إضراب ودعوات فلسطينية "لكسر الصمت"
و قال خضر عدنان إنه لجأ للاعتصام بغرفة الانتظار التابعة لمقر الصليب الأحمر من أجل لفت الأنظار لخطورة الوضع الصحي لأربعة أسرى مضربين عن الطعام منذ شهور في السجون الإسرائيلية، وإن هذا الاعتصام لا يؤثر بأي شكل على عمل المنظمة الدولية.
ودعا عدنان إلى تصعيد المقاومة بكل أشكالها لمناصرة الأسرى المضربين عن الطعام خاصة، وقال "لو أن إسرائيليا واحدا أضرب عن الطعام تضامنا مع الجندي جلعاد شاليط أثناء احتجازه في غزة لسارع الصليب الأحمر والمنظمات الدولية لدعمه وتوفير الرعاية له بعكس ما حدث معنا".
تجاوب
وكانت مسيرة من عشرات النشطاء وصلت مساء الخميس لمساندة المضربين عن الطعام في رام الله ودعما للأسرى في سجون الاحتلال.
وبث نشطاء من لجان المقاومة الشعبية نداءات عبر مكبرات الصوت في مساجد محافظة رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية وكذلك في محافظة بيت لحم جنوبا دعت الجماهير الفلسطينية لإقامة صلاة الجمعة أمام سجن عوفر الإسرائيلي لنصرة الأسرى المضربين.
ودعا النشطاء إلى حالة غضب عارمة في كافة مناطق الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية تحت عنوان "جمعة كسر الصمت" لنصرة أربعة أسرى مضربين عن الطعام. واتهم نشطاء انضموا لإضراب خضر عدنان منظمةَ الصليب الأحمر بالتقصير في الدفاع عن الأسرى ونقل حقيقة الانتهاكات التي يتعرضون لها في السجون.
وقال المحامي والحقوقي ياسر صلاح "نحن لا نعرقل عمل الصليب أبدا، لكن هذه المنظمة لا تقوم بالدور المنوط بها كمنظمة دولية، بالنظر للدور الذي قام به الصليب الأحمر خلال فترة احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط".
ويرى الباحث بمؤسسة الضمير لرعاية الأسير مهند العزة، أن المنظمة الدولية لا تحاول حتى طمأنة ذوي الأسرى على أوضاع أبنائهم بشكل دائم، مضيفا أن الصليب الأحمر يستطيع فرض زيارات للأهالي الممنوعين من سلطات الاحتلال، ولكن أداءه ضعيف جدا.
شكوى
واشتكت والدة الأسيرين منتصر وحسن كراجة، التي أعلنت إضرابها عن الطعام أيضا، من عدم تدخل الصليب الأحمر للسماح لها بزيارة ابنها حسن أو حضور محاكمته المحظورة على العائلة.
وقالت إنها قررت عدم الجلوس والاستماع لأخبار احتضار الأسرى المضربين في السجون والتوجه للإضراب عن الطعام بمقر الصليب الأحمر، ووجهت دعوة لأمهات الأسرى باتخاذ خطوات مماثلة.
واعتبرت مجموعة "فلسطينيون من أجل الكرامة" الشبابية إغلاق اللجنة الدولية "عملاً استفزازياً
وابتزازاً رخيصاً لحقوق للفلسطينيين في نصرة أسراهم"، مقابل ما وصفته بـ"الدور الخدماتي للجنة الدولية الذي يتساوق مع سياسات الاحتلال ويفرغ عملها من مضمونه باعتبارها المنظمة الدولية المكلفة بحماية الفلسطينيين وأسراهم بموجب اتفاقيات القانون الدولي الإنساني".
وتزامن هذا التصعيد مع إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر إغلاق مقرها في رام الله إلى حين انتهاء "إضراب الأشخاص الموجودين داخله"، كما جاء على لسان الناطقة باسمه نادية الدبسي.
وقالت الدبسي في تصريح صحفي إن وجود أشخاص معتصمين داخل مقر الصليب الأحمر "يجعل الطاقم غير قادر على القيام بعمله"، مضيفة أن الصليب الأحمر منظمة محايدة وغير سياسية.
وتجري السلطة الفلسطينية مباحثات مع الصليب الأحمر لاحتواء "أزمة" إغلاق مقره في رام الله لليوم الثالث على التوالي. وقال وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع "إن عمل الصليب الأحمر ضروري وحيوي جدا بالنسبة للفلسطينيين، وإنها المرة الأولى التي يغلق أبوابه فيها منذ احتلال عام 1967".
وتحدثت مصادر فلسطينية رسمية عن جهود رفيعة على مستوى الجامعة العربية والأردن ومصر للضغط على إسرائيل من أجل حل أزمة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، وبينهما اثنان ممن أفرج عنهما في صفقة شاليط نهاية 2011، وآخران يرفضان الاعتقال الإداري دون تهمة.