توجه لتشكيل حكومة "مختلطة" بتونس
التقى رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي اليوم الخميس قادة أحزاب سياسية في إطار المشاورات الجارية لتشكيل حكومة جديدة يرجح أن تجمع سياسيين وتكنوقراطا كحل وسط لأزمة التعديل الوزاري التي تفاقمت بعد اغتيال القيادي المعارض شكري بلعيد الأربعاء الماضي.
واجتمع الجبالي بممثلي أحزاب من خارج الائتلاف في وقت واجه اقتراحه تشكيل حكومة تكنوقراط رفضا من حزبه حركة النهضة ومن أحزاب أخرى من داخل الائتلاف وخارجه.
وكان الجبالي توقع قبل أيام أن يعرض حكومته الجديدة هذا الأسبوع (الأربعاء أو الخميس) لكن المعارضة، التي أبدتها النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية المشاركان في الائتلاف وكتل برلمانية لمبدأ حكومة التكنوقراط، دفعته إلى إجراء مزيد من المشاورات.
وفي وقت سابق, قال رئيس حركة النهضة (89 مقعدا من مجموع 217 في المجلس الوطني التأسيسي) راشد الغنوشي إن المشاورات تتجه إلى حل وسط يكمن في حكومة سياسية تضم تكنوقراطيين, ورجح الإعلان عن الحكومة الجديدة نهاية هذا الأسبوع.
وفي جلسة للمجلس التأسيسي اليوم, أعلن رئيس كتلة النهضة الصحبي عتيق مجددا رفض حزبه لحكومة التكنوقراط, في حين صرح عضو في مجلس شورى الحركة مساء أمس بأن هناك اتجاها نحو تبني مقترح حكومة جديدة تجمع بين الكفاءات الوطنية وبين السياسيين.
حل وسط
وتأتي المشاورات بين رئيس الحكومة وممثلي عدد من الأحزاب بعد ساعات من دعوة أربع كتل برلمانية تشكل أغلبية عريضة في المجلس التأسيسي إلى تشكيل حكومة سياسية.
والكتل الأربع هي النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية, وحركة وفاء, والحرية والكرامة, ولها مجتمعة 125 نائبا في المجلس.
وقالت في بيان مشترك صدر في ختام اجتماعها مساء أمس إن المرحلة الحالية تقتضي وجود حكومة ائتلاف سياسي وطني مفتوحة على الشخصيات الحزبية والمستقلة، وتستند إلى قاعدة نيابية وسياسية وشعبية واسعة وملتزمة بالعمل على إنجاز أهداف الثورة.
وأضاف البيان أن في مقدمة تلك الأهداف المحاسبة ومقاومة الفساد وغلاء المعيشة وتحقيق الأمن.
وفي مقابل رفض أغلبية النواب مبدأ حكومة التكنوقراط, لقي هذا المقترح دعما من حزب التكتل من أجل العمل والحريات (الشريك الثالث في الائتلاف الحاكم), ومن بعض الأحزاب المعارضة والاتحاد العام التونسي للشغل, واتحاد الصناعة والتجارة.
وقالت الأمينة العامة للحزب الجمهوري المعارض مية الجريبي اليوم بعيد اجتماعها بالجبالي إن حزبها سيعلن موقفه غدا الجمعة.
صدمة مضت
في الأثناء, أكد الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي أن تونس امتصت صدمة اغتيال القيادي المعارض شكري بلعيد.
وقال المرزوقي في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن تونس نجحت في تجاوز "الاختبار" دون أضرار كبيرة. وأشار إلى أن البلاد لم تشهد اضطرابات خطيرة بما أنه لم يسقط قتلى أو جرحى, كما أن المظاهرات التي نُظمت منذ حادثة الاغتيال جرت بهدوء.
ورفض إطلاق وسائل الإعلام الفرنسي نعت الإسلامي على حزب النهضة, وقال إنه حزب محافظ انتخبه جزء من الشعب التونسي.
وكان المرزوقي والجبالي استقبلا في الأيام المقبلة سفراء الدول الأوروبية الرئيسية وبينها ألمانيا وفرنسا, وكذلك سفير الولايات المتحدة. وأكد هؤلاء أن بلدانهم ماضية في دعم تجربة الانتقال.
من جهته, نفى سفير الجزائر بتونس عبد القادر حجار في تصريحات نشرتها اليوم صحيفة الشروق الجزائرية أن تكون الجزائر تدخلت بأي صورة في الشأن التونسي.
وكان يرد بذلك على معارضين تونسيين تحدثوا عن دور جزائري في تشكيل رئيس الحكومة "مجلس حكماء" يضم ساسة ومفكرين لاقتراح حلول للأزمة السياسية في البلاد.