قتيل واعتقالات باقتحام المدينة الطلابية للأزهر
قتل طالب بجامعة الأزهر واعتقل عشرات آخرون إثر هجوم لقوات الأمن الليلة الماضية على المدينة الطلابية للجامعة في مدينة نصر بالقاهرة. وفي هذه الأثناء ذكرت وكالة الأنباء المصرية الرسمية أن مجلس جامعة الأزهر قرر منع التظاهر في الجامعة والاستعانة بقوات الأمن للتصدي لمن يخالف هذا القرار من الطلاب.
ومباشرة بعد الهجوم الأخير شهدت المدينة الجامعية في أسيوط مظاهرة تضامنية مع طلاب جامعة الأزهر. كما خرجت مظاهرات في مدن طلابية أخرى بعدد من الجامعات المصرية تضامنا مع طلاب المدينة السكنية لطلاب جامعة الأزهر.
مظاهرات وذكرى
وقد تواصلت المظاهرات المناهضة للانقلاب العسكري في عدد من الجامعات المصرية أمس الأربعاء، في الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة اشتباكات وقعت الثلاثاء ليلا أثناء إحياء الذكرى الثانية لأحداث شارع محمد محمود إلى قتيلين وأربعين مصابا.
فقد انطلقت مظاهرة حاشدة ضد الانقلاب العسكري بجامعة الأزهر شارك فيها آلاف الطلاب، قبل أن تلتقي بمسيرة للطالبات باتجاه مبنى مشيخة الأزهر في منطقة الدراسة. وردد الطلاب هتافات رافضة للانقلاب العسكري وللحكم القضائي الذي صدر مؤخرا بالسجن لمدة 17 عاما ضد 12 من طلاب الجامعة.
وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المدمع وطلقات الخرطوش، مما أدى إلى عدد من الإصابات بين الطلاب. كما اعتقلت عشرات الطلاب بينهم ثلاث فتيات.
من جهتها قالت وزارة الداخلية في بيان إن "نحو ألف طالب من جامعة الأزهر من المنتمين لجماعة الإخوان، توجَّهوا إلى مقر مشيخة الأزهر في محاولة لاقتحامها، وقاموا بقطع طريق صلاح سالم وإعاقة الحركة المرورية، وتمكنت قوات الأمن من تفريقهم، وضبطت 24 من مثيري الشغب من بينهم تركي الجنسية".
وفي جامعة الإسكندرية جابت مسيرة طلابية رافضة للانقلاب العسكري الحرم الجامعي، قبل أن تنطلق خارج أسواره وصولا إلى ميدان القائد إبراهيم. وردد الطلاب المشاركون هتافات ضد ما أسموه "حكم العسكر وقمع الحريات واعتقال الطلاب والفتيات".
وفي مركز أبو تيج بمحافظة أسيوط نظمت حركة "طالبات ضد الانقلاب" أمس الأربعاء وقفة للتنديد بما أطلقن عليه ممارسات العسكر. كما نظمت حركة "طلاب ثانوي ضد الانقلاب" وقفة احتجاجية أمام مدرسة طه حسين في سندوب بمحافظة الدقهلية، رددوا خلالها هتافات تطالب "بإسقاط حكم العسكر والإفراج عن الطلاب المعتقلين والقصاص من قتلة الشهداء".
وكان معارضو الانقلاب العسكري قد تظاهروا الثلاثاء في أغلب الجامعات والمحافظات استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية لإحياء ذكرى أحداث شارع محمد محمود. وشارك الآلاف في مظاهرات بميدان العباسية بالقاهرة وأمام قصر القبة الرئاسي، كما تظاهر مئات الطلاب في محيط وزارة الدفاع، وخرجت مظاهرة من جامعة القاهرة إلى ميدان النهضة الذي كان أحد مقرات الاعتصام الرئيسية لمؤيدي الرئيس مرسي قبل فضها من جانب الجيش والشرطة.
قتيلان
من ناحية أخرى، أعلن رئيس هيئة إسعاف مصر أحمد الأنصاري أمس الأربعاء أن الحصيلة النهائية لضحايا اشتباكات وقعت أول أمس خلال إحياء الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، هي قتيلان وأربعون مصابا.
وقال الأنصاري إن القتيلين سقطا نتيجة إصابتهما برصاص في الرأس، وأضاف أن الإصابات عبارة عن كدمات وجروح بسيطة قطعية وطلقات خرطوش.
وكانت قوات الجيش والأمن قد فرقت بعيد منتصف ليلة الأربعاء المحتجين في ميدان التحرير وسط القاهرة مستخدمة الغازات المدمعة، وطوقت الميدان بالدبابات والسيارات المدرعة بعد إخلائه.
وشهد ميدان التحرير أول أمس مواجهات بين نشطاء يحيون ذكرى مرور عامين على مقتل عشرات من الثوار بأحداث محمد محمود، وآخرين مؤيدين لوزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي.
وتعقيبا على تدخل قوات الأمن في ميدان التحرير، قالت الداخلية في بيان لها إن المحتجين حاولوا اقتحام مبنى الجامعة العربية، وحطموا زجاج عدد من نوافذ واجهة المبنى، مما دفع قوات الأمن للتعامل معهم.
من جانب آخر ألقت أجهزة الأمن القبض على أحد المشتبه في تورطهم في محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم في سبتمبر/أيلول الماضي.