد القادر بعد نفيه من طرف المستعمر.

وانتقد الربيعي تحفظ الجزائر في القمة العربية الأخيرة بالعاصمة القطرية الدوحة التي أعطت مقعد سوريا للمعارضة، وطالب السلطات الجزائرية بطرد السفير السوري بالجزائر، وتقديم الإغاثة بعيدا عن الهلال الأحمر السوري لأنه طريق النظام.

وفي رده على سؤال للجزيرة نت بشأن تنظيم ملتقى تضامني بعد عامين على الثورة السورية، قال الربيعي "كنا مع ثورات الربيع العربي منذ تونس وحتى سوريا مرورا بليبيا ومصر واليمن، وكل تصريحاتنا وبياناتنا تؤيد حق الشعب العربي بالحرية والكرامة".

من جهته، انتقد الدكتورعبد العزيز رحابي -وهو دبلوماسي سابق ووزير الإعلام السابق- الموقف الرسمي من الثورة السورية، وقال للجزيرة نت إن موقف الجزائر في قمة الدوحة ليس موقفا سياسيا، بل موقفا خجولا عندما بررته باحترام ميثاق الجامعة العربية، وهي مهمة أمين عام الجامعة".

عبد العزيز رحابي نصح الجزائر بأن يكون لها دور في الملف السوري (الجزيرة نت)
عبد العزيز رحابي نصح الجزائر بأن يكون لها دور في الملف السوري (الجزيرة نت)

ونصح رحابي بلده الجزائر وحكومتها بأن "يكون لها دور في الملف السوري وأن تمد الجسور مع المعارضة السورية ما دام الروس والأميركيون واتفاقية جنيف يذكرون أن المعارضة طرف في الحل وليست طرفا في المشكل".

وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لشغل مقعد سوريا في القمة العربية الرابعة والعشرين التي اختتمت أشغالها أمس، في حين رفع علم "الاستقلال" الذي تعتمده الثورة مكان العلم المعتمد من النظام السوري. 

واعتبر رحابي أن الحل للأزمة السورية يجب أن يمر على المعارضة وليس فقط على نظام بشار الأسد، وأضاف "أطلب من بلادي أن تكون براغماتية في علاقتها بالملف السوري".

وتباينت آراء الأحزاب المشاركة في هذا التجمع من الأزمة السورية وسبل حلها، منها حزب الفجر الجديد الذي يرى رئيسه الطاهر بن بعيبش في كلمته أن إيران وراء الأزمة السورية، لأن سوريا هي المتنفس الوحيد لها، وقال إن إيران "بمقدورها إعلان حرب عالمية، وإدخال الشرق الأوسط والخليج في دوامة حرب كي لا تترك سوريا"، وأضاف أن الحل بيد الشعوب لكسر ما سماها الأطماع.

ورأى رئيس جبهة الجزائر الجديدة جمال عبد السلام أن ثلاثة محاور تتصارع على أرض سوريا، أولا: "الشعب التواق للحرية ضد النظام السوري الاستبدادي"، وثانيا "إيران ومطامعها في سوريا ولبنان"، وثالثا "محور قطر والسعودية في التسويق لسايكس بيكو جديد في المنطقة لتقسيم المقسم، وتفتيت المفتت".

ملصق يوم التضامن مع الشعب السوري في فندق السفير بالجزائر العاصمة (الجزيرة نت)
ملصق يوم التضامن مع الشعب السوري في فندق السفير بالجزائر العاصمة (الجزيرة نت)

ودون أن يسمي أحد، ألمح عبد السلام إلى الصراع الروسي الأميركي ووصفه "بصراع الدببة والفيلة على أرض سوريا والشعب السوري حشيش تحت الأقدام"، ويرى أن الحل السياسي هو المخرج للأزمة السورية وإلا ستكون حرب طاحنه في المنطقة، داعيا النظام السوري لوقف القتل والمعارضة لتوحيد الصف، لفسح المجال لحل سياسي.

يذكر أن التجمع التضامني مع الشعب السوري هو الأول من نوعه، وقد علق عليه أحد السوريين قائلا "إن تأتوا متأخرين أفضل من ألا تأتوا أبدا".

وكانت مواقف بعض الأحزاب خاصة منها الإسلامية وجبهة القوى الإشتراكية (علماني) اقتصرت على بيانات منددة بالقتل الجاري في سوريا، دون تحديد المسؤول عنه.

المصدر : الجزيرة